3/ ماهي لعبتك؟

11.4K 240 9
                                    

وجلست لتتناول الفطور . صبت السيدة لها كوبا من الشاي الثقيل الساخن وقالت بجفاف " القهوة ممنوعة لكن تستطعي ان تشربي الحليب اذا اردت "
"الشاي جيدة شكرا لك " قالت لها لين .
.ووضعت بعض السكر في الكوب , واخدت تتناول الطعام وهي تفكر بعيدا , لا بد من وجود مكان تستطيع ان تذهب اليه , لا بد من وجود احدهم يسال عنها الان , اين ملابسها ؟ اين اموالها؟لم تكن تحمل قرشا حين وجدت نفسها في الاحراش . لا بد من وجود شيئا ما بها في عينا السيدة فورستر كانتا عليها وهي تشرب الشاي , فنظرت لين اليها وابتسمت بلطف وقالت " انه لذيذ وساخن "
"لقد اضفت له السكر !" قالت السيدة فورستر باستغراب .
نظرت اليها لين بدهشة وقالت " نعم هل تعتقدين انه ليس من الجيد لي ان اتناول السكر؟ اخشى انني لم اهتم كثيرا فالعمل الشاق هو حمية طبيعية لابقاء الجسد نحيلا ".
وجه المراة كان غامضا , استدارت الى حوض الجلي واخدت تغسل يديها وظهرها للين . نظفت لين الطاولة مكان طعامها وبدات تنشف الاواني التي سبق للسيدة فورستر ان نظفتها .كانت تضع كل قطعة في مكانها وهي تشعر بجو الالفة والراحة الذي كن معلقا بالسقف وبخزانته الممتلئة بكافة الاشياء .
.وعندما اتمت ترتيب كل شيء نظرت الى السيدة فورستر بتوسل وقالت " والان هل اعد ابريق من الشاي ؟ لابد انك تشعرين بالتعب بعد صنعك للخبز ؟"
حدقت المراءة فيها بدهشة ثم قالت بعد فترة وهي تجلس على الطاولة" نعم ولم لا ؟"
صنعت لين الشاي وهي تعرف انها كانت مراقبة في كل حركة , احضرت الاكواب والسكر ثم جلست على الطاولة .
حدقت لين بالساعة لتتفادى نظرات المراة المحدقة بها وقالت بلهجة عادية " حين ننتهي من شربنا ستكون العجينة قد تخمرت "
" ماذا ؟" سالت السيدة فورستر وهي تكاد تختنق بالشاي .
" اوه هل الشاي ساخنا جدا " وشربت لين قليلا من كوبها وهي تحدق بالفراغ كان صوت دقات الساعة هو المسموع في السكون الذي كان مسيطرا عليهما .
ازاحت لين فنجانها ونظرت الى الساعة وقالت " لقد حان وقت خبز العجين "ونهضت ثم نظرت الى الفرن وفتحته فلفحتها حرارته وقالت "لم يسبق لي ان استعملت فرنا مثل هذا , كيف تعرفين برمجة حرارته ؟"
بالخبرة والممارسة " قالت السيدو فوستر بلياقة .
هزت لين راسها وسالتها "هل حرارته مناسبة الان ؟"
هزت المراة الاخرى راسها علامة الايجاب , فاخدت لين كرات العجين وبدات تضعها في الفرن وكانت السيدة فورستر تراقبها بصمت . وحين انتهت لين نظرت الى الساعة وقالت " هل تمانعي اذا ساعدتك في تحضير طعام الغداء ؟"
"كنت اريد ان اصنع شوربة اللحم " قالت المرأة بصراحة .
"اين اللحم ؟في البراد؟"
.اجابتها "نعم "
فتحت لين باب البراد ووجدت قطعة كبيرة من اللحم الملفوف في ورق السوليفان فاحضرتها ووضعتها على الطاولة وقطعتها قطعا صغيرة ثم غمست القطع بالطحين واحضرت المقلاة وانضجت قطع اللحم .كانت السيدة فورستر تجلس على الطاولة تراقب عملها بصمت واندهاش .احضرت لين البصل والجزر والبطاطا واخدت تقطع الجميع قطعا صغيرة وتضيفهم للمقلاة . كانت تتعرف بطريقة واثقة كانها معتادة على هذا العمل طوال حياتها لم يكن عندها الوقت لتتساءل وتستفسر كيفية معرفتها لكل هذا لكنها تابعت عملها واكملت صنع الحساء . وحين انتهت وضعته في وعاء كبير وغطته بالغطاء .
غسلت لين يديها بعد ان نظفت الادوات التي استعملتهم وشعرت ان المراة تحدق بها بعدائية .
نظرت لين حولها بارتباك وقالت "انا اسفة لكن هل هناك شيء خاطئ ؟هل تركت شيئا اردت ان تضعيه ؟"
الخضار قد تم تقطيعها واضافت بعض الثوم الذي كان موضوعا قربهم اذن فما هو الحظا الذي ارتكبته ؟.

روايات احلام/ عبير: جحيم هواكWhere stories live. Discover now