الأول

150 14 1
                                    


             "" في مكتب مجلة معروفة ""             

"انا مش مصدقة ايه جاب الشرق للغرب!"

"نفسه ال حط حبيبة ثروت مع خالد عماد.."

لتعبر وردة عن استغرابها
" سبحان من وفق فعلا.. فاكرة أيام ثانوي كنت دايما بقول خالد ده لو هتوأد مش اتجوزه!"
لتبتسم منى صديقة عمرها
" مش هتجوزي الراجل عشان محترم!"
وردة بصراحة واضحة
" اضحكي اضحكي.. على العموم ربنا معاها بيقولوا أمه مش سهلة لكن بيني وبينك حاسة إن حبيبة كانت اختيارها من الاول"
  " عندك حق أنا شايفة كده برضو.. اصلا مش قادرة اتخيل خالد يعجب بحد!"

لقد انتشر هذا الخبر كالنار في الهشيم بالفعل!

وبالحديث عن العروسين فأجد أنه من الواجب ان أعرض بعض المعلومات الأساسية التي يحتاجها القارئ لمعرفة عمن كنا نتحدث في السابق..
حبيبة فتاة عاشت في الارياف طوال حياتها ثم ارتادت ثانوية المدينة فألتحقت بكلية تربية لتصبح معلمة في القرية، كانت حبيبة فتاة بسيطة مرحة على الدوام .

خالد يعمل رئيس تنفيذي لشركة عائلته المختصة بالبرمجة، يُعتبر زميل حبيبة في الثانوية ولكن هناك شك أنه كان يعرفها من الاساس، فقد كان خالد منذ طفولته شخص خجول لا يُحدث احد ولا ينظر في وجه مخلوق ما بالك فتاة!
لم يكن خالد يعاني من التوحد ولكن كان لديه صعوبة في التواصل هذا الوضع لم يكن مُقتصر فقط على فترة طفولته إنما رافقته تلك الوحدة إلى هذا اليوم الذي تتجادل فيه الفتيات عن ذلك الزواج الذي قُدر له أن يكون.

                  "" عودة إلى الحاضر ""             
في شقة خالد عماد والتي لم يكن ينقصها خيط من الرفاهية حيث كانت قابعة حبيبة مُمددة على كنبة مريحة تقلب قنوات التلفاز في مهمة ايجاد برنامج تشاهده، تلك المهمة التي كُتب لها ألا تكتمل عندما فُتح باب الشقة على غفلة وظهر من خلفه شاب فارع الطول نظيف الطلة وسيم المحيا كما يقولون..
اعتدلت حبيبة فورا عن جلستها في نفس الوقت ألقى خالد نظره على الارض فزوجته لم تكن في كامل ملابسها.
لتقول حبيبة بحياء واضح
" حضرتلك الغدا هقوم حالا اسخنه"
ليقاطعها خالد متجنبا النظر في عينيها
" معلش خليه لبكرة.. انهاردة معزومين عند الوالدة.. "
وفي لحظة غير متوقعة تلاقت عينه مع حبيبة، أخذ نفس واضح واردف
"هاخد شاور ع السريع تكوني انتِ جهزتي عشان منتأخرش اكتر وكده .."
قررت حبيبة أن تخفف معاناته
" حاضر متقلقش مش هنتأخر.."
فكرت حبيبة بيأس
" كده بقالنا اسبوع متجوزين ولا مرة داق اكلي، ده مبياكلش غير الاكل الجاهز حرفيا وانهاردة كمان هناكل عند حماتي"

في غرفة الملابس كانت حبيبة في حيرة من امرها امام تلك الخزانة الكبيرة بعد ان اتت الفرصة لترتدي شيء مما فيها، فكرة انها في نفس الغرفة الآن مع خالد اوترتها، فكرت كم هي حمقاء لتختليها كل تلك المشاعر بوجوده وهو بارد كالصقيع تجاهها.
اختارت في البداية ان ترتدي فستان ابيض فضفاض به تفاصيل جميلة ذهبية ولكن سرعان ما غيرت رأيها فقد ذكرها بفستان زفافها.. ثم انتقت فستان زهري فضفاض للغاية له خصر ضيق نسبيا ناسب جسدها الضعيف.. كان بسيطا للغاية ولكن بلمسات صغيرة جعلته انيق ونظيف للغاية، اختارت ان ترتدي حجابا ابيض محفور بنقوش ازهار وردية صغيرة ناسب بشرتها البيضاء الصافية وكالعادة لم تكثر من المكياج فقط القليل من احمر الشفاه ومُورد الخدود واكتمل اللوك وخرجت لم تجد خالد بالغرفة، ضربت رأسها بخفة وهمست غبية.

             ""في منزل اسامة المالكي""            

هدى المالكي " يا نهلة يحبيبتي انتِ متأكدة ان سلفتك تعمل حاجة زي كده وهي ساكنة في كندا.. هتحطلك العمل ازاي طيب ف طيارة مثلا! "
نهلة على الهاتف " يااه يا هدى اقولك ايه ولا ايه "
لتقاطعها هدى " لا لا كفاية قولان لحد هنا اقفل انا دلوقتي اصل سامعة مفاتيح الباب اكيد وردة ده معادها"
نهلة " اهه سلميلي عليها عاملة شغل جامد ف المجلة مع اني بحسها جريئة حبتين.."
هدى " ازاي يعني انا بقراها كل يوم وملفتنيش حاجة "
نهلة " لا يعني بتتكلم عن حاجات خاصة بالبنات اوي يعني حاجات متتقلش كده ف العلن"
هدى " لاا عايزة حاجة يا نهلة!"
نهلة " سلامتك يروحي"
وردة بنشاطها المعتاد " مسا مسا يا ام علي !" وافتعلت كأنها تشتم شيء
" محضرالنا غدا اي انهاردة يا غالية؟"
هدى " ايوا يختي انزلي علينا بالشويتين الحلوين بتوعك ال مبيطلعوش إلا قبل الغدا "
وردة " والحاجة طابخة اي انهاردة!"
هدى " بانيه ال بتحبيه اطمنتي يستي! يلا روحي اغسلي نفسك اكون حضرت السفرة واقولك بالمرة خالتك نهلة قالت عليكِ اي انهاردة.."
وردة في طريقها لغرفتها " كل خير هتقوليلي!"
    
    "في شركة اسامة المالكي تحديدا في مكتبه"

اسامة المالكي بعصبية
" انت بتقول ايه اجتماع ايه وارض ايه ال يتفقوا عليها من ورايا "
ابن عمه على الهاتف
" زي ما بقولك كده يا اسامة عيال الوالي مش ناويين يجيبوها لبر وباين عنيهم على ارض الحج عمي!"
اسامة يقف ويرتدي جاكيته بنرفزة واضحة
" قولي مكان الاجتماع!"

يُتبع..

حُبَّك براءة اختراعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن