الخامس والعشرون

64.6K 1.9K 342
                                    

ارسل لملاك وردت عليه:سيارتك بالبيت كلّم نهار وروح خذها ما امداني منيف
تنهد واخذ جواله يتصل على نهار ورد نهار وهو يوطي صوت الاغاني:ارحب الفال الطيب
منيف:البقى ، شلونك نهار ؟
نهار:انا بخير شلون ابو يامور ؟
ابتسمت أصايل وهي تناظر الطريق وضحك منيف:بخير بس متورط
نهار:ابشر بسعدك
منيف:ان لاحظت ترا سيارتي عندكم
نهار ضحك:لاحظت وبعاقبك وبخليها عندنا
منيف:بجي اخذها
نهار:اصبر بوصّل الشيخه أصايل دوامها وأمرّ عليك ناخذ سيارتك
سكت منيف ثواني وهز راسه:اذا مافيها كلافه
نهار:ابد تحت أمرك
منيف:ما تقصر
قفل نهار ولفت أصايل:عادي اذا يبغى سيارته خذه على طريقنا
نهار:وين بيته ووين طريقنا ؟
لفت أصايل للطريق:طريقي وطريقه مو واحد ؟
نهار:لا وين دربك ووين دربه ، اوصلك واشوفه
اخذت نفس بضيق ودخل المستشفى نهار ولف لها:دلوعتي لا أوصيك انتي ما تحتاجينهم هم يحتاجونك
ابتسمت أصايل وابتسم نهار:اي شخص يرفع عينه بس عليك ترا فَردي بخصري
ضحكت أصايل:لا تكفى مانبي طيش
نهار:انتبهي لنفسك
هزت راسها أصايل ونزلت من سيارته ودخلت المستشفى بتوتر وتقدمت من شافت صديقاتها:كيف الوضع ؟
ميّ:باقي ما وصل المشرف قاعدين ننتظر
ناظرت المتطوعين أصايل:كل هذولا معانا ؟
ميّ:شكلهم
سكتت أصايل تناظر المكان والناس ورفعت عيونها تصور لوحة التدريب وتنزلها بسنابها
'
جلست على مكتبها ومسكت راسها بتعب كل شي ينهمر عليها دفعه واحده كل شي فجأه صار اثقل من متونها
رجعت ظهرها لورا من دخل عليها رجّال وسلّم واخذت نفس ترد السلام:تفضل
جلس وبيده أوراقه:عندي قضيه اذا تقدرين تحلينها
هزت راسها بدون تناظره:حط اوراقك ورقمك واطلّع عليها واكلمك
حط الاوراق على طرف المكتب وخرج وفتحت لابتوبها تشغله وسحبت الاوراق تناظرها
عقدت حاجبها تشوفها فارغه وزاد استغرابها وهي تفتش بينهم وهمست:يستهبل
رفعت عيونها تدوره ورجعت تناظر الاوراق ووقفت تناظر الصوره اللي بين فراغ الاوراق وبياضها
واخذت الصوره تناظرها وجمد وجهها تشوف صورة منيف وتنفست بسرعه بخوف تفهم كل شي انه تهديد
وصرخت بخوف تخرج من مكتبها ولا لقت لها سياره ورجعت مكتبها تمسك راسها وتاخذ جوالها والصوره بيدها
مشت بخوف بالمكتب رجولها ما شالتها وجلست وهي تناظر رد منيف
غمضت عيونها بخوف وهي تتنفس وكأن من يركض خلفها:لا تكفى يارب
طلع جواله منيف وهو مع نهار يسمعه يتكلم وقفله يحطه بجيبه ولف لنهار:يعني اختلاط ؟
نهار هز راسه:اي تخصصها من قبل اختلاط اصلاً بس ماني شايل همّ ان احد يتعرض لها انا موجود واخواني وابوي موجودين
سكت منيف يناظر الطريق ودخل نهار البيت ونزل منيف وناظر جواله اللي يدق واخذه يرد:هلا ملاك
ملاك بكت بخوف:منيف
وقف محله بخوف يسمعها وعقد حاجبينها:وش فيك ؟
لف عليه نهار يناظره
وبكت ملاك برعب تتمسك بمكتبها:منيف تكفى تعال تكفى
منيف قفل الباب بخوف:وش صاير علميني طيب ؟ وينك انتي؟ من عندك ؟
ملاك بكت بخوف ترفع صوتها:محد محد بس تكفى تعال
منيف:طيب طيب بجيك اهدي
قفل وناظر نهار:جيب مفتاحي نهار من داخل
نهار:وش السالفه ؟
منيف:مدري والله ملاك دقت تبيني وتبكي ماني فاهم شي
نهار عقد حاجبينه:طيب طيب جايك
ركض نهار يدخل وطلع لفوق ودق غرفة ثنيان ودخل وفتح عيونه ثنيان بإنزعاج من فتح الأنوار
ناظر نهار اللي يدور حوالينه:وش فيك ؟
نهار:مفتاح منيف وين ؟
جلس ثنيان وهو عاقد حجاجه من نعاسه:وش صاير ؟
نهار:ياخي منيف يبي مفتاحه بيروح لملاك تبكي مدري شفيها اتصلت عليه تبيه
لانت ملامح ثنيان ووقف:تبكي ليه ؟
نهار اخذ المفتاح:مدري
ثنيان:انتظرني
نهار:اخلص
نزل نهار بسرعه ومد مفتاحه لمنيف وركب منيف يحرك يخرج من البيت وحرك بعده نهار
ونزل ثنيان مستعجل وركب سيارته وخرج بعدهم
وقف منيف عند مكتب ملاك ونزل تارك بابه مفتوح بخوف برعب من ان اللي صار مع منصور قبل يصير من جديد وكل رعبه يسكنه
دخل ورفعت عيونها ملاك اللي تبكي وبكت بإنهيار من شافته وتقدم لها يحضنها وهي جالسه وبكت تتعلق فيه
مسح عليها بخوف ونطق:وشفيك ؟ وش صار ؟
دخل نهار وناظرها بالارض تبكي ومنيف حاضنها
ودخل ثنيان وناظرها بصدمه وتقدم:ملاك !
رفعت عيونها عليه وناظرته وناظرت نهار اللي ببدلته ماسك فرده وكأنه يترقب شي
ورجعت ناظرت منيف وهدت وهي تتنفس بسرعه وجلس ثنيان يناظرها بصدمه:وشفيك علميني ؟
لفت ملاك على منيف ومدت له صورته واخذها وعقد حاجبينه ورجع ناظرها:وش فيها ؟
ملاك رجفت بخوف:جاني واحد حط اوراق على مكتبي وخرج
سكت ثنيان يسمعها وتقدم نهار يسمعها
وكملت ملاك بخوف:ولقيت الاوراق فاضيه مافيها شي ولا نقطة حبر ووسطها صورتك
بكت بخوف ورجعت ناظرت الصوره:بس صورتك
وقف ثنيان ياخذ الاوراق وتقدم نهار:وش يبي يعني ؟
منيف سكت ورفع عيونه لثنيان اللي يناظر الورق الفارغ
ملاك:يبي يخوفني هو اللي رمى سيارتي وهو اللي كسّر مكتبي وحط رصاصه على كرسي مكتبي انا ادري والله ادري في احد يلعب معي
لف ثنيان وعقد حاجبينه:متى كسّر مكتبك ؟ اي رصاصه ؟
منيف:ليه ما علمتيني ؟
صدت عنهم بتعب ومسكت راسها ولف نهار يدور بمكتبها:كان عندك كاميرا وينها ؟
عضت شفتها بقهر ملاك لانها غيرت مكتبها ولا ركبت بدالها وحده
ثنيان ناظرها بغضب:كيف يعني يجي احد يكسر مكتبك ولا تعلميني ؟ كيف يحط لك رصاصه ولا يجيني خبر ؟
منيف ناظر ملاك بهدوء:وليه انا ماعندي خبر بعد ؟
ضرب المكتب ثنيان بعصبيه:وش يعني تسكتين ؟ يجيك احد يرمي عليك نار بسيارتك ويكسّر مكتبك وباقي عايش ؟ باقي ما اخذت روحه ؟
ناظر ملاك يقرب منها بعصبيه:ليه ما تعلميني ؟
سحبه نهار يبعده:اهدأ ياخي ماهو وقته
منيف لف لملاك:اهدي ملاك هذا انا عندك ما بيصير شي
ملاك ناظرت منيف برعب:ماراح يتركني ولا يبي يقتلني يبي يخوفني بس
نهار:ما تذكرين شكله ؟ ما شفتي سيارته ؟
هزت راسها بالنفي ومسك راسه ثنيان يتنفس من غضبه
ورفع عيونه منيف على نهار اللي يراقبه ورجع ناظر ملاك وتنهد
اخذ نفس ثنيان وخرج من المكتب ونزل للشارع يناظر حوالينه ورجع دخل وناطر ملاك:ينقفل ذا المكتب
رفعت عيونها عليه ملاك واخذ شنطتها واغراضها ووقفت:هذا اللي بسويه ؟
ثنيان لف عليها بحده:اي هذا واحد ابن ست وستين كلب قاعد يلعب معك يحسب ما وراك احد ، بتقفلينه وانا بقعد هنا اشوف وش بيسوي
ملاك وقفت:بيوقف يعني وبيخاف منك ؟ هذا ما يبي احد افهم هذا يبيني انا
لف ثنيان عليها:يخسي لا تستفزيني بكلامك وتكلمي زين
وقف منيف يناظرهم وتقدمت ملاك لثنيان:هذي الحقيقه ياولد العميد هذا يبي راسي ويبي يخوفني لا انت ولا اهلك وقبيلتك كلها بتمنعونه
ثنيان تقدم لها ورفع صوته:قلت يخسي ، امنعينا
منيف:ملاك امشي البيت ونحل السالفه
ملاك لفت على منيف:ماراح اتخبى بالبيت عشان كلب يبي يخوفني
ثنيان:خوّفك لا تسوين قويه ، جيناك تبكين خايفه ياخي اعترفي قولي ابي من يساعدني
ملاك:بكيت خفت على منيف وهذا هو منيف قدام عيوني
ثنيان:وحطوا صورة ثنيان بكره بمكتبك بتبكين من جديد ؟
سكت منيف يصد ويتنفس بهدوء وناظرهم نهار من اشتدت نظراتهم
وارتبكت ملاك تناظر عيونه وعصبيته وكيف ماسك اغراضها بيده
ونزل عيونه ثنيان:امشي
هزت رجلها تكابر ولف منيف:ملاك خلاص تكفين !
نهار:انا بخوفك ولو ان المفروض ما تخافين بس لا تقعدين تنتظرين يسوي شي زياده ، خافي عشان المفروض تخافين
ناظرتهم ملاك ورفعت عيونها لثنيان ووقفت ومشت تخرج
وخرجت بتركب بسيارة منيف ولف منيف:ملاك !
لفت ملاك وهمست:ماراح اروح معاه
خرج ثنيان وعقد حاجبينه يشوفها عن سيارة منيف:تبين اغراضك ؟ بتجين معي
مشى لسيارته وهو معصب ولفت ملاك لمنيف اللي رمش بهدوء يطمنها
ومشت لسيارة ثنيان وركبت بجانبه وحرك ثنيان وهو معصب
حطت شنطتها بحضنها تراقب الطريق وبنص طريقهم هدأ السرعه ثنيان وتكلم بهدوء:ليه ما علمتيني ؟
ماردت عليه ملاك وهي تناظر الطريق ولف ثنيان:ومتى صار وانا ما حسيت ؟
همست ملاك:حسيت
عقد حاجبينه ثنيان:متى ؟
ملاك اخذت نفس ولفت عليه:اكيد ما بيأثر عليك الموضوع ليه ما علمتك
ثنيان:بيأثر ملاك بيأثر لان انا ماودي يصير شي وما تفكرين فيني اول واحد ، بيأثر لان انا ودي اصير اول رقم تتصلين عليه ماهو منيف ، بيأثر لان انا ودي اخذ حقك مره وحده بعد ما اخذتي حقك بنفسك عمرك كله
سكتت ملاك تناظره وناظرها ثنيان:ابي احس اني موجود بحياتك حتى لو انتي ما سمحتي لي
شدت على شنطتها تناظره وهز راسه بالنفي ثنيان:إصحِّك تبعديني
ملاك همست:أسلم لك وانت بعيد
لف ثنيان للطريق من جديد:مابي السلامه
سكتت ملاك تناظره يسوق ولفت للطريق
غمضت عيونها بتعب تحس بإن صدرها خالي من فجعتها وخوفها اللي سكنها ، تكذب على نفسها وإحتياجها لحضنه
ما تبي يزيد داخلها حاجه لحضنه ووجوده ابد ، حتى لو ان امنيتها الوحيده انها ليله واحده تنام بحضنه وهي كلها يقين انها بتنام أفضل وأريح نومه لها
ماتبي وودها تفتح باب السياره وتتخلص من كل هذي المشاعر
ناظرت سيارة منيف بالخلف وخلفها نهار اللي ترك دوامه عشانها ولفت لثنيان اللي ترك منامه وجاها
ولا مره طاحت بمشكله وشافت حوالينها احد وبهذي الكثره
عقاب يوصلها وثلاثه رجال يرجعونها ، لاول مره تحس ان حوالينها دروع تحميها من اي شي
دخل البيت ثنيان ووقف ونزلت ملاك ونزل منيف لها ومشى لها ورفع كفوفه على وجهها:كلمت نهار وبنحلها ماعليك لا تخافين
ملاك هزت راسها بهدوء:مو خايفه عليّ
وقف ثنيان يناظرهم وكمل منيف:ولا تخافين عليّ ماني مخليك
مسكت كفه تبعده من حست انها بتبكي من جديد وهزت راسها وناظرها منيف:بكلمك
شدت على كفه ورفع عيونه منيف لثنيان وهز راسه ثنيان:لا تقلق
هز راسه منيف ومشت ملاك مع ثنيان للداخل وتقدم نهار:كلمت دوريه بنروح نشوف كاميرات الشارع هناك والمحلات اللي جنب المكتب
منيف:تكفى نهار جب الكلب ذا
هز راسه نهار:لا تشيل همّ ملاك اختي مثل أصايل والله ما تمرّ
شد على كتف نهار ومشى لسيارته منيف وحرك خارج من البيت
'
جلست على السرير وهي هاديه ومشى ثنيان وهو يدور بالغرفه وثواني لف عليها:من بيسوي كذا ؟
ماردت عليه وهي ساكته وعقد حاجبينه ثنيان:معقوله عمك ؟
مشى بالغرفه ولف عليها:والا بنت عمك ؟
رجع يمشي بالغرفه وهو يفكر وهمس:مستحيل جاسر ماهي حركاته ، يعني ليه يرسل احد يأذيك ؟
مسك راسه يفكر والتفت عليها وتقدم لين عندها:هذي طقوسك عشان ترجعين أقوى ؟
رفعت عيونها ملاك:ليه يهمك ؟
ثنيان صد بعصبيه:إنّا لله وإنّا اليه راجعون ، ملاك انتي تستوعبين اللي صار مثلي ؟ والا تبلدتي ؟
ملاك رفعت صوتها:لا ما تبلدت بس ابي افهم ليه مهتم ؟ يهددني ويذبحني انت شعليك ؟
ثنيان:عليّ ومهتم وبتدخل ياملاك لو توقفين قدامي وتمنعيني
تقدم لها ينحني:وان لقيت الكلب هذا او لقيته بمكتبك والله لأذبحه بيديني هذي
جمد وجهها وسوّد من كلامه ويدينه اللي رفعها قدام عيونها ورمشت برعب وناظرها ثنيان وسكت من تبدل حالها
نزلت عيونها للارض وبكت بخوف وهي تتنفس وكأنها مختنقه تذكر صراخها على منصور وكيف كان يقتل شخص بمكتبها ، تذكر دخول منصور للمكتب يركض وكيف كان الضحيه ماسك ملاك ومغطي فمها يلمسها بطريقه مخيفه
من تذكرت الموقف تغير حالها قدام ثنيان اللي يناظرها وعقد حاجبينها من نزلت من على السرير تجلس على الارض وتبكي بخوف
وتقدم لها وهمس:ملاك
رفعت كفها تمسكه بخوف وصرخت ماتبي تعيد كل شي ماتبي ينعاد كل شي ، تبي تصرخ عشان ما تسمع صوت الحادثه وصراخها بإسم منصور تبي تبكي ما تبي تشوف منظر منصور من جديد
مسكها بخوف ثنيان من انهارت وهزّها:ملاك
تمسكت فيه وهي تصرخ وحضنها بصدره بخوف:سمّي بالله ملاك اذكري الله
صرخت وهي تبكي:لا تقتله تكفى
سكت يسمعها وهو مصدوم وهز راسه يهديها:طيب اهدي ماني قاتل احد بس اهدي
رجعت تتمسك فيه وجلس بإعتدال بجانبها وهو حاضنها وعقد حاجبينها يسمعها تبكي ولاهو فاهم شي
ابتعد عنها ومسك وجهها يناظرها:بتنحل لا تخافين بحلها انا وبعرف من هذا اللي يأذيك ووعد اني اتخلص منه
ناظرته وهزت راسها بتعب:تكفى لا تقتله
ثنيان:ماني قاتله ياملاك اذكري الله ، انا ماني موسخ يدي بدمّ كلب لكني بحلها وأمنع الردى عنك
ملاك ناظرت وجهه بخوف تتأمله برعب:مابي أنادي اسمك ولا تسمعني
عقد حاجبينه ثنيان بدون فهم من كلامها ورفعت راسها ملاك تتنفس وتغمض عيونها بخوف
ترجف بين كفوفه ونزل عيونه ثنيان لعنقها اللي بان له وزادت عروقها بروز من تنفسها وتوترها
ورفع عيونه ثنيان يناظرها مغمضه عيونها بخوف وتقدم لها ما يتردد ما يقدر وما يقاوم ورفع كفوفه يمسك وجهها ودفن وجهه بعنقها
وعقدت حاجبينها تنزل راسها من حست فيه يقبّل عنقها ورجفت كفوفها
وفتحت عيونها بذهول من حسّت ان كل ما بداخلها يتطاير من وجود وجه ثنيان بعنقها وملمس ثغره على عنقها ونحرها
رفعت كفها من استوعبت ومسكت شعره من الخلف بعجز انها ترده لانه يقبّل عنقها بغرق بإندفاع برغبه ورفع راسه ثنيان يناظرها من قريب وكأنه خرج من الغرق
منظره ونظراته وكيف بلل شفايفه يناظرها
بلعت ريقها بصدمه ترمش بعيونها وأهدابها المبلله تراقبه
نزل عيونه لعنقها اللي توّرم بالورد من ناحيه واحده وكأنه انتصر واخيراً على جفاف عروقها الخضراء ووردها
ورجع ناظر عيونها من جديد مصدوم من حاله قبل ما تكون هي مصدومه من حاله
وكأنه ماصار يقدر يتحكم برغباته ولا بنظراته ولا بشعوره
نزل كفوفه لكفوفها وشدّ عليها من شاف نظراتها له واخذ نفس وهمس:ماقدرت
سكتت بذهول تناظره وشال يدينه عن يدينها ووقف تاركها وبلع ريقه من رفعت عيونها له وخرج من الغرفه ظلت تناظره بصدمه وكأنها خرجت من اللي هي فيه ودخلت عالم ثاني
نزلت عيونها تلمس بطنها اللي تحس ان كل داخله يطير من شعورها وغمضت عيونها تمسك رجفتها من تذكرت شعورها وكيف لمس ثغره عنقها
فتحت عيونها تبلع ريقها ووقفت تستجمع نفسها تهدي حالها اللي تغير بعد قربه ، تحاول تمسح تعرقها اللي تحس فيه واحتراقها اللي زاد اشتعاله
لفت للمرايه ووقفت لوهله تشوف أثر ثنيان على عنقها
جلست بصدمه ولمست بأصابعها الورد اللي شكّله بين عروقها الخضرا بعنقها الشفاف
بلعت ريقها تتحسس عنقها وغطت بكفها ورده وغمضت عيونها من مشاعرها لكنها في ظلمة عيونها كانت تشوف نظراته من جديد وفتحت عيونها بتعب وهي تتنفس بسرعه
كل ماله يصير أقرب كل مالها تحس معه بإحساس غريب وماتبي تغرق ماتبي تحس بيوم انه قريب منها لدرجة ما تقدر تترك كل شي وتهرب
لكنها بلحظه معه نست الهروب وحسّت انها باقيه معه لا محاله
'
خرج من عندها يحك جبينه وناظر نهار اللي دخل:ثنيان
رفع عيونه وعقد حاجبينه من شاف نهار:وشفيك ؟
نهار:بحل موضوع الكاميرات
عقد حاجبينه ثنيان:اي كاميرات
نهار:تستهبل ثنيان؟ كاميرات المحلات اللي جنب المكتب
ثنيان سكت ثواني وضحك نهار:انت وش فيك دايخ ؟
ثنيان حك حاجبه:اي اي فهمت طيب وينها
نهار:وش اللي وينها ؟
ثنيان:الكاميرات
نهار:انت دايخ واجد لا صحصحت كلمني
مشى تاركه واخذ نفس ثنيان ومشى يدخل الصاله وناظر امه اللي تكلم
وجلس وصبّ له شاهي واخذ الفنجان يناظره وهو ساهي ، يهوجس
بلع ريقه من شعوره ومن فعله ومن نظرات ملاك له صار بخاطره يرجع من جديد يشوف ورد عروقها الشفافه ماهو مصدق اندفاعه
ابتسم بخفوت وهو يناظر الفنجان ولف من نطقت نوره:تهوجس في من ؟
اخذ نفس يبلل شفايفه:ولاشي ، ابوي ما رجع ؟
نوره:لا يقول بينتظر أصايل لين تخلص وياخذها هو
ثنيان:بلغك باللي صار مع بندر ؟
نوره:قالي ماصار شي بندر نفسه نفسه راعي المشاكل
سكت ثنيان وهز راسه:سوينا اللي علينا
نوره فتحت جوالها:صح بغيت اوريك تعال اقرب
وقف ثنيان وبيده فنجانه وجلس جنب نوره اللي شغلت له مقطع ملاك وأصايل
وابتسم بخفوت يناظرها ترقص مع أصايل بفستانها اللي اختارت لونه بنفسها وعشانه
دخل جاسر وناظرهم:وش فيكم ؟
نوره:لا تقرب قاعده اوريه احسن اختياره ترقص
رفع عيونه ثنيان وناظر جاسر ورفع حاجبينه جاسر:احسن اختيار فعلاً
ثنيان سكت وهز راسه جاسر:بغيتك
ثنيان:اخلص فنجاني واجيك
سكت جاسر يناظر ثنيان اللي يشرب من فنجانه وخرج تاركه وشرب فنجانه ثنيان ووقف يخرج مع جاسر
ناظره واقف بالحوش ويناظر السيارات ووقف جنبه ثنيان:عسى خير
لف جاسر عليه:الخير عندك
اخذ نفس ثنيان وناظره:باقي بتحوم حوالين ملاك ؟ والا شادن ترست مخك بأشياء جديده ؟
هز راسه بأسف جاسر:كنت انتظر انت اللي تحلّ الموضوع لكني ما اشوف منك شي
ثنيان:لاني ما بحله نفس ما انت بتحله ، ونسبب مشاكل ونخلي سيرتنا على لسان كل الناس غير ان وجود ملاك بيننا أمان عشان بندر وطاريه
جاسر ناظر ثنيان بحده:تضحك على من ثنيان ؟ تضحك على نفسك ؟ انت ما تدور نهايه لملاك انت للحين تطول مشوارها معك ماودك تخرجها من بيننا وتكشفها قدام ابوي وقدام امي اللي يعاملونها مثل أصايل
سكت ثنيان يناظر جاسر وشد على فكّه يسمع جاسر
جاسر:هذي شرّ وانت الحين قاعد تحارب في شي هي سببه ، لا تغرق ثنيان مثل ما تغرق بالبحر ، لاتغرق لان القاع اللي بتوصل له بينهيك
مارد ثنيان يراقب جاسر وهز راسه جاسر:ومابي أكشف اوراقها قدامك الحين لكن حقيقتها بتعورك
ثنيان:حقيقة ملاك محد يعرفها غيري
هز راسه بأسف جاسر وكمل ثنيان:خلص نفسك من شادن وتأثيرها عليك وخلني انا اسلم بمشاكلي لوحدي
جاسر:مشاكلك مستمتع فيها ياثنيان ، تكفى لا تطيح اكثر
ثنيان:ماطحت ولا بطيح انا اعرف احل اموري لوحدي ، صحصح جاسر ولحد يكذب عليك
سكت جاسر يراقب عصبية ثنيان ومشى بيدخل ثنيان ونطق جاسر:اهم شي لا تطيح قبل تشوف زنزانه
لف ثنيان وعقد حاجبينه ومشى جاسر لسيارته وظل يراقبه ثنيان لين مشى وركب سيارته ثنيان وارسل لنهار:شفت الكاميرات ؟
نهار:اي وكلمت طلال بيتصرف
ثنيان:جايك
قفل جواله وخرج من البيت
-
خرجت من الغرفه من شافت خروج ثنيان من البيت ودخلت غرفة ملاك بدون تدق بابها ولفت ملاك بإستغراب وعقدت حاجبينها من وجودها
بلعت ريقها ملاك تشد ياقة فستانها اللي لبسته وعقدت حاجبينها:صار وقت نتكلم الحين ؟
تقدمت شادن وتكتفت ووقفت قدام ملاك:صار يابنت عمي
ملاك:اي ومن وين بتبدين ؟ من زواجك والا من خيانتك والا من وين ؟
شادن:من منصور
صدت ملاك من طاريه وتقدمت شادن بحده:من عنده لانه هو بداية كل شي بداية وجودك هنا بينهم وبداية وجودي هنا معك
لفت ملاك بحده:قبل زواجي كنتي تقولين بتتزوجين وتتركين منصور يتعذب والحين اشوفك تزوجتي ، عسى منصور راضي عن زواجك ؟
شادن:ماتزوجت عشان منصور تزوجت عشان احمي نفسي من مشاكلك
عقدت حاجبينها ملاك بذهول من شادن:كل شي بتحطيني سبب فيه ؟
شادن:لانك انتي السبب فعلاً
صدت ملاك من كلام شادن بملل ومن اتهاماتها
شادن:جاسر
لفت ملاك تناظرها وكملت شادن:يعرف كل شي
سكتت ملاك ثواني وهمست:وشو كل شي ؟
شادن:منصور والديّه وسرقتك عشانه وسبب سجنه
جمد وجه ملاك وكملت شادن:وانا هنا عشان ينتقم منك ويغطي عيبه ويسدد باقي ديّة منصور
لانت ملامح ملاك بصدمه تناظر شادن بذهول ورفعت كتفها شادن:ومنصور بنفسه اذا طلع بيبلغ ثنيان بكل شي
ظلت تراقب شادن رجولها ما تشيلها ورفعت حاجبها شادن:وبيخرج منصور وبتخسرينه وبتخسرين ثنيان معه ، هذا اللي يراهن على خيرك ولا يبي يسمع حقيقتك ويشوفها
جلست ملاك وعيونها تراقب شادن بصدمه ورفعت كفوفها شادن:كلنا خسرنا بالنهايه بس خسارتك انتي اكبر
نزلت راسها ملاك تناظر الارض جامد وجهها وتقدمت شادن لها:جهزي اعذارك والا جهزي كرت مغادرتك اسهل
وقفت ملاك وناظرتها بحده:انتي علمتيه ؟ انتي اللي قلتي له عن كل شي عشان يهددني ؟ انتي من اي حثاله طلعتي لي ؟
تقدمت شادن بغضب:هو هددني بنفسه ولا قدرت اكذب اكثر
ملاك:وانا ويني ليه ما تجين عندي انا احلها نفس دايم ؟ ليه تتصرفين من راسك ياغبيه
شادن:اجيك تحلينها ؟ انتي مشغوله مع ولد البحر زوجك موج مو منتبهه لاحد
تقدمت ملاك واشتعلت غضب من شادن وهمست بوجهها:قصي يدي اذا جاسر طلع لك اخوك ياحماره
بلعت ريقها شادن تخفي ربكتها:منصور صار اخوي الحين ؟
دفعتها ملاك بقهر من تصرفاتها:ولا عمرك بتفهمين ، غبيه
شادن:تركنا لك كل الذكاء والدهاء يابنت عمي
ملاك لفت عليها:شوفي وين انا ووين انتي وتعرفين ان مافيك ذرة ذكاء ، قاعده تحاربيني وتاركه جاسر يسرح ويمرح ياغبيه
شادن:استهيني في جاسر لين تصبحين ومنصور حرّ ووقتها خل السقف يطيح فوق راسك بخساره
ملاك:تخسين انتي وجاسر تطيحوني وانا اعرف اتصرف بحياتي ولا بتحكميني بشي وتوكلي الحين اذلفي ربي عيال الثور اللي عندك
هزت راسها شادن بقهر وخرجت تاركه ملاك وجلست على السرير وتمسكت باللحاف ملاك بشده وهي تناظر الارض
داخلها يزيد بغليانه وجمرها تكاثر من حريقها ومن اسم منصور وثنيان اللي صاروا بكفتين
كل شي تشكل فوق راسها سحابه سوداء وحجبت عنها شمسها الحارقه ماعاد عندها كروت تطلعها وتدافع عن نفسها وتثبت نفسها
'
دخل عقاب عليهم يناظرهم جالسين ينتظرونه وجلس على كرسيّه بهدوء ورفع عيونه لعياله يناظرهم واحد واحد
ورفع عيونه من نزلت ملاك ولف ثنيان عليها ورفعت عيونها على ثنيان وبلعت ريقها تتقدم وتجلس بجانبه
لف عليها ثنيان يحسّ بإحتراقها وخمن انه السبب ولف للأكل بهدوء ياكل
ورفعت عيونها شادن على ملاك ولف جاسر عليهم يناظرهم ورجع ناظر شادن
نوره ناظرت عقاب:عقاب وشفيك اليوم خامل ؟
عقاب:من الصبح اشتغل تعبت شوي
أصايل:وانا تعبت بدوامي كان مرهق مرهق
ساري:وش بتسوين بتكملين ؟
أصايل لفت وهي تاكل:اكيد مره مهم التطوع وبينفعني
جنى:حياتي الله يوفقك
ابتسمت أصايل ولفت نوره:عقاب شرايك نشرب شاهي وناكل كيك ومكسرات بالحوش كلنا ؟
عقاب رجع ظهره لورا:تجمعوا اللي ودكم
نوره وقفت:بقولهم يجهزون القعده
تركتهم ونزلت كفوفها ملاك بتعب تناظر الأكل واخذت نفس ولف عليها ثنيان وهمس:كنتي تبكين ؟
هزت راسها بالنفي بدون تناظره وسكت ثنيان يناظرها ولف من وقف عقاب:اطلعوا لا تبطون عن امكم
وقف نهار:جاي انا
وقفت ملاك وناظرت جاسر وشادن اللي وقفوا معها وظلت واقفه تناظرهم
ولف ثنيان يوقف وناظرهم لين خرجوا ومسك ذراع ملاك وتقدم يهمس:تكلم معك؟
انضغطت ولفت تناظر ساري وجنى اللي وقفوا
ورفعت عيونها ملاك على ثنيان لين خرجوا ونطق ثنيان:تكلم معك جاسر ؟
هزت راسها بالنفي ملاك وبعدت ذراعها عنه وتقدم ثنيان:اجل وشفيك ؟
رفعت عيونها ملاك تناظر ثنيان ثواني ولاردت ومشت تتركه
اخذ نفس ثنيان بتعب وخرج خلفها
جلست ملاك وحطت ذراعها على الكنب تتكي وتناظرهم كان ودها تختفي من بينهم للابد وتترك كل شي بلحظه وحده
لكنها تناظر عقاب ونوره ونهار وأصايل وثنيان اللي بجانبها
يعورها ثنيان من مكان ما كانت تتوقع انها بتتعور فيه ابد وتشوف اسئلته بعيونه ومخاوفه وقلقه من اخر موقف بينهم ، ماودها يشوف نار داخلها مو سببها
ماودها تشوف فيه نظرات لوم وتردد واسئله
لانه يحاولها وهي مالقت شخص يحاولها قد ثنيان للحين ، هو يرغب في قربها ووصلها مع ان غيره يتمنى خلاص ملاك
رغم انها نار ولهب وتحرق اي شي تلمسه هو الوحيد اللي لمسته وما احترق للحين دافي موجه وبَحره
تخاف انها تخذله او يلاقي اجوبه من غيرها ماتبي تجاوبها هي
لف ثنيان من انتبه لها انها متكيه بيدها وتناظره ، نظرات من عيون تلمع ، عيون تعود يشوفها تحترق وتشتعل لكن كانت تلمع الحين
ما يدري هي توادع والا تقاوم والا تكابر بنظراتها لكنه ظل يراقبها ويجهل صوت افكارها
ورغم سوالف الموجودين بالمكان هي ما كانت تسمع ولا تشوف غيره ، بكل اصراره وكلامه واسئلته وقربه وحضنه ودفاه ، كل التفاصيل اللي غفلت عنها بلحظتها الحين رجعت تشوفها وتسمعها من جديد وتراكمت عليها مره وحده تفوقها انها تعشقه
تحبه ، عطاها شي اكبر من اللي تنتظره وتستناه ، عطاها عائله وتقدير عطاها مساحه وأعذار
طالت بنظراتها واخذ نفس بتوتر من وضعها وبدل نظراته عنها لاهله
وكأنه قطع حبل افكارها من التفت وعقدت حاجبينها بإنزعاج من التفت عنها
واعتدلت تمد كفها لكفه ولف عليها بصدمه يناظرها وعقد حاجبينه
مسكت كفه بقوه وحطته بحضنها ولفت تناظرهم وتبلع ريقها
ناظرها ثنيان ونزل عيونه لكفوفها اللي تحضن كفه وشد عليها وهو يجهل سببها
بللت شفايفها ملاك تحس بنظرات شادن لها لكنها مالفت عليها ابد
جاته رساله بجواله واخذه بكفه الثانيه يقرا رسالة طلال:مسكته بيحطونه يستجوبونه
قفل جواله ثنيان وابتسم يحس بكفوفها بكفه وسند ظهره للخلف وهمس:صرتي موج ؟
اخذت نفس ملاك ولفت عليه وهزت راسها بالنفي
ناظر كفوفهم ورجع ناظرها:ما احس بنار
ملاك بلعت ريقها تناظره:لو
سكت ثنيان ونزلت عيونها لكفوفهم ورجعت ناظرته:اطلب اني اخرج من المرسى للموج ، توديني ؟
عقد حاجبينه وتقدم لها:انتي تخافين الموج
رفعت راسها تنفي كلامه:ماعاد يخوفني الموج صرت استأمنه
سكت ثنيان يناظرها ورفعت عيونها لعيونه ملاك:ضجيج عقلي اعلى من اصواتهم
شد على كفوفها ثنيان وهز راسه ، نزلت عيونها لكفه الكف اللي تشعر ان داخله سعة العالمين رغم ضيق الكون عليها ، شعور الاطمئنان غريب بكفه
لف ثنيان وابتسم:سهرتكم رايقه بس الموج ينادي
ضحكت نوره ولفت ملاك عليهم وابتسمت بخفوت
أصايل:زمان كان ثنيان يهرب للبحر الحين الاثنين يهربون
ثنيان لف لملاك:ملاك طلبت
لفت ملاك عليه وابتسم ثنيان:وما بردها
عقاب:الله يسهل عليكم
وقفت ملاك وفلتت يدها بصعوبه من يد ثنيان وكأنها تخاف تتركها للأبد ويختفي عنها
لف عليها من لاحظ انها تتمسك بكفه لين اخر خطواتها وتدخل البيت
لف ثنيان على جاسر وشادن اللي جالسين ومشى خلف ملاك
دخلت الغرفه وهي تطلع لها ملابس ودخل ثنيان وناظرها:تبين نطول ؟
لفت عليه تشوف نيته من سؤاله وبلعت ريقها ثواني:انا بروح لاني متضايقه وسـ
سكتت بربكه وهز راسه ثنيان:ماني ضاغط عليك
كان قدّ كلامه فعلاً ما يبي يضغط عليها بقربه لانها اليوم مسكت كفه وباقي مشواره معها قصير
هزت راسها براحه ومشت للحمام واخذ شنطته ثنيان وابتسم يحط فيها شورتاته ومنشفته واخذ مفتاحه ومشى للحمام ودق الباب
ولفت على الباب لين نطق:بنتظرك بالسياره
هزت راسها:طيب
مشى يخرج من عندها ولفت للمرايه وناظرت الفستان التفاحي اللي لبسته وبيّن عنقها كامل وبان ورد ثنيان اللي زرعه على عروقها الخضراء
وزرع داخلها ورد بين لهب وجمر وكأنه فعل معجزه وسط اللهب وزرع ورده
رجعت تناظر وجهها وتتذكر كلام شادن وحطت ميك اب بوجهها ببرود وجمود
حتى لو كانت نهايتها على يد شادن وضميرها اللي ياكلها بسبب منصور لا زال ، هي تعيش شي اكبر من كل هذا تعيش موج يطفي لهبها وماتبي تختفي عنه وتحتاجه بهاللحظه بالذات
خرجت من الحمام ولبست عبايتها تاخذ بقية اغراضها بشنطه صغيره وخرجت
ناظرتهم جالسين وابتسمت لهم:تصبحون على خير
نوره:وانتوا من اهله استودعناكم الله
مشت ملاك بعد ما ناظرت شادن وركبت السياره بجانب ثنيان اللي حرك خارج من البيت
نزلت عيونها لدبلتها تناظرها ولفت لثنيان اللي ماكان قادر يخفي ابتسامته من ردة فعلها
لفت للطريق تشوف البحر واقترب من المرسى ووقف ولف عليها وناظرته وفتحت الباب تنزل
غمضت عيونها من شمت ريحة ملوحة البحر واخذت اطول نفس ولفت من نزل ثنيان وشنطته بيده ومشت معاه
طلع اليخت ومد كفه لها ومسكته بقوه تطلع اليخت وحط اغراضهم ومشى يدخل
جلست بهدوء من شغل اليخت وخرج عن المرسى يبتعد بالبحر وغمضت عيونها من سرعته وهواء الموج اللي تحس فيه يملي رئتها وفصخت حجابها وعبايتها واستندت على حافة اليخت ترجع راسها للخلف وترفع يدينها وابتسمت بهدوء من مشاعرها وحياتها اللي تركتها على المرسى تحترق وضحكت بعلو صوتها
تمد كفوفها للموج وتلمسه وتكت براسها تناظر الموج ورَسى ثنيان وسط البحر يترك اليخت يبحر براحة الريح وخرج لها
وتقدم لها:اسبحي اذا ودك
هزت راسها بالنفي وجلس بجانبها:اي وما بتعلميني وش الغريب اللي صار لك الليله ؟
ملاك لفت للبحر تتكي براسها وتناظره:الجمر هادي
ابتسم ونزل عيونه لعنقها ينتبه لورده اللي زرعه بين عروقها وصد بهدوء:ماهو فارق عندك اللي هددك ؟
ملاك ناظرته:اي واحد ؟
لف عليها وكملت ملاك:يهددوني كثير
ثنيان:متى صار موضوع الرصاصه ؟
ملاك:وانت بين الموج يازوجي موج
سكت يتذكر مكالمتها وعض شفته وصد
هز راسه بعد ثواني ثنيان:دريت جاك شي من جاسر لانه كلمني
ملاك هزت راسها بالنفي تصد للبحر:شادن كلمتني
ثنيان لف عليها:تحاربك ؟
ملاك سكتت ثواني:وانا مامعي ذخيره
ثنيان ناظرها تتأمل الموج وهاديه:وانا ؟
ملاك لفت عليه وهزت راسها:انت ذخيرتها هي مو ذخيرتي
ثنيان اخذ نفس:انضغطتي واجد
ملاك ماردت عليه تناظر البحر عقلها متوقف عن التفكير وكأنها بعد ماكانت تسعى طول عمرها توقفت فجأه
وسكت ثنيان من شافها ساكنه مميله راسها تناظر الموج ورجع ظهره للخلف يصد للبحر ويهدأ
رفعت عيونها لثنيان اللي صاد للبحر وساكت وجالس جنبها
كان موجود بكل وقت انهياراتها كان ما يقول لا حتى لو ماهو فاهم وجاهل ، ياكم تتمنى تستند على كتفه اللحظه هذي ويوقف عندها كل شي لكنها ماتقدر
ما تتخيل حجم الألم اللي بتعيشه بعد ما ينكشف كل شي وتنفتح ستاير خبتها عن الحقيقه
ماتبي تفقده او تفقد عائلته او تفقد اللي يعطيه اياها بدون مقابل بدون ملل بدون احساس
نزلت دموعها بدون شعور منها تذكر منصور اللي ينتظر حريّته اللي شرت الشرّ عشان تخرجه بنفسها ، وتذكر ضميرها اللي كان طول عمرها معيشها على انه حب لمنصور لان اللي عاشته مع الموج اللي امامها هو الحب الحقيقي وكل شي عاشته مع منصور هو حاجه للسند بعد فقدانه وضمير يأنبها لانها سبب سجنه
لكن الحب الحقيقي هو اللي يستند على اليخت ويتأمل الموج اللي يشابهه
همست وهي تتأمله:الموج قادر
لف عليها وناظر دموعها ولمعة عيونها وبلل أهدابها ولا ظن انها تبكي يمينه
وهزت راسها بهدوء وهي تتأمله:انا عشت ما احتجت ، لكني من بعدك احتاج لك حاجة اللهب لآخر نقطه من الموج ، احتاجك حاجتي للصيف بعز الشتاء ، انت كل حاجاتي
سكت ثنيان يناظرها وكملت ملاك:كنت تجهل كم مره حطيت قلبي المشتعل وسط موجك وطفيته ، ماكنت اقدر اقولك ولا مره اني اغرق معك وانا على اليابسه على المرسى
كانت مميله راسها على ذراعينها وتتأمله:لولا حنانك كان كل هالعمر دمعات مسكوبه ، اشوفك أقرب غريب وأبعد مستحيل واحس اني بين الكل مغتربه لكني معك بوطني ، عمري ما حسيت بالدفى بعد سنين طويله الا معاك وجنبك ، انت المكان الدافي وانا بدونك احترق
عقد حاجبينه من كلامها واعترافها ودموعها اللي تنساب بهدوء
رمشت بهدوء ملاك:ماكان ببالي بيوم اقول هذا الكلام لكني ما صرت اعرف الجاي ، دايم كانت تسيّرني القسوه لكن ماكنت اقسى الا على نفسي
رفعت اصابعها على ذراعه تلمسه بأطراف اصابعها وهمست:كل شي لمسته إحترق مابي أحرقك
ثنيان:إحترقت
رفعت عيونها على ثنيان وتكلم بهدوء ثنيان:إحترقت يوم وقفت عند أجوبتك وقلت مابي اسمعها
سكتت تناظر عيونه وكمل ثنيان:إحترقت يوم عرفت اني ابي الغرق بين الاسئله بس مابي نجاة الأجوبه
رفع حاجبه ثواني بشعور يسكنه:لان ماورا الأجوبه الا نهاية طريقك
ساحت دموعها على ذراعها تتأمله وكمل ثنيان يهز راسه:أنا موج وقلبي على الماء وقلب الماء على شطك
غمضت عيونها تفهم جملته بمفهوم من أربع حروف
' أحبك '
ناظر عيونها اللي غمضتها وعرف انها تفهم تعبيره وفتحت عيونها عليه ماتبي تخذله ماتبي تعوره ماتبي تتركه لكنها تغرق بجانبه وتبي الغرق ماودها بالنجاه
اخذ نفس براحه من نطق جملته وحسّ انها استوعبت مشاعره ولف للنور اللي بدأ يشق الظلام دليل طلوع الفجر وشروق الشمس
ووقف يدخل لداخل وغمضت عيونها ملاك بهدوء
خرج وبيده منشفته ولفت له تشوفه بوضوح من شروق الشمس وفصخ تيشيرته وجلست بإعتدال وناظرها:لو غرقت لا تنقذيني
ابتسمت ثواني لانها ماتعرف تسبح:ما بنقذك إسبح على مسؤوليتك
ابتسم بخفوت وحط منشفته وقفز من اليخت للبحر وتناثر الموج على فستانها واخذت نفس
تلفتت حوالينها بخوف من صارت لوحدها وتسمع هدوء الموج ووقفت تشوف مكان ثنيان لكن ما لقته
بلعت ريقها تنتظره وتمسكت بمنشفته وهي تناظر البحر حوالينها من كل الاتجاهات
كتمت خوفها وهي تدوره بعيونها ومن طوّل ما شافت له مكان ، كانت متأكده انه يعرف ينجو ويسبح بتمرس لكنها تخاف وسكنها الرعب من طوّل
وهمست بإسمه لأول مره على لسانها:ثنيان
ماجاها صوت وتلفتت ترفع صوتها:ثنيان
تقدمت لطرف اليخت بخوف وصرخت تناديه:ثنيان
بكت بتعب من ضغطها وخوفها ولمست طرف الموج تصرخ بإسمه:ثنيان
فلتت منشفته ترمي نفسها بالبحر تجهل النجاه لكنها بتلحقه وغطست
وفتح عيونه ثنيان من شافها تغطس وابتسم لانه سمعها سمعها تناديه ولف يشوفها تتشبث بسطح البحر وجمد وجهه يستوعب انها فعلاً ما تعرف تسبح
غطس يدخل ومدّ ذراعينه لها بجوف البحر ومسك كفوفها بقوه وحاوطها يحضنها وطَفى يتنفس وناظرها تتنفس وهي متمسكه فيه
ناظرها بصدمه ثنيان تكح وتتنفس وتشهق:منجدك ؟
رجف فكّها من برودة المويه وشعورها وراحتها بعد ما عاشت النجاه مع ثنيان
ناظرها بصدمه يشوفها تننفس بسرعه:ما تعرفين تسبحين ؟
عقد حاجبينه ثنيان:لو انا غرقت بتغرقين وراي ؟
ماردت عليه وهي ترجف وتحرك رجلينها بجهل بالبحر ومتمسكه بكتوفه العاريّه
ناظرها بذهول يستوعب انها رمت نفسها خلفه وهي تجهل النجاه
هز راسه بعدم تصديق يناظرها
ورفعت كفها تحاول تمسك اليخت وبعّدها ثنيان ولفت عليه:طلعني
هز راسه بالنفي:ناديتي اسمي سمعتك
ماردت عليه وهي ترجف من برودة الموج وخوفها من الموج والغرق اللي عاشته ثواني
وناظر أهداب عيونها المبلله ثنيان:ماعاد اسمي صعب تذكرينه وسهل تنسينه
كان بيفلت يدينها وتمسكت فيه برعب:لا تتركني
ابتسم لها وهز راسه:لا ، قولي لا تتركني ثنيان
استفزها بإبتسامته وكأنه يتحداها وسط الموج ودفعته عنها تحاول تتمسك باليخت وغطست وضحك يرفعها وشهقت تتمسك فيه من جديد
ضحك يشوف شعرها اللي على وجهها:ماهي صعبه قلتيها ثلاث مرات
ملاك فتحت عيونها بتعب:طلعني
هز راسه بالنفي ورفعت شعرها عن وجهها وناظرته بتعب يصعب عليها تقول اسمه من جديد لانها تثاقلت حروف اسمه من مشاعرها وهي تناديه لكنها تبي تحب اسمه وتبي تكرره وتتعمد يلتفت عشان تناديه وتنده له ، ماعاد صارت تقدر تقاوم كل شي يخصه كل شي فيه يجذبها تحبه وتبيه ، ماصار سهل تنساه وصعب تذكره صار داخل جوفها ما يفارقها بكل وقتها
همست وهي تناظر عيونه وإنتظاره لإسمه منها:ثنيان
لانت ملامحه ما توقع بيكون اسمه منها حلو ومختلف وكأنه لأول مره يعرف ان بداية اسمه ثاء ونهايته نون رقيق
كان منظر دهشته أمامها مدهش ، كانت تشوف وجهه من قريب ومنظر شعره المبلول ، رموش هدب عينه المبلول ، بؤبؤ بصَره اللي يلمع
كتوفه العريضه اللي متمسكه عليها بقوه ، كان ماسكها من خصرها لنفسه لجسمه وماسكته لانه النجاه لها من الغرق لكنها تغرق فيه هو وما منه نجاه ابد
بلعت ريقها تشوف نظراته لها وتحس بالتوتر لانها وسط موجه ما تلاقي لكبريائها طريق وكل ما بداخلها من لَهب مطفي ، وكأن الموج قادر وصار الموج يطفي اللهب
ناظرها متمسكه فيه وكأنها مو لاقيه نجاه وسط الموج الا فيه ولأول مره يشوف ملاك متمسكه فيه وكان منظرها وسط حضنه ، قريبه منه ، بين عالمه ، بحره وموجه وتلجأ له ! ' مُشهي لتقبيلها '
ابتسم ابتسامه خفيّه لانها مستحيل تبتعد مستحيل تصدّه مستحيل يتردد ولا يستغل اللحظه
لان تردده طال وصدودها كثر والفرصه الوحيده الان
ناظر ثغرها اللي يرجف واقترب منها يحس بذراعينها اللي تحتضنه وقبّلها
عقدت حاجبينها وغمضت عيونه بقوه من حست بثغره يلمس ثغرها واشتدت بروده فوق برودة الموج تحسه يقبلها ويشدّها اكثر له
كانت تغرق وسط الموجين وهي ما بيدها طوق نجاه من كلاهم
كان تقبيلها بمثابة المنفَى البعيد عن الكون وضجته ، ما يوجد شي أشهى مذاق من ثغرها وكأنها بدلّت الكون من ظلام لصباح ومن موج لغيم تحملهم الرياح
تحس انها تسبح داخله ماهو داخل الموج اللي تجهل قاعه ، ترتوي من الربيع الباسم اللي يقطع جفافها ، جَرى داخلها موج وكأنه سقاها من موجه وجرى نهر الهوى داخلها جريّة السيل وهي تحاول تنتقل من غَبّته لين ضفافه ، تجهل جميع اتجاهاتها وما تشوف الا هو شمالها وجنوبها وشرقها وغربها وكأنه تحكم ببوصلتها
كان دايم يظن ان البحر أعذب لين ماجرب يقبّل ثغرها على شروق الشمس وزُرقة السماء مع إحمرار شمسها وكأن اللهب التقى مع الموج جوّ وبحر
كان يرجع يخيّط تهشّم خفوقها وكانت تعلّمه الغرق الحقيقي
وسط الموج المالح كانت الأعذب لروحه ولثغره ولجوفه ، جرب يغرق في بحور بلا مواني ساعات لكن كانت الدقايق اللي قضاها يقبّلها أشدّ غرق عليه
كانت فَن غير إنها لَهب ودائماً يشوفها فَن بكل حالاتها وطريقة تشكلها قدامه بكذا حال حتى بملمس ثغرها بين ثغره ورجفتها يشوفه فَن
لأول مره تشع من داخلها لكن ما تشع لَهب تشع غرام ، لأول مره كل ما بداخلها يوافق ولا شي يردّها عنه حتى عقلها وقلبها يبيه
تتكاثر داخل معدتها جذوع الورد وتحس ان داخلها بستان من مشاعرها
رفعت كفها تلمس رقبته وشعره من الخلف وكأنه جاها معطف في عز الشتاء وكأنه جاها ورد في موسم حصاد ، وكأنه جاها صيف تحبه
يوم اقتربت منه كل هذا القرب وذاق رحيق ثغرها شمّ فيها أنعم الروائح ، كان جسمها ينبض بريحة الخزامى وزهر البرتقال ، رائحه عَذبه وكأن الزهر تناثر حوالينه ، ما يعرف هل هذا شعور او ان جسمها معطّر فطره
كانت الشمس تلمس اجسادهم اللامعه من الموج انعكست على جلودهم شمس وموج ، صبح وبحر ، صيف وغرام ، موج ولَهب
ابتعدت عنه تاخذ انفاسها من الغرق فيه وفتح عيونه من الحلم اللي كان مدفون فيه
ناظرها مغمضه عيونها ورمشها مبلول وفتحت عيونها بعد ثواني تحاول تستوعب كل اللي حصل كل اللي جَرى
بلعت ريقها ومدت ذراعها تتمسك بسلّم اليخت وتغادر حضنه وتطلع لليخت
وقفت على اليخت ترجف واخذت منشفته تغطي نفسها وطلع لها ومسك ذراعها يلفها له ومسك وجهها بيعيد الكرّه لكنها من ربكتها وخوفها وصوت نبضها العالي صفقته كف بيد راجفه وناظرها بصدمه وكأنه استفاق
ملاك بلعت ريقها بخوف وناظرته بحده وهي ترجف من البرد والموج اللي يغطي جسمها:بعّد
ابتسم من مشت تدخل وتقدم لها:رجعت لَهب يعني ؟
جلست وهي ترجف وضحك ثنيان:ما أرتويت
رفعت عيونها ملاك بربكه:خلاص
بلل شفايفه يرفع شعره عن جبينه ويهز راسه:بس اذا ودك تاخذين لون تان هذا وقت الشمس
ماردت عليه تصد وتقدم يناظر قستانها التفاحي المبلول:انزعيه تبللين المكان فيه
رفع عيونها للابتسامته:وتنتظرني انزعه قدام عيونك ؟
ثنيان ابتسم ورفع حاجبه:وش يمنع ؟
بلعت ريقها من نظراتها ووقفت:اطلع خلني ابدل
تقدم لها ثنيان ومسك شعرها المبلول:شكلك حلو بين الموج
رفعت كفها ومسكه بقوه وضحك:أعصابك !
ملاك ناظرته وهي تتنفس:اخرج
ابتسم يناظرها ونزل عيونه لعنقها اللي يزينه ورده ورجع يناظر ثغرها وابتسم بوسع مبسمه وهز راسه
وخرج يتركها وضحك يعض شفته وغمضت عيونها وهي ترجف من برودة الموج اللي غرقت فيه وتتذكر مشاعرها وقتها وملمس ثغره عليها ، هي ماكانت تعرف للاستسلام باب لكنه فتح اوسع ابوابه ثنيان واستسلمت
شدت على كفوفها بقوه ورفعت كفها على صدرها وغمضت عيونها
-
( الأفضل موج ولهب ❤️‍🔥💙 )

غرورك اللي علم الطاووس نفش ريشهWhere stories live. Discover now