في الماضي 2

734 42 34
                                    

                             الفصل الثاني
ْ
توقف راجح في منتصف الڤيلا و أردف بتذكر :-
ْ
_راجح بصوتٍ منخفض نسبياً : تَيّم !
_حمزة بصدمة : قولت إيه ! قولت إيه يا راجح ؟
_راجح بوهن : تَيّم .. مين تَيّم ده ... الأسم ده كل شويه ييجي في بالي هو مين؟
_حمزة : ابنك .
_راجح بدوار : مين .. ابن مين ؟! ...طب هو فين؟
_حمزة ببرود : مات .

صدم راجح مما صقت علي مسامعه للتو .. أهو كان أب في يومٍ من الأيام .. و هل حقًا ولده فقد حياته .. حقًا إنه يشعر بذاك يشعر بالحزن تجاه صغيره الذي لم يتعرف عليه من الأصل و لم يتذكره .. نظر راجح إلي حمزة و أمسك بيده بوهن ليستند عليه و هو يقول له :-
_راجح : ااا امت..امتى .. مات ..امتى .

و بعدها سقط أرضًا ليذهب في نوبة إغماء ... توقف حمزة قليلًا بصدمة مما تفوه به للتو .. أهو قام بصدمة راجح؟ أهو حقاً أخبره بكل برود بأن ولده قد توفاه الله؟ جثي إلى مستواه سريعًا ليحاول إفاقته و هو يقوم بضرب وجنتيه بخفة و يردد اسمه .. حتى فتح راجح جفنيه بتعب و نظر إلى حمزة .. فزفر حمزة بأريحية و طمئنينة على صديقه .. و ساعده علي النهوض حتي ذهب به إلى أريكة في غرفة المعيشة و ساعده في الجلوس و أردف :-
ْ
_حمزة بقلق : أنتَ كويس !
_راجح و هو يأخذ أنفاسه بصعوبة : لا .
_حمزة بقلق : نروح لدكتور .. حاسس بإيه ؟
_راجح بهدوء و ماذال على حالته : دايخ شويه مش أكتر .. "صمت قليلًا و بعدها أردف"  ..حمزة .
_حمزة : نعم .
_راجح بترجي : ممكن تحكيلي بقا إيه اللي حصل .. ممكن تحكيلي عن كل حاجه عن أهلي و عني و عن تَيّم !؟
_حمزة بهدوء : سيب كل حاجه لوقتها يا راجح .
_راجح : طب قولي مين إياد .
_حمزة بهدوء : تمام .. بص بقا إياد ده يبقا ابن مرات أبوك .. هو أكبر منك بحوالي خمس سنين .. و ده بقا مانصحكش تقرب منه ولا حتي تسمعه لأنه هيحاول ييجي و يتكلم معاك و هيحاول يملي دماغه باللي هو عايزه .. متديلوش الأمان يا راجح .
_راجح : طب سيبك منه .. و احكيلي عن راجح .. احكيلي عني عن عيشتي ابني و مراتي ما أكيد أنا متجوز ولا هي فين !
_حمزة : طب بص النهارده هحكيلك شوية حاجات عنك و الباقي خليه لوقته .
_راجح : طيب قول .
_حمزه : تمام .. راجح المحمدي شاب عنده 30 سنه عندك أكبر شركه بفروعها في الشرق الأوسط بتشتغل في العقارات .. كنت متجوز لحد من حوالي سنه مش هقدر احكيلك عن مراتك دلوقتي بس أقدر أقولك إنك كان عندك ولد اسمه تَيّم و مات من حوالي سنه كان عنده 4 سنين .. و برضو مش هقدر أقولك مات ازاي .
_راجح بغضب : ليه .. ليه مش هتقدر تقولي .. هو أنا ليه حاسس إن فيه حاجات كتير أوي كانت غلط في حياتي .. ليه حاسس إني كنت مش كويس و فيه حاجات كتير في حياتي لازم تفضل مستخبيه و مجهوله ... ليه أخدتني من المستشفى بالطريقة دي و ليه بصيت للناس اللي كانوا قدام الأوضه كده .. ليه كلمت إياد بالطريقة اللي فيها تهديد أوي دي .. و مين الناس اللي هيقتلوه ..ليه خاف أوي كده و اتوتر أول ما قولتله إنك هتقولي علي كل حاجه .. و ليه قالي مصدقكش و إني سامحته ... هو عمل إيه يستاهل الخوف ده ... و ليه أنا مسامحتوش علي اللي عمله هو صعب أوي كده .. أسئلة كتير و كلها بتنتهي بـ ليه؟ وإزاي؟ و امتى؟ .. و أنتَ مش عايز تقولي .. أنا ماشي وراك و مغمض و مجبر إني أصدق كل كلمه تقولها مع إني مامعييش الدليل و لو معايا مش هفتكر .
_حمزة ببرود : إهدى يا حبيبي مش كده الدنيا مش مستاهله .
_راجح بغضب : أنتَ إزاي بارد كده ..إزاي تنح أوي كده و مش مقدر اللي أنا فيه .
_جلس حمزة ببرود و أردف : لازم أبقا بارد في الوقت ده تحديدًا و ليه مش هقولك لأنه برضو مش وقته ... و متسألش كتير يا راجح ليه مش عايز أتكلم لأن محدش هيعرف مصلحتك أكتر مني فاهم .
_راجح بغضب : لا مش فاهم أنا عايز أعرف ليه .. ليه يا حمزة هاه .. ليه أنا هنا في الڤيلا دي و ليه مامشيتش مع أهلي و إزاي ابني اللي معرفوش أصلًا مات و مراتي فين ماتت هي كمان ولا عايشه؟
_حمزة ببرود عكس ما يشعر به : و أنا مش هجاوبك .. تحب أوريك أوضتك فين ولا تروح تستكشف مع نفسك و تطلع تنام و تريّح عضلاتك كده أظن إن دي الڤيلا بتاعتك فـمش محتاج عزومه يا راجح .
_راجح بخيبة أمل : مفيش فايده فيك .. حاسس إني مهما حاولت معاك مش هوصل لنتيجه .. و مش هلاقي جواب علي أسئلتي .
_حمزة : بالظبط كده .. فَـ ريّح نفسك يا راجح و متتعبهاش عشان أنا مش هقول غير اللي أنا عايزه و في الوقت اللي أنا عايزه غير كده يا راجح متحلمش تمام  .

في الماضيWhere stories live. Discover now