الجزء الرابع.

2.6K 31 2
                                    

 
عمله المبكر، وجده لا ينام بعد صلاه الفجر ويظل يقرأ في كتاب الله حتي ينهض خالد فيتناولا افطارهما معا والذي تعده لهما فتاه تسكن بجوارهما، قد اعتادت علي هذا من سنوات... وكان يجلس خالد يناظر جده كل حين واخر وكأنه يريد قول شئ
حتي قطع صمته وسأل جده:
_عبدو(كما كان يحب ان يناديه) هو انت تقدر تعيش لوحدك؟!

فنظر له جده وبين انه لا يفقه سؤاله:
_انت عايز تسافر ولا ايه

صمت خالد ثم نظر إليه مجددا:
_لو سافرت فتره قليله.. تقدر تعيش لوحدك؟!
ثم أكمل كأنه يوضح كلامه:

_أنا عارف ان كلامي صدمه ليك... بس انا قررت اسيب البلد لفتره وأقسم لك اني هرجع في اسرع وقت ومش هتحس بغيابي... ثم حاول تبرير كلامه:
_أنا مسافر اي مكان الاقي فيه نفسي احس فيه بوجودي... انت عارف ابن ابنك خريج كلية تجاره بيشتغل ايه؟!

_اه شغال في مخزن ادويه

_ابن ابنك بيشتغل شيال في مخزن ادويه... شيال... هات الكرتونه دي حطها هنا... خد الكرتونه دي وديها هناك..

ثم هم بالوقوف وقال لجده:

_هسافر فتره مش طويله ثم التفت خارجا... حتي أوقفته كلمات جده:
_انت ليه بتكدب يا خالد؟!... انت ليه مش عايز تعرفني انك عايز تنزل السرداب؟!

كانت تلك الكلمات كالصاعقة اللتي وجهت لخالد بعدما اختلق رغبته بالسفر...حتي لا يعلم جده بذلك...ويظن انه اصيب بالجنون.... ولم يعلم كيف عرف جده بذلك.. فنظر له مرتبكا:

_سرداب؟! انت عرفت منين... اقصد سرداب ايه؟! وكلام فاضي ايه.. فأكما جده:

_عرفت من زمان... من زمان جدا.. ثم أمره بالجلوس مره اخري.. وسأله في جديه:

_انت عاوز تنزل السرداب ليه؟!

صمت خالد ثم حاول ان يجعل الحديث مزحه:

_انت ليه مصمم علي حكايه السرداب دي... انا بقولك انا هسافر...
اعاد جده السؤال مره اخري:

_خالد... انت ليه عاوز تنزل السرداب؟!

فلم يجد مفرا.. فاخذ زفيرا طويلا واجاب:

_عايز انزل علشان اثبت لمني وابوها اني بطل... اني مختلف عن غيري..

فسأله جده:
_بس؟!

فاجابه في تعجب..

_ايوه بس... ثم اكمل
_ومين عارف... يمكن الاقي الكنز اللي كنتوا نزلتوا علشانه قبل كده..

فكرر جده سؤاله:
بس؟!

_ايوه

فقال جده في جديه:
_انت مش عايز تنزل علشان كده..

فنظر اليه خالد متعجبا من الجدير التي لم يرتها علي وجهه من قبل... ثم اكمل جده:

افترض ان مني اتجوزت حد تاني... هتنزل السرداب ولا لا؟!

فصمت خالد واكمل جده:

_عمري ماهصدق انك عايز تنزل عشان مني.. انت عايز تنزل لسبب تاني تماما... سبب نزولي ونزول غيري... السبب اللي بيجري في دمنا.. دمي ودمك ودم ابوك... السبب هو حبنا للمجهول.. حبنا للتمرد.. حبنا لاكتشاف حاجه جديده... حبنا للاختلاف... واردف:

_لما كنت صغير... كنت بحكيلك عن السرداب وانت بتعيط... ويمكن كنت بتبص ليها علي انها حكايه اسكتك بيها... لكن صدقني... كنت عارف انك هتكبر ويجي يوم واحكيلك من تاني عن السرداب...مجرد حكايه صغيره عنه وهتنتفض من جواك... وتابع:

_ما انت رفضك ابو مني... وكنت عارف سبب رفضه.. اشمعني المره دي اللي حبيت تكون بطل.. لحد ماجه اليوم ده امبارح... وحصل جواك نفس اللي حصل لابوك لما كنت بحكيله عن السرداب... بس الفرق اني عرفت انك عايز تنزله... اما هو راح فجاه..
فقاطعه خالد:

_ابويا نزل السرداب؟!


أرض زيكولاWhere stories live. Discover now