هل تتوقع بأنّ قارا سيتفوق علي؟
كان منطق جونقكوك في تلك اللحظة هي ان يكسر شكوكهم، ويجبر افكارهم. فكان عليه ان يؤمّن ما يحدث بالكلمات. قارا، كان سجناً في فنلندا. وكان جونقكوك، يوماً.
قائداً لقارا.
وكلما فكر به، لمعت له عيناه بغرابة. لأنه من هنا. وكان في داخله شعور يقول بأن عليه العودة، فعلياً بدون مجازية. لديّه هذا الشعور اللذي يستنفذ قدرا كبيرا من حياته. كان يفكر في نسيانه لما حصل؟ لأنه لم يكُن يتذكر بأنه كان يعمل هنا .. حتى في الأمس، قد إختفى كل شيء بشكل بالغ القلق.

مالذي تعنيه بأن قارا سيتفوق عليك؟
بمحل المصادفة، كان الرجل العجوز— ممن قد عملوا لدى Les dieux de la torture سابقاً. لكنه بالكاد يذكر. هيئته. وقامته. ولكنته الفنلندية. لم يقم جونقكوك بالإجابة، كان ينظر الى الحفرة في الأرض ويتذكر لحظته الأولى مع تيهيونق. وقد أصابته نشوة الذكريات. حين في أول مرة، في هذه البقعة، وفي هذا المكان، وبكل بلاهة، سأل سجيناً من الحرب ما إن كان يملك شريكاً، لأنه كان مغروماً في رقّته.

تدلى رأس الرجُل الى الأرض، ليس بسبب مايحصل، بل بسبب ضعفه أمام ذكرياته. في حين إنه كان يجب أن يوضّح للحرس مايحصل هنا، إلا انه كان شديد الحساسية لأن يتكرر المشهد عينه في ذاكرته.

Pourquoi aurais-je des raisons d'en vouloir une? Cela va bien au-delà d'une raison. 
(ولما سأملك اسبابا لأن ارغب في احد؟ هذا يتجاوز كثيرا لأن يكون له سبب.)

كان وقتها الوحيد اللذي داعب غرور الرجل. في هذا المكان. سجن قارا العظيم.

أجلب لي ماركوس.
مواصلا الحديث بلكنته القديمة. غادر جونقكوك القصر منذ ما يقارب الست سنين سنين، إلا انه سمع من غريب، بأنّ ماركوس لازال الوزير الأوحد اللذي يلتزم مكانه. أطلق مايشبه التنهيدة، وتمنى بأن يكون تيهيونق هنا، ليرى كيف إن قيود اليد والقدم تبدوا مثيرة عليه.

جاء بيهارو بعد برهة، ومعه ماركوس. ما زال على عهده، رجلٌ بكامل طلّته ولياقته. وحدّث نفسه لبلاهة الموقف حين رأى ولأول مرة (آلهة التعذيب) كما يطلق عليه، جاثيا بهذا الشكل. كانت هامته كما هي، الا انه ازداد حجما. ولم يرفع رأسه ليرى ماركوس حتى، كان يجلس بإنحراف ظاهر على الأرض دون ان يسنده شيء.

لازلت تفتقر الى الكلام.
كرر الوزير ما قال في نفسه لكن بصوت عال، حيث يسمعه الحرس، والآلهة.

فك قيوده، واستقام جونقكوك بهدوء. لم يكن يعرف مالذي يفترض به ان يفعل هنا مجددا. لأنه يواجه مشكلة في معرفة الناس لحقيقته. لم يكن يود ان يعود الى قارا تحديدا، الا ان مصيره لم يكن بيديه.

ViolinWhere stories live. Discover now