الفصل الواحد و العشرون : شائبة من الماضي

1.3K 77 4
                                    

التفاعل قبل قراءة البارت رجاء. قراءة ممتعة.
الفصل الواحد و العشرون : شائبة من الماضي.
_______________________
" اعرض قلبك على من أحببت ، ولكن لا تتوسل الحب ! "
أشرقت الشمس على مدينة القاهرة منيرة أرجاءها بأشعتها الحارقة في الأيام الأخيرة من فصل الصيف ، لينزعج ذلك النائم و يتململ في سريره منزعجا رنين الهاتف المتصاعد.

رمشت عيون عمار قبل أن يفتحهما و يلتقط الهاتف فاتحا الخط :
- ألو.
- صباح الخير يا عريس ، انت لسه صاحي من النوم ولا ايه لأ فوق معايا كده ورانا مليون حاجة نعملها.

إعتدل في جلسته مهمهما بصوت أجش من فرط نعاسه :
- وليد أنا لو لسه نايم لحد دلوقتي فده بسببك أنت و يوسف أمبارح صممتو نعمل سهرة سوا بمناسبة رجوعه و فضلنا مع بعض لحد الفجر فمتجيش دلوقتي تتتريق عليا.

علق عليه وليد بإستهزاء :
- ده على أساس كنت هتصحى بدري لو مسهرناش امبارح .... عمار فوق يا حبيبي أنت فرحك بعد أسبوع و أي راجل مكانك مكنش هيفضى يحك شعره من كتر إنشغاله و حماسه بس هقول عليك إيه أنت جبله .... يلا جهز نفسك بسرعة و تعالى الشركة احنا هنعمل ميتينج مهم و لازم كل أعضاء الإدارة يبقو حاضرين علشان أسهم يوسف وانت لازم تحضر أول واحد.

- طيب ماشي ماشي مش هتأخر.

تثاءب بكسل و دلف إلى الحمام يغتسل ثم خرج و إرتدى بنطال جينز و قميص أبيض فوقه بليزر كحلي ، صفف خصلات شعره معيدا إياها للخلف و إنتعل حذاء رياضي باللون الأبيض ، وبينما هو يضع ساعة يده توقفت عيناه على خاتم الخطوبة الذي يزين أصبعه.

تنهد عمار و قلبه ينقبض وقد تذكرها.
مر عام ونصف على إختفائها ، ما يقارب 560 يوما بدون رؤيتها ، ولا سماع صوتها و صوت خلخالها.
سنة و بضعة أشهر كانت كافية ليتأكد من أنها لن تعود ، توقف عن البحث عنها و تقدم لخطبة إبنة عمه.

ندى ، الفتاة التي جاءت السيدة سعاد من أجلها قائلة أنه يجب عليهما الزواج لأن زوجته تركته و هو مضطر على الإستمرار في حياته.
و رغم ذلك رفض معللا أنه لا يريدها و إن كان قد حصل اي تقارب بينهما فهذا لم يكن برغبته ، إلا أن وفاة جدته المفاجئ منذ سنة و عقب طلبها بنفسها لأن يتزوجا جعله يفكر في الأمر مليا ، حتى أقنع نفسه بنسيان الماضي و عيش المستقبل ...

لذلك وضع الخاتم في يد ندى منذ أشهر قليلة ، و إنتشرت صورهما تغزو مواقع التواصل الإجتماعي و حتى المجلات.
كالعادة ندى التي يصعب عليه دعوتها ب " خطيبته " مهووسة بالأضواء و الشهرة حيث لم تتوانى عن إلقاء تصريحات عن تفاصيل علاقتهما للصحافة و نشر صورهما معا و رغم غضبه منها إلا أن جزءا منه يريد إنتشار خبر خطوبته ...

ربما يصل إليها الخبر و تظهر من جحرها ، لقد كانت مريم تغتاظ من ذكر إسم ندى أمامها حتى أنه من مراقبة هاتفها علم أنها كانت تتابع إبنة عمه على مواقع التواصل و ترى صورهما معا و أيضا تنزعج عندما كانت الأخيرة تتصل به و ذلك اليوم غضبت و عاتبته بسبب تقديم السترة الجلدية التي جلبتها له إلى ندى.
لم يكن عمار يعلم حينها سبب تصرفاتها أو يتجاهله عمدا لكن عند معرفته بأنها تُكِن له مشاعر الحب أدرك أن مريم كانت تغار عليه.

نـيـران الـغـجـريـةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن