(٣٣)الغباء موهبه

Start from the beginning
                                    

لم يشعر بزين الذى جلس بجانبه بملامح مبهمه دون أن ينطق منتظر منه الانتهاء من صراع أفكاره

وبعد بعض الوقت ألتفت له ليبتسم له زين بتشجيع
"هتبقى كويسه، بس أنت خليك جنبها مينفعش اللى بتعمله دة أنت كدة بتأثر عليها، لازم تكون جنبها تتكلم معاها ، تدعمها ، تشجعها، لكن قعادك جنبها ساكت كدة هيفيد ب إى غير هيوترها أكتر ويحسسها بعدم راحه البنات بتحب الرغى و التشجيع متسكتش السكوت بيعمل فجوه خصوصاً فى الأوقات الصعبه اللى زى دى، لازم تبقى قوى عشان تقويها؟!"

ضحكت نور على دعابه ألقتها فريده التى تحاول التهوين عليها "قومت مزعقه فيه بقا ب..."

قطع حديثها دخول نوح، ليلتفتوا له باستفاهم، رفع أعينه لفريده"ممكن تخرجى شويه يا فريده عايز أتكلم مع نور شويه، زين بيستناكى برا" خرجت جملته متعثره بارتباك لتبتسم فريده بتفهم وراحه أخيرا تحدث، لتستقيم تتحرك للخارج وهى تغمز لنور بعبثيه

جلس على الكرسى أمام الفراش ثم سحب كفها يرفعه لفمه يقبل باطنه يقول بتحشرج"هتبقى كويسه صح"

أبتسمت بحنان "إن شاء الله ، خلى عندك إيمان بربنا وقضائه يا نوح، خلى عشمك و ثقتك فى ربنا كبيره وملهاش حدود، ربنا قادر على كل شئ، وحتى لو حصلى حاجه..."

قاطع كلامتها بعيون دامعه "هششش متقوليش كدة عشان خاطرى، مش هقدر أستحمل، متقوليش كدة، أنا خايف أوى يا نور، أول مره أخاف كدة من بعد اللى حصلى، حاسس إن روحى بتتسحب منى وأنا بتخيل إنك.."
لم يكمل الجمله وهو يشدد فوق يدها ويغمض أعينه

زمت شفتيها باشفاق "أهدى يا نوح، متخليش وسوسه الشيطان تتغلب عليك وبعدين ( لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا) استهدى بالله، إن شاء الله هبقى كويسه، عشان أحقق باقى الأمنيات معاك، ولا أنت فاكر أنت بس اللى عندك أمنيات!"

أبتسم بشحوب يحاول تلطيف الموقف وبث الطمأنينه و الدفئ لها "قومى بالسلامة ونحقق كل حاجه مع بعض بإذن الله، بس قومى بالسلامه و خلى قلبى يرتاح"

أومأت له ثم أغمضت أعينها وهى تلتفت على جانبها لتكون بمواجهته تتمسك بكفه بيديها الإثنين ثم قالت بضعف
"يلا سمعلى سوره نوح، ملحقتش أسمع حفظك القرآن، عايزه أنام على صوتك"

تدنى منها ثم ساعدها على وضع جهاز الاستنشاق على أنفها وفمها، وجلى صوته يرتل بصوت عذب خفيض اكتشفت أنه أكثر من رائع يبعث الرجفه للقلب

( بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّآ أَرۡسَلۡنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوۡمِهِۦٓ أَنۡ أَنذِرۡ قَوۡمَكَ مِن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ (1) قَالَ يَٰقَوۡمِ إِنِّي لَكُمۡ نَذِيرٞ مُّبِينٌ (2) أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (3) يَغۡفِرۡ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمۡ وَيُؤَخِّرۡكُمۡ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمًّىۚ إِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ إِذَا جَآءَ لَا يُؤَخَّرُۚ لَوۡ كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ (4) قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوۡتُ قَوۡمِي لَيۡلٗا وَنَهَارٗا (5) فَلَمۡ يَزِدۡهُمۡ دُعَآءِيٓ إِلَّا فِرَارٗا (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوۡتُهُمۡ لِتَغۡفِرَ لَهُمۡ جَعَلُوٓاْ أَصَٰبِعَهُمۡ فِيٓ ءَاذَانِهِمۡ وَٱسۡتَغۡشَوۡاْ ثِيَابَهُمۡ وَأَصَرُّواْ وَٱسۡتَكۡبَرُواْ ٱسۡتِكۡبَارٗا )

الغجر Where stories live. Discover now