"عندما قمتي بضرب إيما هل كنتي تنوين قتلها أم مجرد ضرب كما المرات السابقة؟"

"انا لم اكن انوي قتلها ...ظننت كما المشاجرات السابقة فقط ان القنها درس لتبتعد عني و لا تقترب مني و..."

"انت لم تبعديها عنك فقط ...انت ابعدتها عن كل هذا العالم"

هذا ما قاطعتني به والدتها ليرذف القاضي

"انسة مارفن هلا صمتي ؟"

ثم اعاد انظاره نحوي ..و كأنه يقول لي اكملي لأرذف

"هذا كل شيء"

"حسنا اذا..."

صمت ثم نظر للقاضيان اللذان كانا على جانباه ثم اعاد بنظراته اللينة و هادئة بطريقة مريحة الي ليرذف

"بعد النظر للادلة المقدمة و الالتماسات و الاقوال من الطرفين ...نظرا لان المتهمة دارين قامت بقتل إيما ليس  بدافع الانتقام و إنما دفاع عن نفسها بسبب اعتداء إيما عليها ... و بما انها لا تزال قاصرةً و بحسب القانون  174 يتم الحكم عليها بالسجن لمدة سنتان و مبلغ مالي مقدر بسبعمئة وخمسون دولار و ذلك لان القتل لم يكن متعمدا و إنما كان قتل بالخطأ.. و الحكم قابل للاستئناف..رفعت الجلسة"

ثم طرق طرقة واحدة لا تاليا بعدها و نظر لي كأخر نظرة ثم استقام و خرج ... لم استغرب فكنت متوقعة اكثر ...الصوت من خلفي قد تعالى ...انها امي فقدت وعيها .

لم التفت او انظر لهم لا اريد ان اضعف امامهم خرجت من المكان الذي كنت اقف به ثم طلبت من الشرطية اخذي لزنزانتي لا اريد البقاء اكثر ...
فلقد توقف قلبـي عن النـبض..و حدث انطفاء تام .. لا أشعر بـجسدي أبدا.. أردت الإحساس بأي شي ...بأي عضو في جسدي .. و لكن كل شيء كان باردا ... باردا جدا...و كأن مع طرق القاضي الاخيرة انا انتهيت ... الشـيء الوحيد الذي استطعت أن أشعر به...هو ٱحتراقـي ... الاحتراق البارد.. لقد كنت احترق ببرود تام ...احتراق من الداخل و عاصفة جليدية من الخارج ...تناقض كبير و لكنه هذا ما انا عليه .

دخلت لغرفة الزيارات كان والدي لوحده يجلس و يدخن لفافة التبغ و البرود ما يغلفه ...لم انظر له بالمحكمة و لكن قبل الدخول لزنزانتي قد تم استدعائي لمقابلة والدي ...لازلت اقف بمكاني امام الباب الذي اغلقه الحارس خلفه رفع نظره نحوي يناظرني ...لا اشعر بأي حنية او عطف في نظراته ...نبض قلبي بعنف ضد قفص صدري و شعرت بأضطراب لم اشعر به يوما ...و لكني حافظت على هدوئي و برودي ...لاتقدم و اجلس في الكرسي الذي يقابله ..و انا انظر لصوب عيناه لعلني التمس بها من العطف شيء او الحنية او حتى الخوف علي ...حتى نظرت القاضي نحوي كانت احن من نظرة والدي ...هو لم يضربني يوما قط او حتى يقوم بتوبيخي و كل ما اريد يجلب لي و لكن هذا ليس ما اريد ...اريد الحنان الذي افتقده من والدي ...لم يسبق له ان احتضنني او ربت على رأسي و غفوت بجانبه ...لم يسبق له ان جاء للسؤال عني في المدرسة ...حتى عند توقيع وثيقة انذار بسبب ضربي لايما لم يأت هو بل جاءت امي ...لم اشعر يوما بأنه يحبني ...او انه مهتم لامري ...

تسعة سنوات Opowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz