3/ ماهي لعبتك؟

Start from the beginning
                                    

"لربما تريدين تقشير البطاطا ايضا ؟ " قالت السيدة فورستر بجفاف .

" طبعا " قالت لين وهي لا تزال مندهشة ثم بدات بالتقشير حين تشممت الهواء قليلا ثم صرخت" الخبز !" اسرعت الى الفرن فتحته وسحبت الصنية منه ثم تناولت بملعة خشبية مسطحة ارغف الخبز الشقراء المحمرة ووضعتهم على الطاولة وقالت" رائحتهم رائعة ,اليس كذلك ؟" ثم تابعت بابتسام "احب الخبز الساخن مع الزبدة"

"يسبب لك عسر هضم " قالت السيدة فورستر وهي تنهض وتتحرك باتجاه باب المطبخ وهي تكمل " هناك اعمال علي انجازها , لقد استمتعت بدرس التدبير المنزلي لكن الان علي الذهاب و الا فلن انتهي من واجبي اليوم "
راقبتها لين وهي تغلق باب المطبخ وقطبت جبينها . درس التدبير المنزلي؟ هل السيدة فورستر تتخيل وتظن ان لين كانت تقوم بلعبة ما كما يعتقدها جايك تلعب لعبة فقدان الذاكرة .

طردت الفكرة من راسها واكملت تقشير البطاطا ثم بعد حين نظفت المطبخ واعادت كل شيء الى مكانه, نظرت الى الساعة وسمعت صوت مكنسة كهربائية في الخارج ففتحت باب المطبخ ونظرت الى السيدة فورستر التي كانت تنظف سجادة غرفة الجلوس وقالت " هل استطيع ان اساعدك بشيء اخر ؟"
"لا حاجة لهذا " قالت السيدة فورستر " لقد قمت بكثير مما هو كفاية لان " ثم تابعت واطراف ابتسامة تتلاعب على شفتيها " اذا لم يكن عندك شيء افضل مما تفعلينه فبامكانك ترتيب سريرك "
اجابتها لين بدهشة " لكنني رتبته حين نهضت صباحا "
نظرت اليها المراة بغير تصديق وقالت " اه نعم "
توجهت لين الى النافدة واخذت تنظر الى الاشجار والاحراج التي كانت تلمع تحت اشعة الشمس التي ظهرت بعد غياب الضباب واخذت ترسل اشعتها الدافئة على الارض . سالت لين وهي تنظر من النافدة " هل يعمل جايك في طقس مثل هذا ؟"

" لا ادري ماذا ذهب يفعل في المرسم " قالت السيدة فورستر بغير اكثرات وتابعت " هو لا يخبرني وانا لا اساله " صمتت لين قليلا ثم عاودت السؤال " هل هو رساما ماهرا ؟"
" لا بد انك تقصدين اذا كان يحصد المال الوفير ! انه يتدبر حاله جيدا , وينتج ما يكفينا ويكفي حاجة البيت "
.رغم ان لين لم تكن تقصد هذا بسؤالها لكنها ظلت صامتة امام عدائية وجفاف السيدة فورستر , ثم قالت لين بعد قليل " ارجوك دعني اساعدك في شيء ما فانا غير معتادة على البقاء بدون أي عمل هكذا "
" هل هذا صحيح ؟" سالتها السيدة فورستر بتهكم .

" انه فقط شيء ما, انا واثقة منه "حاولت لين ان تشرح " انا اعرف .... انا اعلم انني كنت استعمل يداي ..." ونظرت الى المراة بتوسل وتابعت " يجب ان تفهمي بالتاكيد انهم ... انهم يناسبون العمل ومعتادين على القيام بمثل هذه الاعمال "
" حسنا انت حقا غريبة " قالت السيدة فورستر بما يشبه الاعجاب
"لقد كدت ان تخدعني , وانا كنت اظن ان خداعي أمرا صعبا ومستحيلا . حسنا بما انك تصرين فبإمكانك صنع حلوة التفاح , التفاح موجود في الخزانة السفلية "

ابتسمت لين قائلة " سأفعل هذا " وعادت إلى المطبخ وأخذت تحضر الحلوة التفاح بكل سهولة .
دخلت السيدة فورستر المطبخ حين كانت لين تفتح الفرن لتضع صنية الحلوة به كانت حرارته قد انخفضت بعد صنع الخبز . استدارت لين ابتسمت و قالت " سينتهي طبق الحلوة بعد نصف ساعة "
واخذت تنظف الاواني التي استعملتها وكانت قد انتهت من تنشيفها وتوضبيها مكانها حين فتح باب المطبخ الخلفي ودخل جايك ومعه الكلب سام الذي ركض بفرح الى لين واخد يهز ذيله بفرح تعبيرا عن ابتهاجه فربتت على ظهره وهي تبتسم . القى جايك عليها نظرة قاسية ثم قال موجها كلامه الى والدته " هل الغداء جاهزا ؟"
" نعم منذ فترة قصيرة " قالت الوالدة بجفاف .
فقال جايك وهو يتوجه الى حوض الجلي ليغسل يديه "لقد انقشع الضباب تماما "
" هذا ما اراه"
جلست لين على الطاولة المطبخ ووضع سام راسه في حضنها واخذت تداعبه بحنان .

جلس جايك على الطاولة قبالتها واخذ يحدق بها . رفعت راسها وتقابلت بعينيه الهازئتين المركزتين على وجهها , فنظرت بعيدا بسرعة وقالت " انني اشعر بتحسن اليوم " ثم تابعت بعصبية " لربما استطعت غدا الذهاب الى يورك لمحاولة استعادة عملي , فيجب ان ابدا بالبحث عن عمل وعن مكان اقيم به "
" لقد وعدت الاطباء انك ستبقين هنا لحين استرجاعك لذاكرتك
قال بتصميم وتابع " سوف تفعلين هذا "
" هذا لطف منك " قالت بعدم سعادة " ربما استطيع ان اقوم ببعض العمل لافيك هذا الدين " ونظرت الى والدته التي كانت تراقبها من كرسيها وعلى وجهها تعبير غامض وقالت " استطيع ان اساعد في اعمال البيت .فلديك الكثيييير من الاعمال هنا . انا أكيدة انك بحاجة لبعض المساعدة "
"لن أقول لا " قالت السيدة فورستر.
حدق جايك بها والدهشة واضحة على محياه وقال " ليس لديها أي فكرة عن شغل البيت كسام بالضبط "
.
نظرت السيدة فورستر اليه بنظرة جافة وقالت " انها اشطر مما تظن يا بني , فهي مؤهلة تماما لهذا العمل كما يبدو ومليئة بالحيل "

قطب جايك وقال " عماذا بحق الله تتحدثين ؟"
تحركت لين نحو طبق الحساء ورفعت الغطاء , كانت الوجبة قد اصبحت جاهزة وراقبتها السيدة فورستر دون ان تتحرك بينما كانت لين تجهز الطاولة و تضع الصحون والمعالق ثم جلست مكانها واخذت تتناول حساءها لكن بدون شهية . لخمس دقائق تناول جايك طعامه بسكون ثم وضع شوكته وسكينه جانبا وظل يحدق بها بقوة الى حين رفعت راسها ورات نظرة سوداء غاضية في عينيه.

" انت طبخت هذا " كانت كلمات تاكيد اكثر منه سؤال .
"نعم لقد فعلت " قالت السيدة فورستر " ورقائق اللحم ايضا والان اليس هذا امرا رائعا ؟"
نظر جايك اليها بقوة وقال "ايتها الخبيثة " وهو يصر اسنانه"كان بامكانك طهي طعاما مثل هذا طوال الوقت ورغم ذلك تركت امي تركض من المطبخ الى غرفتك لتخدمك لانك لا تعرفين شيئا عن امور التدبير المنزلي ".

روايات احلام/ عبير: جحيم هواكWhere stories live. Discover now