part five

120 43 23
                                    

الرحيل في بعض الأحيان خيار صائب ، قد تخسر ما تخسره لكن لإراحة رأسك يستحق أن تدفع
الكثير

__________

بدى على وجهها ملامح الخوف نهضت بسرعة رغم أنها تألمت اثر الضربة وأردفت خائفة: "كيف ذلك، والدي تشارلز وليس أنت"

كان كالحطب المسكوب عليه الزيت أشتعل غيضًا ورجع وسحبها من شعرها قائلا صاكا على أسنانه: "من أي خربة أتيتي ايتها الكلبة"

كانت هي ممسكة يده التي تجر شعرها محاولة منها إبعادها عنها لكنه من غفلة منها ولم تكن تظن يمكن يفعلها ،صفعها بقوة
فصاحت صارخة: "أتركني"

زاد الامر سوءً فصار يصفعها مكررًا على خديها والعجيب انها لم تسقط دمعة منها

وأخيرا رماها على رفوف الكتب العملاق بقوة كبيرة مماجعلت الكتب تتساقط عليها وقد كانت ثقيلة ورأسها تأذى بالخشب ونزفت جبهتها بسبب ذلك

مسحت الدم عنها وعينيها تدل على خوفها لرؤية الدماء على أصابيعها المرتجفة

تراقصت الدموع بعينيها لكنها أبت وان تنزلها ابدا امامه

تعجب هو كثيرا لصمودها فرجع وسحبها من فستانها جهة الكتف وأخذ يجر بها وخرج متجها ناحية السلم

تفاجأ الخدم لرؤية هذه الصغيرة وكيف لدماءها مغطية وجهها، ركضت جيني بسرعة صاعدة درجات السلم وعندما وصلت له رمقها هو بغضب جعلتها تتسمر بمكانها ولم تفتح فمها

ادخلها بعد ذلك لغرفتها مغلقا الباب بقوة قائلا: "سأقوم بقتلك إنتقامًا منك ومن تشارلز"

دب الخوف قلوب جميع الخدم وفي نفس الوقت حزينين لاجل الطفلة

نظر اليهم ولاحظ تجمعهم في المكان فصاح بهم: "هيا كلًا الى عمله، ولا يَدخل عليها أحد اي طعام إلا بأذني"

انتشر الجميع من أمامه ثم رمى نظرة لباب غرفتها وغادر متجهم الوجه


لحظة رميها في غرفتها سقطت على الأرض لا تملك لنفسها نفعًا ولا ضرا،نهضت تسحب نفسها للمرآة ورأت الدماء تتصبب من جبهتها

ارتعش جسدها إثر خوفها من الدماء التي لطخت يداها ،تسارعت دقات قلبها إضطرابًا لما صار معها قبل قليل ،وضعت يدها عليه لتسكن من روعه مغمضة العينين واخذت تبطئ من تنفسها عسى أن يستقر شيئًا فشيئًا ،حتى نجح الأمر معها قهرًا

ركضت للحمام الموجود داخل غرفتها وغسلت الجرح وربطته بشريط فستانها لتوقف نزيفه

اتكأت بعدها على الحائط الى جانب الحوض ولا زال جسدها ينتفض مرتجفًا ليس بردًا وإنما تمردًا منه لتكابرها على الخوف

ضمت نفسها واضعة ركبتيها الى جانب صدرها جاعلةً رأسها بينهما تحاول تخفيف الهلع الذي اصاب كيانها روحيًا وجسديًا

أوليفيا-إبنة الكونتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن