(٣٣)الغباء موهبه

25K 1.7K 491
                                    


متنسوش الفوت والكومنت يا حلوين ❤️
فصل كبير ولذيذ أهو

============

عاهدتنى ألا تميل عن الهوى ، و وعدتنى يا غصن ألا تنثنى ، هب النسيم ومال غصنك مثله ، أين الزمان وأين ما عاهدتنى .

ساعات أو ربما أيام يجلس بجانبها يعانى من صدمه شلت أطرافه، لا يستطيع الكلام وكأن الحروف هربت بعيد عن عقله، لا يستجيب لأى محاوله للابتعاد سواء من أهلها أو الممرضات أو أصدقائه، يجلس ممسك بيدها يخشى تسربها كالماء من بين كفوفه، يطالعها بتلك النظرات المستغيثه بقلق بل القلق تحول إلى هلع ظهر بوضوح، يتشبث بحلم للتو بدأ بتحقيقه، يتشبث بالطوق خوفاً من الغرق، يتشبث بجيوشه العتيه خوفاً من استسلامها ، لا لم تنتهى الحرب بعد لا تستسلمى مازلنا فى البدايه، لقد عاهدتنى ألا تستسلمى هل ستخونين العهد؟! ، لقد تعاهدنا على السير معاً فهل تخونين العهد؟!

دخلت فريده الحجره تطالعه بشفقه اقتربت بملامح منطفئه تقول بخفوت "قوم يا نوح روح أرتاح فى البيت شويه وغير هدومك و تعالى تانى"

زفرت بقنوط من عدم استجابته ، فتحت نور أعينها بوهن وابتسمت له تقول برقه "أسمع كلامها يا نوح أنا كويسة متخافش"
لم يرد عليهم أو يعطى لكلامهم إهتمام

هتفت فريده بإستياء وهى تقترب لتجلس بجانب نور
"أسمع الكلام بقا وبلاش عند"

رفع نوح أنظاره ببرود لها ولم يعقب لتنظر هى بيأس لنور التى أومأت لها وهى تبتسم ، لتتجاهل فريده وجوده وهى تسأل نور بلطف "عامله إى يا نونو دلوقتى"

"الحمد لله تمام، ممكن بقا انتوا اللى متقلقوش، أنا هبقى كويسه بإذن الله والدكتور طمنى إن نسبه نجاح العمليه كبيرة بإذن الله، بلاش بقى جو الحزن والقلق دة"

أبتسمت فريده تحاول المرح حتى لا تبكى "إحنا كويسين كلنا، و واثقين إنك هتخرجيلنا بإذن الله بالسلامه"

أشارت نور على نوح الذى يتابع حوارهم بتهجم
"قوليله، قاعد كدة من ساعه ما دخلت المستشفى مش بيتكلم و ولا بيرد عليا ولا بيقول أى حاجه وموترنى"

رفعت فريده أنظارها لنوح تعاتبه بصمت على موقفه الصامت الذى يقلق نور ويزيد من توترها فى مرحله حرجه

إستقام بدون كلام يخرج من الغرفه بشرود لتنظر نور فى أثره بقلق "أنا خايفه عليه، بقاله يومين من ساعه ما الدكتور قال على العمليه وهو بالشكل دة"

ربتت فريده على يدها "هيبقى كويس، متوتريش نفسك الله يكرمك، الدكتور قال راحه خالص لحد معاد العمليه"

فى الخارج جلس على المقاعد التى تقع أمام الغرفه شعور بأنه تائه، لا يصدق ما يحدث له يحاول المقاومه بكل قوته واستيعاب الأمر، يحاول السيطره على أعصابه التى تهدد كل دقيقه بالانفجار، يعلم أنه إذا عاد للبيت سيطلق لانفجاره العنان ولا يعلم عواقب انفجاره ماذا ستكون، لكن الآن وهو جانبها يبذل قصارى جهده للتحكم فى أعصابه إنه حرفياً يأخذها كترياق مهدئ لانفجار مُحتم يتوقع حدوثه فى أى وقت.

الغجر Where stories live. Discover now