مجددََا

109 11 9
                                    

تجلس على السرير الذي طارحته لفترة اذهلها طولها ، ترتدي قبعة تغطي عيناها التي أُهْلِكت من كثرة فيضان دموعها

رأسها منكس ولا تستطيع رفعه ، تفكر فيما آلت اليه الامور ، ابتسمت بسخرية علي حالها و هي تفكر انه مر على استيقاظها يومان و لم تلمح طيفه

هل لتلك الدرجة يصدق حديث انجيلا ؟ هل بحق اصابه الكره اتجاهها ؟ لما تفكر به و هو لا يفعل المثل ؟

كَثُرَت التساؤلات لكنها تظل مجردة من الاجابات

افاقها من شرودها صوت صديقتها ماري و هي تناديها ، بينما يجاورها بقية الفتيات و والدها

على مدار يومان لم يتركونها و شأنها ، دومََا رفقتها ، حتى الفتيان كان هاتفي ماري و هيوناي لا يتوقفا عن الرنين ؛ نتيجة لإتصالات الفتيان بهما للإطمئنان عليها ، لكن بإستثناء واحد منهم كان فقط يكتفي بسماع اخبارها من احد رفاقه

ذلك الذي تظنه لم يعد يهتم بها يأتي ليلََا بينما هي في سبات عميق تحت تأثير الحبوب المنومة التي تتناولها ؛ فالنوم لا يزورها الا اذا تناولت من تلك الحبوب

كان يطمئن على حالتها التي لم تكن افضل حالََا منه

كلاهما يعانيان و كذلك كلاهما مخطئ ، اخطأت بعدم اخباره بالأحداث كاملة ، و هو اخطأ لأنه لم يستطع تصديقها و السبب كان صدمته

ترجلت بعيدََا عن تلك الغرفة التي مكثت بها طويلََا ، كانت صامتة و ذلك ما لم يعتاده كل من يرافقها

اخذت مقعدها بسيارة والدها ، تضع ثقل رأسها على زجاج السيارة ، تنظر لما تعرضه شفافية الزجاج لها دون ملامح تذكر

هدوء كان يحتل السيارة ، لكن رأسها كانت تملئه الذكريات المزعجة التي كانت سبب في غشاء تكون على مقلتيها ، كبحت تلك الدموع التي لا فائدة من تكرار خروجها

تنهيدة طويلة خرجت من ثغرها ، في محاولة عدم الافصاح عن دموعها ، لطالما شعرت ان بكائها تسبب في ملل من حولها

فقد لاحظت غضب ماري عندما كانت تبكي ،  لذا توقعت ان اذانهم بالفعل ملت من سماع نحيبها المتكرر

لكن على عكس ما كانت تفكر كانوا عائلتها و أصدقائها يشاطرهم الحزن و الغضب و القلق لرؤية حالتها المزرية و تشكل عقدة كبيرة امامهم يصعب حلها

استفاقت من شرودها عند وصولها لمنزلها ، لا تريد دخوله ، لا تريد الذهاب الي اي مكان فقط تريد الذهاب بعيدََا و البكاء

The Moon  Where stories live. Discover now