مَن هي ميري؟| ٠١

77 4 3
                                    




شعرت بتلك السحابة السوداء تطوق عُنقي بجبروتٍ تسحبني إلى هاويةٍ لم أكن على علم بمقدار عُمقها , أما الرياح العاصفة جعلتني أشعر بتجمد قطرات دموعي على وجنتاي.

كان جسدي الهزيل يُقاوم بكل ما يملك من حيلة للإفلات من بطش تلك السوداء و لكن بئسًا! لم يكن بمقدوري الحراك حتى إنشانًا وحيدًا عنها.

شعرت بجفاوة مقيتة في حنجرتي إثر رغبتي المستميتة بالصراخ و لكن بدت هذه السحابة و كأنها قد ألقمتني حجرًا و جمدت كل  جوارحي بزمهريرها العاصف.

و  ككل مرةٍ صدح صوتٌ ثغينٌ من العدم إلا أنه على غير عادةٍ ارتعد لها خافقي هذه الكرة بدى أكثر جبليةً و سلطًا.

-حذاري! لا تكوني شرسةً.

انتفض بدني بعد سكونه طويل الأمد أفرج عن حدقتاي من خلف جفوني و أعود للواقع متحررة من قيد كابوسي المتكرر على مدار سنوات عُمري العشر الأخيرة, و لكن... بطريقة تُجزع داخلي بدى حقيقيًا و ما حقق احتماليةً لشعوري هذا هو الألم الموجع في حلقي و كأن سنوات من القحط دامت هناك.

أنفاسي المتقطعة كانت تتهرب واحدةً تلو الأخرى من بين شفاهي المرتجفتان كحال كفيَّ التي كنت أقبض بها على سترتي الصيفية كما لو أنني كنت أثناء نومي أحاول سحب جثماني للواقع.

توقف عقلي عن التفكير للحظات... أدرك ما هو على وشك أن يفوتني, بئسًا! بئسًا! بئسًا!...

إنه اليوم! قفزت من فراشي و لا أدري كيف كنت قادرةً على فعلها بينما كان جسدي في أشد حالات اقتباضه, و لكن لا وقت للمماطلة!

إن لم أحصل على دوري فقد ينتهي بي الأمر أسامر هاوي الجريمة بالحواري الظلماء.


لم أر يومًا قط جسدتي يتحرك بسرعةٍ مماثلة، حيث أنني اعددتُ نفسي للخروج خلال عشر دقائق فقط أشاهد جثماني يتوسط الشارع الذي كان شاغرًا تمامًا أشد حاجةٍ لي الآن، وسيلةُ نَقل!

لم أكن لأعيد التفكير بأكمال طريقي سيرًا حتى أجد أي مركبةٍ أو حتى دابةٍ لتقلني حيث وجهتي, و أسفل شمس الصيف التي أقل ما يقال بوصفها "حارقة" أدركت بأنني أضعت فرصتي حتمًا بأن أعود للمنزل هذه الليلة, هذا الكابوس لا يشتمل على تعكير هناءة نومي بل أشتدت طموحه ليستولي على واقعي و في طريقه لتدمير شتى السُبل لمستقبلٍ مشرقٍ أنعم بهِ.

"لا تكوني شرسةً"؟ صدقني سأريك مدى شراستي بتفجير رأسي إذ راودتني ثانيةً

-ما بال وجهها المتجهم منذ الصباح الباكر؟

انظر مرتينWhere stories live. Discover now