"هل انت خائفة مني ؟"

"اجل انا خائفة منك ...فأنت قاتلة"

هذا كان جوابها ...من دون اي تفكير قد لفظته غير منتبهة الى انها حطمت كل توقعاتي ...كنت اظن الكل يخاف مني الا هي ...و ذلك لانني لا اريد ان تخاف مني او تنفر صداقتي و حبي لها ...

"أهذا ما ترينه في عيناي ...أنني قاتلة"

قلت هذا و انا اقترب من الطاولة و اناظر ابعد نقطة في عيناها ...اغمضت عيناها و تنهدت ..و مسحت على وجههة بكلتا كفاها ..و كأنها كانت تحضر أجابة لتفتح عيناها و تنظر مباشرة لعيناي 

"أجل هذا ما أراه داخل سوداويتاك ...انت لست فقط قاتلة .."

تنهدت بعمق ثم استقامت من مكانها و تقدمت نحوي و ارذفت و هي تقف امامي

"أنت قاتلة ...متوحشة"

التفتت لتغادر من هناك و لكن استقمت من مكاني و امسكت رسغها لتتوقف و هي تنظر لي لارذف ببرودي

"الدفاتر أمانة لديك و اريد منك المحافظة عليهن الى ان أخرج و عدم فتحهن"

و كأن بكلماتي هدئتها ...لقد لانت عيناها ...و رق قلبها علي ...لتفاجئني بحركتها ،جعلتني اتصنم مكاني ..لقد احتضنتني ... بتردد و صدمة لم تشهدهما ملامحي في عهدوهما السابقة رفعت يداي و بادلتها الحضن ...و كأن هذا ما كنت احتاجه حقا ... ابتعدت عني و أومأت برأسها كأنها تؤكد لي أنها ستعتني بالدفاتر ...لترذف بكل هدوء و حنية

"سأهتم بهم و أحتفظ بهم و لن أفتحهم هذا وعد مني لك"

ابتسمت برضا لما قالته لتغادر من هناك ..تركتني اتخبط في افكاري ...و قد ادركت شيء ..ان شخصيتها منفصمة فقبل ثوان من أن تحتضنني قالت لي أنني قاتلة و متوحشة و بعدها بدقيقة ...بستون ثانية أحتضنتني ...ما بالها ؟

و كأن لقاءها كان دوائي ...و كأنني كنت بأشد حالاتي مرضا و هي جاءت كدواء شافِ ...كبلسم لآلامي ... بغض النظر عما قالته لي و لكن كأن حضنها لي قد غفر لها كل ذنوبها التي ارتكبتها بحقي ...*كالذي كفر و شعر بالذنب ..فأستغفر*

مر سبعة أيام أخر منذ لقائي بتاليسا ..اي انه مر عشرة أيام على تواجدي هنا...لم يعودو يحققوا معي كما في البداية و كأنهم انهو تحقيقهم و جمع الأدلة ...و إيما للأن لم تستيقظ بعد ...انا حقا مستغربة بعض الشيء ...ليس بسبب دخول إيما بغيبوبة ...فأنا في صف الثالث ثانوي ، و اعلم انه عند ضرب الرأس بقوى و بضربات متتالية يحدث أرتجاج في الدماغ و هذا يؤدي لدخول المصاب بغيبوبة او في بعض الحالات لا يدخل غيبوبة بل يصاب بخلل بالتوازن و بعض الصداع المزمن بعض الشيء و بعض الأعراض أخرى ...و لكن لسوء حظي في لحظة غضبي ضربت رأسها بكل ما أوتيت من قوة و هذا سبب دخولها الغيبوبة ...و لا أعلم لدي حدس يخبرني أنها الأمور ستسوء أكثر مما هي سيئة ...

تسعة سنوات Where stories live. Discover now