دومًا ما تُصبح القريه هادِئه حتى قبل مُنتصف الليل ، سكون تام عدى مِن خشخشةِ اوراق الأشجار بِفعل الرياح وصوتِ صرصار الليل الأشبه بِلحن مُزعج اعتادتهُ أُذناه
وبِشكل غريب عن المُعتاد لم يستطع ان يُغادر لعالم الأحلام مُبكرًا ككُلِ يوم ، وزاره الأرق كضيفٍ غير مرغوب ولا مُرحب بِه ، وبقيَ يُسامر الليل وقمره ونجومه على أمل ان يشعُر بالنُعاس لكِن لا!
وبينما كان يدور بِذات الحلقه هربًا من أفكاره ، هوَ وجد نفسُه تعود لِذات النُقطه الذي استمر يركض بعيدًا عنها وكأنما لا مهرب لهُ مِنها ، يؤرِقه التفكير بِرجُلِ غريب يزور دياره بين الحينه والأخرى ويُلقي على مسامِعُه غزلٌ صريح لذيذُ المعنى ، يُربك اوصاله ويُخجِلُه
لا يعلم سِر تضخُم افكاره نحوه ولا حتى لِما هوَ مستيقظ حتى هذه الساعه بِسببه ، بل هوَ ايضًا لا يفهم افكاره نحو هذا الرجل! لكِنهُ يراه يطفر بين كُل فكره وفكره بِباله دون ان يشعُر! فحتى ان كان يُفكر بشيء لا يمُد للرجُل بِصله ، سوف يراه يتسلل وسط تِلك الفكره حتى تتغير وتُصبح بأكملُها عنه!
الأمر غريب ويُربك عقله ويُخيفه وعجزُه بالسيطره على أفكاره يُقلِقه! تنهد مُستسلمًا اثناء مايُنهي الشاي بأخر رشفه ، ويضع المُتبقي من البسكويت بفمه ويستقيم مُبتعِدًا عن الشُرفه ، ومشى حتى وصل لباب منزِلهم ، ودس قدميه بالخُف الأرجواني خاصتُه ثُم فتح الباب وخرج
ومشى قليلًا حول منزِلُه حتى استوقفتُه ذات القِطه التي يُطعِمها دائمًا ، وما ان تعرفت عليه حتى ركضت تدور حول قدميه وتلُف ذيلُها على ساقه بينما تفرُك قمة رأسُها بساقُه الأخرى ، وابتهج قلبُه لرؤية صديقته الصغيره ، وسريعًا انحنى لأجلها..
