الفصل الثاني

106 20 9
                                    

الفصل الثاني
نوفيلا:الرحلة
بقلمي: هدير ممدوح

كل شيء أنقلب رأساً على عقب، الرحلة أصبحت كفيلماً مرعبًا أبطاله سقطوا بداخله، كبئر غويص لا يعرفون كيف النجاة.

وائل:
-انتو بتهزروا يجدعان مفيش حد في الأوضه

أحتلت الصدمة ملامحهم عند أستماع جملة صديقهم، و ركضوا جميعهم بأتجاهه نظروا بداخل الغرفة ولكن لا أثر كأن الارض أنشقت وأبتلعتها.
فهتفت فرح بذعر وهي تنخرط في بكاء:
-إيه اللي بيحصل ده؟
صاحت يارا قائلة:
-معقول ده كان حلم وأختي عايشة!

نقل على بصره بينهما في حيرة، وقال  بحدة: حلم إيه أنتي كمان، أنا متأكد أنها ماتت،  في حد نقل الجثة ده التفسير الوحيد للي بيحصل.

هز وائل رأسه بعدم تصديق،وغمغم : يا جماعة أنتو مصدقين اللي بتقالوه ده؟ ما يمكن نسمة عايشة، ومفيش حاجة من ده كله.
أجابه علي بتريث :
-وائل أحنا شوفنا ده بعيونا، فهمت  .. نسمة ماتت،  دلوقتي خلينا كلنا ندور على الجثة أكيد هنلاقيها مش هتختفي يعني. 

وافقته يارا الرد  قائلة: تمام خلينا كلنا نتفرق وندور.
ذهب كل منهم بإتجاه،  ولم يمر الكثير من الوقت ليتلاقوا فرح ويارا بمنتصف المنزل

وبادرت يارا قائلة، وهي تلتقط أنفاسها: لاقيتي حاجة؟
نفت فرح: لأ،  الشباب جم؟
هزت يارا برأسها يمنى ويسر نافية  ..
جاءوا الشباب بعد قليل فتحدث علي قائلاً:
مفيش أثر ليها كأن الارض أنشقت وبلعتها.

وائل بملامح باهتة وبصوتٍ خائف : أنا مش فاهم أي حاجة.

رد علي عليه وهو يهز كتفيه :
-أسمعوا كويس أحنا كلنا بكرة هناخد بعضنا ونمشي من هنا ولو حد سألنا فأحنا منعرفش أي حاجه عن نسمة، هنقول أنها غيرت رأيها فنص الطريق ورجعت  تمام.

اومأ الجميع برأسه  فتحدثت فرح والخوف يظهر بصوتها:
-يارا أنا ممكن أبات معاكي النهاردة بس، عشان حقيقي خايفة جداً.

اومأت يارا:
-اه يافرح تمام تعالي ندخل.
توجه كلاً منهم إلى غرفته

"بغرفة الفتيات "

تحدثت فرح وهي تؤشر على دورة المياة، قائلة:
-أنا هدخل الحمام تمام.
جلست يارا على الفراش بتعب وغمغمت قائلة : تمام.
أخرجت هاتفها لتظهر على شاشته صورة تجمعها بشقيقتها فضمت الهاتف إلى صدرها وفرت بعض الدموع من عينيها، لم تظل على هذا الحال طويلاً فتركت  هاتفها على الفراش وتقدمت إلى خزانة الملابس فتحت ضلفتيها لتسقط جثة نسمة عليها وصرخت صرخة رجت جدران المنزل.

خرجت فرح على صوتها مذعورة، وقبل ان تسأل ما بها رأت جثة نسمة الملقاه أمام يارا فوقفت ثابتة وكأنها قد شُلت عن الحركة.

ولجا الشابان دون الطرق على الباب و تفاجأوا
برؤية جسد نسمة الملقي أرضاً.

فصاح علي وهو متسع العينين، وفاغرًا فاه:
-هي أزاي جت هنا؟
تمتم وائل مندهشًا :
هي نسمة ماتت يعني ده حقيقي؟

نوفيلا الرحلةWhere stories live. Discover now