Violin

08

تايهيونق؟
كان كانافارو يصرخ عليه من جانب الباب، ولأنه مكسور. فقد كان يستطيع سماعه بوضوح، وكأنه يقف بجانبه، بينما يعد الكعكة من أجل جونقكوك. مسح يديه بخفه بردءاه ثم خرج مباشرةً ناحية العم مفزوعاً، لأنه ليس من العادة ان يزوره أحد.

أجل؟ تفضل بالدخول.
افسح له المكان، ودخل المنزل يتفحصه من كل جانب. كان كانافارو صاحب المنزل، ولكنه لم يكن يأخذ منهم ايجارا عليه، على الكهرباء فقط. لأنه محطم من كل جانب، الشبابيك، والنوافذ، وحتى الحائط يحوي على فطورٍ شديدة. الا انه، لم يقل لا حين أتاه جونقكوك لأول مرة يطلب منه ان يأجره لفترة.

اين جونقكوك، لما انت وحدك هنا؟ انه المساء.
تحسس العجوز بغرابة مايحصل، فإذ إن الرجل لا يذهب بعيدا من المنزل في الليل، بل ودائما كان هنا حين يأت القمر، الى ان يغيب.

ذهب مع بيهارو الى المدينة، إستأذن مني بأنه لن يعود الى المنزل الا متأخرا اليوم.
تريث العجوز عن الحديث، لكن تيهيونق أصر على ان يجلس ويتحدث بما يريد. شاهد كانافارو المنزل من عدّة زوايا، كان كل شيء محطماً كما تركه، دون ان يتلاعب فيه احد. الا ان هنالك روحاً رقيقة تألف المنزل، تجعله حياً، وتأويه من الأحزان. حيث ان تيهيونق؛ قد وضع لمسته في كل ما يحدث هنا، من الشرائط الصغيرة على الشبابيك، الى الزهور الاصطناعية، الى حتى بعض الأقمشة فوق فطور الحائط، واللوحات، والرسومات اللتي لربما قد رسمها مع جونقكوك. لكنها كانت جميلة، الى الدرجة اللتي غيرت من حال هذا المنزل، وامطرت عليه بلطف.

أريدكما ان تغيرا هذا المنزل.
لم ينل تيهيونق وقتا كي يستوعب الصدمة مرة واحدة. لكنه زعم بأنه يستطيع تحملها. كان هذا المنزل، وهذا المكان، هو اول شيء يضمُهما معا منذ البداية.

أن نغير هذا المنزل؟ ولما؟
على أملٍ منه لئلا يعطيه سببا لا يستحق.

مم .. ليس بسبب. ولكن لدي سببٌ آخر.
اليوم بالصدفة رأيتك تسلم حزمة الملابس الى احد زبائنك، لذلك فكرت في مهارتك بالخياطة، والحياكة كذلك. ذهبت الى نفس الرجل وسألته ما ان كانت جودة الملابس اللتي ابتاعها منك كانت جيدة، وأخبرني بأنها ممتازة، ومخيّطة على الطراز الفرنسي الأصيل، وبأنّ ثمنها أغلى من اللتي ابتاعه فيه. لذا .. فكرت في استغلال مهارتك، لأجلك ولأجلي انا.
ظهر التعجب على وجه تيهيونق، لم يكن يعلم بأنّ كانافارو رجل طيب الى هذا الحد على الرغم من انه قد تحدث معه لمرات عديدة.