الرابع

56 10 0
                                    

بعد ان كتف يديها جيدا قام بوضعها في سيارته
جاسر سائقا السيارة
" مين رماكي علينا يا بت؟ "
وردة بدهشة
" بت! بت لما تبتك يا بعيد "
في الحال كانت السيارة قد توقفت ومعها توقف لسان وردة
جاسر وقد اصبح على مقربة شديدة من وجهها
" اياكي تكلميني بالطريقة دي تاني انتِ فاهمة! "
لم تكن عينيه تمزح بل لم تمزح قط فهمت وردة..
حاولت ان تكون قوية ألا تضعف نبرتها بأي شكل من الأشكال ثم قالت غير واعية لشلال الدموع الذي صاحب كلماتها
" انا معملتلكش حاجة عشان تعاملني بالقذارة دي انا حتى معرفكش يا أخي!"
جاسر ببرود غير مبالٍ حتى ان انتحرت
" هي كلمة ورد غطاها عشان مرمكيش من العربية دي وعلى ضمانتي محدش هيسأل عنك حتى"
تابع
" تعرفيني منين انا والجدع ال كنتِ بتراقبيه ؟ "
لم يكد ينهي كلامه حتى وجد يد تمتد بعنف إلى درابزيون سيارته
وردة وهي تصرخ بتوعد
" خليها آخر كلمة في ودانك مش وردة المالكي ال تتهدد !"
ولوهلة كانت قد صدقت انها ستسُحق تحت هذه التريلة الضخمة لولا ستر الله ثم حرفية السائق استطاع جاسر ان ينحرف عن الطريق بينما لم يحالفه الحظ في تفادي الاصطدام بتلك الصناديق والتي تأكد جاسر انها كانت حمولة بنزين .

" في منزل خالد الوالي "
كانت حبيبة جالسة تعض اظافرها من الملل، تفكر في زوجها الغائب تارة وفي حالها تارة أخرى.. كيف وصلت إلى هنا، تتذكر تلك الليالي وكأنها البارحة عندنا كانت تسهر في منزل صديقاتها يتخيلون زوج الاحلام، فكرت حبيبة ولكن خالد لا غيره من كان في احلامها، تذكرت كيف كانت ليلة زفافها اسوأ ليلة عاشتها في حياتها، لم تبكي في تلك الليلة فقد توقعت بالفعل ما سيحدث، اسبوع فقط اسبوع لتجهز فيه ترتيبات الزفاف ليتزوجوا وقد رآها خالد مرة واحدة وكانت عندما عاد من السفر ووجد نفسه خاطب.
Flash back..
خالد منفعلا " ماما انا مش فاهم حاجة دبلة ايه ال مديهالي وبتقوليلي ألبسها.. ممكن حد يفهمني ايه ال بيجرى هنا !"
سامية " يبني وطي صوتك ابوك هيسمع وهيكون شكل مراتك قدام حماها وحش بعدين "
خالد غير مصدقا
" ماما انتِ بتهزري صح اكيد ده مقلب من مقالب عمرو صح! "
سامية " خالد انت مسيرك هتجوز وانا امك وعارفة مصلحتك اكتر منك.. ممكن تفهمني هتختار شريكة حياتك امتى!"
خالد " ماما انتِ بتدمري حياتي وحياتها "
سامية " خالد هي موافقة "
تابعت
" انت لو تعرف واحدة قولي "
كما توقهت، لم تنعم برد
وقالت " فرحكوا الاسبوع الجاي يا حبيبي ألف مبروك"
ثم تركته تائها في حيرته
****
غارقة في التفكير به إذ لتفاجأ بوقوفه امامها، لم تصدق عينيها في البداية.. هل نامت والآن تحلم أنه لم يسافر، كيف للحلم ان يصبح حقيقي هكذا..
استحالت كل تلك الاحتمالات عندما تحدث بهدوء كعادته
" اتمنى يكون فضلي حاجة من الغدا اصلي ميت من الجوع "
لترد حبيبة بإنشداه
" اطمن انا لسه اصلا متغدتش"
ونهضت مسرعة
" عشر دقايق ويكون الاكل على السفرة! "
ابتسم خالد خلفها متذكرا ليلة امس عندما سمعها تبكي في غرفتها، وكيف اسرع عائدا إلى الكنبة عندما شعر بخطواتها إلى الخارج ..
لم ينسى كيف انتفض شعره من لمساتها، بل كادت تصيبه الحمى من ذلك القرب الشديد، في آخر الامر فكر هل يمكن ان يكون لديه حساسية تجاهها!

" في المستشفى "
علي " كملي يا ماما يعني ايه ملكنا الارض بالدم!"
الطبيب مقاطعا حديثهم
" المريض صحي يا مدام ألف حمد لله على السلامة "
وفي الحال كانت هدى بجانب زوجها المستلقي
هدى " عامل ايه يا حبيبي "
اسامة " يعني مش مالي عينك الراجل ال واقف فوقنا وبتقوليهالي قدامه عادي كده "
قاصدا علي
هدى بتأنيب " اسكت انا مخصماك "
علي ضاحكا " طب اخلع انا بقاا اصلي شامم ريحة شياط في الاوضة .. سلامتك يا حاج !"
اسامة لهدى " فين وردة "
ثم تابع بسخرية
" بقاا اشوف البأف ده ولسه مشفتش وردة !"
هدى " قالتلي هتكلم اخوها وترجع ومرجعتش"
اسامة " امممم "
^^
اسامة المالكي رجل اعمال يملك شركة عقارات تملك اعتبارها في البلد .. يبلغ من العمر ٥٤ عام ما زال رأسه محتفظا بشعره الاسود الكثيف والذي ورثه علي ابنه عنه كذلك به كثير من ملامح الشباب فدائما ما كانت تتغزل به زوجته مصرحة انها تحب ملامحه الناضجة الآن اكثر بكثير من فترة الشباب.

" في موقع الحادث "
عندما استيقظ جاسر كانت وردة ما زالت فاقدة للوعي تمتم بتأوه
" انتِ اتحدفتي عليا من اي داهية يا بعيدة "
قام بمهاتفة صديقه
" بقولك يا عز تعالالي ضروري محتاجك "
عز " مالك يابني صوتك مش مظبوط "
جاسر " عملت حادثة "
عز " طب انا جايلك حالا "
نظر جاسر تجاه وردة والتي كانت فاقدة للوعي تماما وحجابها مفكوك
جاسر هامسا وهو يُعدل حجابها
" الايام ما بينا كتير يا بنت المالكي "
بعد حوالي نصف ساعة كان عز زميل جاسر في العمل وصديقه المقرب في نفس الوقت قد وصل
عز متفاجئا " هي ال عملت كده!"
جاسر " وليه مكنش انا !"
عز ضاحكا " طب وسع بس اخرج الآنسة من محنتها "
جاسر ضاربا ذراع صديقه
" ايدك يا حبيبي لتوحشك"
وقام بحمل وردة بنفسه ووضعها في الكرسي الخلفي لسيارة عز
عز بإبتسامة ذات مغزى
" مش بقول عمايلها "
تجاهله جاسر ونظر من مرآة السيارة مراقبا سيارته ليشهدها تنفجر امامه
توعد " انتِ ليلتك سودة "
جاسر لعز " وصلني ع البيت "
عز " طب وال ورا دي ملهاش بيت "
جاسر بنظرة نصر " انا عارف انا بقولك ايه "
عز " ما تتظبط كده "
جاسر ضاحكا
" مش ال في بالك يا عزوة متخفش"
واكمل مفكرا
" كله إلا دي يا عز كله إلا هي !"
^^
عز شاب ثلاثيني يكبر جاسر بثلاث سنوات أيضا يحمل نفس رتبته في المخابرات العامة المصرية وسيم الطلة يملك عينين سماويتين وشعرا بني مائل للسواد ذو ملامح هادئة رقيقة عكس طباعه القاسية في عمله ولكن هذا ما يتطلبه العمل في النتيجة.
عُرف عن عز تمسكه الشديد بالقيم والاخلاق لذلك لم يكن من السهل ان يتولى مهمة في مكان وضيع فكان رؤساءه دائما ما يتجنبوه في مثل تلك المهام لأفتقاره لمهارات الاقناع كما شُيع عنه.

حُبَّك براءة اختراعWhere stories live. Discover now