الثانى

1K 68 2
                                    

«حُــب فــــوق الــغــــصــون»
-الحلقة الثانية- '2'

_بعتذر جدًا لحضرتك يا بشمهندس.

ظل يقف متخشبًا بأرضه وعيونه بتتأملها دون تصديق، إزاي هيّ!؟ .. حاجة مفيش مخلوق هيصدقها.!
حاول يهدي من نفسه ومن ضربات قلبه إللي زادت ويتمالك ذاته ويمنعها من ضعفها دا..

قال بثبات وصوت حاول صبغه بالحزم والحدة:-
_أتمنى ميتكررش يا أستاذة، أكتر شيء أكره عدم الإلتزام.

هزّت رأسها بإيجاب ورددت بهدوء وغض لبصرها:-
_إن شاء الله يا بشمهندس.

لازم يتمالك نفسه إللي مش قابلة تهدا قدامها، قال بلبقاة وهدوء:-
_بستأذن خمس دقايق وراجع.

وخرج دون أن ينظر خلفه، خطواته سريعة متعجلة نحو مكتبه، دخل وأحكم غلق الباب خلفه..
سند على مكتبه وهو بيتنفس بعمق وبيردد:-
_استغفر الله العظيم  .. استغفر الله العظيم، متعلقش قلبي بإللي مش ليه يارب..
بس إزاي كدا ..!! دي البنت إللي بحلم بيها من خمس سنين ومش بتسيب أحلامي، معقول دا طبيعي ولا أنا أيه إللي جرالي، كنت دايمًا بحمل نفسي الذنب مع العلم إن عمر ما كان ليا علاقة بأي حد..
نفس الشكل .. ونفس الصوت..
اتعلقت بيها من كُتر ما بحلم بيها ودلوقتي بقت قدامي واقع إزاي هقدر أتحكم بقلبي وغريزتي..

مسح على خصلات شعره وهو بيجذبهم بعنف وظل يقطع الغرفة ذهابًا وإيابًا وهو بيقول بتوتر:-
_لطفك يارب، أكيد في حكمة من دا كله، أعني على قلبي يارب ولا تُأخذني فيما لا أملك.

واتنفس عدة مرات وقال وهو خارج:-
_استعنت بالله عليكِ يا .... صحيح معرفش اسمها!!
يلاا روح وإنتَ تعرف.

وقف مكانه بتعجب وهمس بصدمة:-
_هي حصلت يا عُدي بتكلم نفسك .. دي كانت دعوة الحاجة عليا .. ماشي يا بيلا لما أجيلك..

                            **************

_أهلًا تيتا غصون نورتي القاعة، أيه كان غرضك ننتظر جنابك ولا أيه يا بومة.

قالت صبا بعصبية وحقد وهي مش مصدقة إزاي خطة أسيل منجحتش بعد ما قفلت عليها الباب.

تماسكت غصون وحاولة تبان عادية ومتتأثر بكلامهم وتكتم كل الألم جواها، وقالت بصبر:-
_لا أبدًا يا صبا هانم الباب كان اتقفل عليا بس وربنا بعتلي العاملة إللي كانت بتمسح الطرقة وفتحتلي لما سمعتني بخبط .. مش بقولكم هو عادل وعالم بخبايا الأمور.

كتم أحمد غيظه منها وجواه إحساس بيقوله يخنقها ويخلص عليها بس منع نفسه بالعافية.

قالت أسيل بغضب:-
_أنا مش عارفة المدير ده سمح تدخلي إزاي .. ياريت كان طاردها وريحنا من بوزها ده .. حاجة تقرف والله.

أتأملت صبا ملابس غصون وإللي عبارة عن جيب كبس لونه أبيض وفوق بلوزة صوف من نفس اللون منقوشة بورد من اللون الكناري اللطيف بالإضافة لخمار أبيض بلفة محتشمة وطويلة، وإن كانت ملامحها بسيطة وبشرتها قمحية لكن جمالها الداخلي وبرائتها منعكسة على ملامح وجهها، ولمعة الحماس الدايمة في عيونها الواسعة ذات الأهداب الطويلة واللون الرمادي الداكن..

حب فوق الغصون (سارة نيل) Where stories live. Discover now