ماضي بين اوراق شجرة زيتون

5 0 0
                                    

ومن ماضي اذكره ولا يذكرني ويحاول ان ينساني ولكن لا اعتقه طفولتي الغناء في تفاصيلها أملك جلها ولا اكتب إلا لبعضها انحاز في طياتها إلى من كان له فضلا في زرع مبدأ في سيرتي، كنت أخذ من أفعاله وقد كان قليل الكلام يلخص لي كل فكرة يريد غرسها بحكمة بالغة المضمون وصعب الفهم ما ان افكك تفاصيلها حتى يغرس مبدأ من مباديء وبها كون شخصي. ابي وصاحبي ،في تفاصيل الايام وكالعادة خرجت من الابتدائية مساءا كالعادة نحو البيت ومنه الى الزريبة التي فيها مافيها من رزق الله أجد ابي في الانتظار ، وفي الزويبة الكل ينطق ماع ماع ماااااااع من بين نزلاء الزريبة خروف متمرد ونحيف لا يلبث ان يدخل الزريبة حتى تجده خارجها أراه مارق ولكنه طيب .ابي أخذ العصا وانا اخذت الكسرة فللكسرة طعم اخر اثناء السرحة ، وابي يجيد القيادة وفي نوعيها قيادة القطيع وقيادة الجياكا التي كانت الوحيدة في تلك الحارة ، ( هي النقل والاسعاف والملدوغ وجليب سوق الجمعة والانثين ، هي المنقذ في فصل الشتاء غاز ودقيقة واذكر انها نقلنا بها 4 معلمات من مدرستنا نحو بريكة )وصلنا إلى الحصيدة كل الشياه منغمسة في تفاصيل الأكل ، وانا قبل وصولنا اكملت كسرتي وياليتها لم تنتهي الذوق لا يوصف وكأنني اشمها ، هل شممتم الكسرة على الطجين ؟ هي كذلك بهكذا وصف جلس ابي على مشارف الحصيدة في حدود فاصلة بين طعام تأكله الشياه اصفر هش مقرمش ، وحدود خضراء ليس من حقها فبما ان المنعقون لا عقل لها فهي تبحث على ما تشتهي ، وبين ابي الذي يدري أنه ليس من حقه ، من هنا تعلمت القانون الأول في الحياة " حفظ الحقوق " انغمست في الحكاية فخيالي الآن سافرت الى اللحظة كأنها الآن، ابي : تعالى بني، اجيء على عجل لاني منه قريب اتسلل بين ذراعيه واجلس جلوس المتربع ، ينظر اليا وانظر إليها الرؤيتين مختلفتين بين اب وابن مختلفتين بين معلم ومتعلم ، بين قاءد ومبتدا ، ابي : واش قريت اليوم ادرت انني بدأت المراجعة ككل مساء وفي هذا الوقت بذات.لا خوف من ابي ولا خوف عليا كنت طوال الحصص منتبه ما علمني به المعلم لانني كنت اعرف انني ساذاكر مع ابي مساءا. وفاءدتي ان لا اخيب ابي .انا : درسنا اليوم الحروف الهجائية بالكسرة والضمة والفتحة اننا في حرف ، الطاء ط ... طا .... طي ..... طو ابي : جيد ، هات اسم يبدا بحرف الطاء انا : طاهر ، طبيب ، طفل ابي : جيد ، تجي اول او ثاني انا : نجي عشرة على عشرة ثم انغمسنا في سعادة مساءية تدور حول تفاصيل اللعب بين الاب وطفله هذا المساءا مر سريعا كعادته من هناك الشمس تضمحل غربا تبرز اشعتها الحمراء وتغيب زرقة السماء ، ترفع الشياه رؤسها ، ويرفعني ابي على رقبته ، " لان الآباء لا ينهكهم ثقل الابناء " احس نفسي كريشة تحملها الريحة وانا المح الافق وفي هذه اللحظة يقول لي ابي انك ترى ما لا أرى، اخبرني واش تشوف ، اروي التفاصيل ونحن نسير جميع الشياه في صف مستقيم ويصعد الغبار من حوافر قدميها ونحن في نهاية الركب ، وانا على رقبة ابي ، اروي له ما أرى وما لا ارى اروي له حتى ما احلم به لقد كان يرى حتى احلامي. " بصيرة الآباء يبصر بها الأبناء "لمحت البيت من بعيد ........ يتبع
مقتطفات من سيرة حياة "ماضي بين اوراق شجرة زيتون"

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: May 01, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

ماضي بين اوراق شجرة زيتونWhere stories live. Discover now