الفصل 17: نجوى مكتومة و وداعٌ مُؤجَّل!

7.4K 405 229
                                    

فركت إيفلين ذقنها مفكرة، أنزلت إحدى ساقيها عن الأخرى، و تركت الأريكة متجهة إلى الرجل الواقف أمامها، و سألته للمرة الثانية ببرود مرعب:

"ماذا قُلتَ عزيزي رايس؟ فتاة؟!".

تعثَّر رايس و هو يتراجع إلى الخلف متلعثما:

"أجل... أيتها الزعيمة... فتاة!".

ركلت قبعته بعيدا، و انحنت تشد شعره بقسوة غير عابئة بالدماء التي خضبت يدها، سألته من جديد:

"من هي؟ و ماذا فعلَتْ حتى أتيتني صفر اليدين عزيزي رايس؟".

قاوم الألم الرهيب في رأسه مجيبا:

"لا أعرف من تكون! كانا في السيارة، كنتُ على وشك إحضارهما معا إليكِ، لكنَّ تلك اللعينة... أنقذت نفسها و الطفل... و تسببت لي في هذه الإصابة!".

أخلت سبيل شعره، و استقامت بهدوء مريب، حدق رايس في رجل آخر يقف على بعد مترين منهما، متوسلا تدخله، لكن الرجل صعر له خده و لم تخطف توسلات رايس أدنى اهتمامه،أساسا... لا أحد يجرؤ على الوقوف في وجه الزعيمة، و هو لا يريد المجازفة برأسه. دارت إيفلين حوله مهمهمة، و قالت بوجهها البارد:

"مجرد فتاة ضعيفة... لا سلاح معها... و لا حُراس... تفوقت عليك! في هذه الحال... لا أرى لعينا غيرك هنا! قلتَ لي أنك كنت على وشك إحضارهما إلي؟ يؤسفني أن أقول لك هذا إذن! لن تكون على وشك فعل أي شيء بعد الآن... لأنني...".

توقفت عن دورانها حوله، و صرخت فجأة و هي تسدد إلى رأسه ركلات جنونية بعقب حذائها الجلدي:

"...سأمحو اسمك من الوجود!".

لاحظ الرجل الآخر أنها سحقت رأسه تماما، و أن رايس فارق الحياة، فتقدم و خاطبها لتستعيد هدوءها:

"أيتها الزعيمة، يكفي هذا القدر، أعتقد أنه... لفظ أنفاسه الأخيرة!".

تمالكت ساقها، و استكانت متمتمة بشكل غريب:

"هكذا إذن؟ الوغد! كنت أعرف أنه لن ينفعني في شيء، حتى في لحظاته الأخيرة... لم يكن مفيدا!".

لفظت إيفلين شتيمة عنيفة، صفقت بيديها ليأتي رجلان قويا البنية فيحملا الجثة بعيدا، و أضافت متوجهة بحديثها إلى مساعدها الآخر:

"لا تحوموا حول كينغلاند هذه الفترة، لن نغضب هارولان كينغ أكثر!".

"أشك أنه سيتجه بفكره إلينا، إنه يتهم دائما ملك هولشتاين «آرثر غولدمان»!".

أردفت إيفلين ساخرة:

"ستكون أحمقا إن صدقت هذا، هارولان أذكى مما تتخيل! إسألني أنا عنه!".

عالجت المنديل الأزرق المعقود حول عنقها، و عادت إلى أريكتها مستطردة:

"دعنا من كل هذا الآن، و أخبرني بالأهم يا بليك، هل عثرت على صغيرتي؟".

الغضب الأسود|Black Rageحيث تعيش القصص. اكتشف الآن