الحلقة الثالثة عشر

Start from the beginning
                                    

جلست مروى بجوارهم، أقبلت هدير تسأل هدير أم مصطفى بابتسامه:
-مش هتنزلي البحر يا طنط؟
نظرت أم مصطفى لمروى كأنها توجه لها الكلام وهي تقول:
-لأ يا حببتي كفايه منى ومصطفى نزلوا واتبسطوا... أصلهم بيحبوا بعض أوي من لما كانوا أطفال
وأردفت بسخريه:
-أصل منى دي بنت متربيه ومحترمه مش زي ناس!

ظلت أم مصطفى تنظر لمروى باشمئزاز وتتكلم معها ساخرة، نظرت هدى لمنى وهمست قائلة:
-دا أنا شكلي نيلت الدنيا يا منى!
كرمشت منى وجهها بتسائل:
-عملتِ  إيه ؟!
تلعثمت هدى وترددت أن تحكي لأنها تعرف رد فعل منى على هذا التصرف السخيف، استجمعت شجاعتها وقالت:
-أنا حكيت لطنط كل حاجه عن مروى وماضيها!
جحظت عيني منى وقالت:
-حكيتِ لطنط مين بالظبط؟
عضت هدى لسانها بقلق ثم قالت:
-حماتك
رمقتها منى بغيظ، وبدأت تنظر لرد فعل ام مصطفى التي تُسلط بصرها على مروى وترمقها بنفور واشمئزاز، ضربتها منى على ذراعها بغيظ وقالت بقلة حيله:
-حرام عليكِ والله
قالت هدى مبررة ما فعلته:
-علفكره أنا مش مرتاحلها يعني هي جايه معانا ليه شكلها بتلفت نظر مصطفى فعلًا!
نظرت منى لمروى بريب ثم زفرت الهواء من فمها بقلة حيله، تركتها هدى قامت لتجلس جوار أحمد وتحاول إرضائه...
_________________________
اتجهت هدير لوالدتها جلست جوارها ووضعت البشكير عليها لتجفف جسدها ثم نظرت لوالدتها قائلة:
-ماما!
التفتت لها مديحه فأردفت هدير:
-قولي لطنط نبيله إن أنا مش هروح أكشف
ردت مديحه برجاء:
-يحببتي هنروح للدكتوره نطمن دا حتى حماتك كانت بتقول هنروح دلوقتي!
اتسعت حدقتيها بدهشه وقالت:
-لأ يا ماما مش هروح لدكاتره قولتلكم والله ما فيه حمل
ردت والدتها بحده:
-وإنت متاكده كدا إزاي؟ خلينا نروح نتأكد
تزمرت هدير وزمت شفتيها بحنق، تجعدت ملامح وجهها ونظرت لوالدتها بتجهم، فأردفت الأم:
-يابنتي الله يهديكِ متوجعيش في قلبي
هتفت هدير بحدة:
-والله ما أنا رايحه مش هكشف ولا هتكشف على دكاتره
هتفت الأم بنفاذ صبر:
-إنتِ حره متوجعيش قلبي عنك ما كشفتي.... روحي بقاِ قولي لحماتك بنفسك
دبدبت قدميها بالأرض بطفوليه وزفرت الهواء من فمها بضيق قائله:
-هخلي معاذ يقولها
_______________________
جلست هدى جواره تنظر له بين وهلة والثانيه بابتسامه بدأت تدبدب بإحدى قدميها على الأرض بتوتر، أشاح وجهه بعيد عنها نظرت له قائله:
- أنا مبعرفش أعتذر والله ومش بحب أشوفك زعلان وواخد مني جنب كدا!
نظر لها أحمد وقال:
-يعني عارفه إنك غلطانه؟
ردت بسرعه:
-لأ أنا مبغلطش أصلًا... صالحني بقا لو سمحت
زفر الهواء من أنفه ونظر أمامه ببرود فأردفت:
-والله أوعدك هحكيلك كل حاجه بس مش وقته خالص هي أصلًا حاجه مش مهمه
نظر لها فابتسمت قائله بمرح:
-هاااا هتصالحني ولا نلغي الفرح دا
ابتسم لها قائلًا:
-تلغي فرح مين دا أنا مصدقت
اتسعت ابتسامتها أكثر وقالت:
-طيب يلا شوف هتصالحني إزاي؟
هتف أحمد بتوضيح:
-علفكره أنا الي زعلان!
إدعت الحزن ولوت شفتيها لأسفل:
-لا أنا زعلانه إني زعلتك فصالحني بقا
ضحك قائلًا بتعجب: لا والله!
أردف بمرح:
-إنتِ شكلك هتتعبيني باين!
ابتسمت له ونظر لها مبتسمًا وتنهد بارتياح فهو يحبها وسيتقبل منها أي شيء....
_____________________________
وبعد قضاء وقت ممتع للبعض ومقلق للبعض الأخر، بدؤا يعدون أدواتهم لمغادرة المكان، كان حمدي يقف على مقربة منهم وينظر لمروى نظرات غير مفهومه، ازدردت مروى ريقها بتوتر واقتربت نحو سيف كأنها تختبئ خلفه فسألها:
-مالك مش على بعضك؟
ردت بارتباك :
-ح... حمدى!
نظر لها قائلًا:
-شاوريلي عليه
صوبت سبابتها اتجاهه، رمقه سيف بغضب وحين رأه ينظر لمروى استشاط غضبه، اقترب نحوه كأسد ينوي الهجوم على فريسته، وقف أمامه قائلًا بابتسامة ساخرة:
-حمدى باشا
مد سيف يده ليصافحه وقال:
-أخيرًا اتقابلنا أنا مستني اليوم دا من زمان
مد حمدي يده ليصافحه بغرور فضغط سيف على يد حمدي بقوه وسحبه للإتجاه الأخر بعنف فوقع حمدي على الأرض، بدأ الناس بالصراخ والخروج من المكان وأقبل الجميع نحو سيف يحثانه على التوقف عن هذا النزاع، لم يستمع إليهم وانحنى سيف لمستواه ليسدد اللكمات في وجه حمدي حتى نزف فمه، وضع حمدي يده على وجهه متألمًا، أردف سيف بغضب:
- دي قرصة ودن عشان قربت من مروى، والمره الجايه هيكون فيها موتك إن شاء الله
ولى سيف ظهره وكان سيغادر لكنه وقف مجددًا ولف نفسه قائلًا:
-أيوه صحيح.... ومتلعبش معايا يا شاطر عشان متتعبش ياريت تكون فاهم قصدي
رد حمدي بغضب:
-وهي السنيوره تقربلك ايه ولا ماشيه معاك إنت كمان؟
نظر حمدي لسيف وأردف ساخرًا:
-بكره تزهق منك وتركنك على الرف زي غيرك
قال كلمته الأخيره وهو ينظر لمصطفى ويبتسم بسخريه، انحنى سيف وسدد لكمة أخرى ونظر لعينيه بغضب:
-متنطقش ولا كلمه زياده وإلا...
رفع حمدي كفه في وجه سيف وقام من الأرض يستند على حاله نظر لسيف قائلًا:
-أنا ماشي خليك كدا أعمي لحد ما تاخد على دماغك
مسكه سيف من ياقته وكان سيضربه مجددًا لكن فك مصطفى ومعاذ النزاع وتحرك حمدي مهرولً بصمت ليغادر المكان بدون أن ينبس بكلمه أخرى، لكنه من الداخل كان يستشيط غضبًا على ما حدث، وينوي لسيف على شر، ابتعد عنهم مسافة ثم حمل هاتفه وطلب رقم جابر قائلًا:
-أنا عرفت مين هو الظابط الي بيدور وراك.... ومحتاج رجاله عشان أبعده عن طريقنا!
___________________________
على جانب أخر نظرت والدته إليه تعنفه على ما فعله، فرد بنبره مرتفعه:
-بيعاكس مروى... كنت أسيبه يعني!
رمقت أم مصطفى مروى بغضب وهتفت بنبرة حادة:
-إنتِ خبيثه أنا قرياكِ من جوه... بتلفي على الواد عشان توقعيه صح؟
أردفت بغضب:
- فعلًا يامه تحت السواهي دواهي
ردت مروى بانكسار:
-أنا يا طنط حضرتك بتقولي أنا الكلام دا!
حاولت منى تهدئة أم مصطفى، وكذالك مصطفى وسيف لكنها لم تأبه وأكملت حديثها بنبرة مرتفعة وبحده:
-جايه معانا ليه! بتلفتي نظر مصطفى مثلًا متخيله إنه هيسيب منى البنت المحترمه ويبصلك إنتِ!
قالت جملتها الأخيرة وهي ترمقها باشمئزاز
ادمعت أعين مروى قائله:
-والله أبدًا أنا قفلت الصفحه دي نهائي
ابتسمت أم مصطفى بسخريه وقالت:
-يا بت.... عليا أنا الكلام ده!... الكلام ده تضحكي بيه على منى أو سيف إنما أنا فاهماكِ كويس أوي
نظرت مروى لأعينهم المسلطه عليها يبدو أنهم مشفقون عليها من هذا الكلام الجارح، أو مشمئزون منا لا تعلم حقيقة شعورهم نحوها، لم تستطع الصمود أكثر شعرت بدوار يضرب رأسها، فجلست على الكرسي جوارها ووضعت يده على  رأسها ثم أغلقت عينيها فأضافت أم مصطفى:
-أيوه اتسهوكي يختي...
شهقت مروى باكية ولم تبس بكلمه اقتربت منها منى تربت على كتفها وتهدئها، ونظر سيف لخالته قائلًا:
-كفايه بقا يا خالتو لو سمحتِ
غادرت وتركتهم يلتفون حولها، وقفت هدى تلعن حالها على ما فعلت، نظرت لها بإشفاق واقتربت منها ترفع رأسها وتمسح دموعها، رفعت مروى رأسها عندما خف الدوار، صلبت طولها واقفة، قال مصطفى بأسف:
-أنا بعتذرلك يا مروى بالنيابه عن أمي
سقطت دموعها مجددًا، كانت كل دمعة تتساقط منها  كالهيب الذي يحرق بقلب سيف، اتجه سيف نحو خالته وقال بنبرة حادة:
-ليه يا خالتو؟ يعني إنتِ كنتِ دخلتِ جوه قلبها وشوفتي هي خبيثه ولا طيبه، حرام يا خالتو دا ربنا بيقول" يآيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم..."
ردت بحده:
-أصل إنت مكنتش بتشوف الكلام الي بتكتبه لمصطفى والي بتقولهوله!
هز رأسه بأسف وقال:
-يا خساره يا خالتو كنت فاكرك أعقل من كدا
انصرف من أمامها وتركها تفكر فيما فعلته، فلا تصف ما فعلته إلا بالصواب، جلست نبيلة جوارها وقالت:
-ليه كدا يا رقيه! أحرجتيها!
هتفت ام مصطفى بحده:
-اسكتي يا نبيله أنا مش طايقه نفسي
_________________

آيه شاكر Where stories live. Discover now