حب الجامعية

19 10 3
                                    

قصة قصيرة

يقول أحدهم :
تم توظيف فتاة بمكان عملي ، لم تكن على قدر كبير من الجمال ، بسيطة في احتشامها ، ملامحها متصلبة طوال الوقت ، تحدج الآخرين بنظرات شرزة و كأنهم سرقوا أموالها او قتلوا قبيلتها ، تحدث مع من تضطر لذلك في إطار العمل باقتضاب ، جميعهم هكذا في البداية ،  بعد اسبوع سأجدها تجلس مع الفتيات ، تتقاسم تفاهة الهموم حبيب تركها او شراء احمر شفاه لم يناسبها ، لكن مرت شهرين لم يتغير شيء سوى احترام الكل لها و عدم تجرأ احدهم الاقتراب منها ، مهارتها في العمل رغم عديم خبرتها ، اكسبتها ترقية الى رتبتي ، تحمست و راهنت على ايقاعها بي ، صدت كل محاولاتي التي اوقعت بها من سبقت من الفتيات قبلها  ،لكنها فتاة استثنائية ، غير اجتماعية ،  زودت جرعة الاهتمام ، و لم يجديايضا ذلك  نفعا ، لمست شغفها بالقراءة فاهديتها عديد الكتب، سحرتني  ابتسامتها  و اسرني ارتخاء ملامحها  ، فليست قبيحة كما تبدو ، أشهر طويلة من التعب  ، وقع كلانا في الحب ، و مرت الايام و سالتني عن مانع السبب ، فأجبتها لن اتزوج جامعية رأت من الفتن العجب ، توقعت ردة فعلها البكاء بعد الغضب ، انسحبت في صمت تحرمني حتى من العتب ، رغم انها بقيت بجوار مكتبي تعمل  عن كثب
اليوم بعد خمس سنوات ، ذهبت اصطحب والدتي و زوجتي ، التي اخترتها ماكثة في البيت لا تعي  شيئا في الحياة و بقصص الحب لم تًبصر ، في زيارة لبيت صديقي المقرب .
الذي حمل ابنه بين ذراعيه يتباهى به و يفتخر ، أنه أتم حفظ الحزبين و أكثر ، ناهيك عن رفعة الأخلاق و الأدب .
ركبت السيارة فإذا بابني يسب أمي باقبح الشتائم دون خجل ، صكت الجدة وجهها و قالت قليل التربية و الأدب ، زوجة صديقك خير النعم ، امرأة ذات جمال بزوجها تهتم ، و سقف بيتها عالي الهمم ، و طفلها تبارك ما يذر من الكلم . ليته كان نصيبك مثل صديقك يناطح القمم .
اشحت بصري جانبا لهمهماتي زافرا : ظفرت بالقمة يا أمي  و رميت جورا نفسي الى قاع الحمم ، ظننت أني تركتها خلفي ماض لا يذكر ، اذا بسيرتها العطرة لا تنفك على أي لسان تشكر
ظننتها بي لا تليق و قد اصبت ، مثلها يا أمي لا يليق بها الا أسُود الرجال ، لتصنع للأمم صناديد الأشبال

لازلت يا أمي على حب الجامعية قلبي يحتضر ، اعذريني يا أمي كانت ملكي يوما ، فاجحفت بالنعمة و لم أشكر .

#خربشات_نوريانا

خربشات نوريانا Where stories live. Discover now