الـــخـــاتـــمـــة ( القسم الأول )

ابدأ من البداية
                                    

احتضنها عمها بروية و نظر إليه مردفا بنبرة متحشرجة :
- انا من قبل غلطت و سلمتهالك بطريقة مبتليقش بمعزتها عندي بس دلوقتي لازم تعرف أنها أغلى انسانة ليا علشان كده خد بالك منها و عاملها بما يرضي الله.

اِدمعت عينا مريم و طالعته بتأثر وهي تتذكر كيف انهار باكيا عند ظهورها بعد اختفائها لمدة طويلة و ترجاها لكي تعود إليه قاطعا لها وعده بأنه سيعتني بها هذه المرة ولن يسمح لأحد بأذيتها خاصة حينما سمع عن طريق الصدفة زوجته وهي توبخ إبنهما عثمان و تخبره بأن مريم عادت و تسببت بفضيحة لزوجها ولا شك في أنها ستفعل نفس الشيء له و تخبر الجميع بأنه كان يتحرش بها ،  لقد طرد إبنه من شقته التي بناها له بالأموال التي قدمها عمار كمهر لزواجه بمريم و كان سيطلق زوجته إلا أنها هي الأخيرة طلبت منه ألا يفعل ذلك فعثمان لقي جزاءه بالفعل بعدما تعرض لحادث تسبب في شلل ذراعه و طرده من عمله أما والدته لا ذنب لها بما اقترفه طفلها و أي أم مكانها كانت ستخفي هذه الحقيقة ...

احتضنته مجددا و عانقت خالتها و ثريا ثم سلمت مقاليدها إلى عمار الذي ضم وجهها بين يديه طابعا قبلة عميقة على جبينها فتعالت التصفيقات بحرارة و همس هو بحرارة :
- أخيرا جه اليوم اللي استنيناه يا مريم ... انا مش عارف ازاي اوصفك مفيش كلمة قادرة تديلك حق جمالك ده بس اللي عايز اقوله انك أحلى و أجمل واحدة في الكون ... والوحيدة اللي خلتني مجنون بحبها.

ارتعشت مريم من جمال حروفه و لمعة عينيه التي تعبر عن صدقه التام في ما يقوله فتنهدت بلوعة و أجابته بهمس مماثل :
- و أنت أفضل حاجة حصلتلي في حياتي يا عمار انا بحمد ربنا مليون مرة لأنه خلاك من نصيبي بوعدك اني ابقى قد مشاعرك ديه و هعوضك ع كل اللي عشته سواء بسببي او لأ.

- وجودك معايا بفستانك الأبيض هو اكبر تعويض ليا ع اللي شوفته فحياتي يا مريم.
قبل عمار يدها بحب خالص ثم سار معها ينزل الى الطابق السفلي وسط التصفيقات و الموسيقى ، كانت الأجواء مليئة بالسعادة التي وجدت لنفسها مكانا كبيرا في وجوه أفراد عائلتيهما حتى والديه كانا مبتسمان لأن إبنهما حصل على فرحته أخيرا وقد أدرك رأفت بأنه لا داعي لأن يمشي طفله على طريقه من أجل أن ينجح في حياته و اِختلاف الطبقات الاجتماعية يُطمس عندما يكون الحب هو الغالب !

وصلا إلى المنصة فحضر واحد من طاقم المشرفين على تحضيرات الزفاف وهو يجر طاولة صغيرة مزينة بطريقة راقية و فوقها علبتان صغيرتان ، وقف بجانبهما فاِلتقطت مريم علبة القطيفة الحمراء و أخرجت منه الخاتم الذي اختارته بعناية مطلقة ثم ألبسته إياه برضا أنثوي لأنها وضعت في بنصره الأيسر ما يدل على أنه ملكها.
اِبتسم عمار و التقط العلبة الأخرى بينما يتمتم :
- فكرت كتير اجبلك ايه و لفيت على كل المحلات بس مقدرتش اخد قراري النهائي غير امبارح.

ابتسمت بفرحة اختلجتها بعض الحسرة التي اختفت سريعا عندما رأته يخرج خاتم الأوبال الذي وضعه في يدها قبل سنوات و رمته هي يوم أعلنت كرهها له ، شهقت بصدمة و طالعته بعينان متأثرتان و نفس متقطع :
- معقول انت لسه محتفظ بيه ؟ انا افتكرتك خلصت منه و زعلت لان قيمته بالنسبالي أغلى من الماس.

نـيـران الـغـجـريـةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن