i.

183 28 13
                                    

    

أستغفر الله العظيم، من كل ذنبٍ عظيمٍ.🦋

••

لقد كان يومًا مُشمِسًا، يومٌ مُملٌ في ذلك الفصل الدّراسيّ داخل الأكادِيميّة.

كانت تنفخُ في الهواءِ بضجرٍ كانت تتأمل ما يوجد خارج تلك النّافذة الواسعة، لكن وبسبب أن الملل قد قتلها إلتفتْ إلى صديقتها حتى ترى ما تفعل

"ماذا تفعلينّ؟!"

سألتْ فاروزان فجأةً الجالسة بجانبها حتى تفزعها بسبب أن رمتْ كلامها دون سابق إنذارٍ حتى أجابتها صاحبة الشّعر الأزرق: "لا شيء!"

"دَعينيّ أرى، ألستُ صديقتكِ ليلى؟ من الوقاحة أن تخفي عنيّ شيئًا!" أمسكتْ فاروزان ذلك الدّفتر الذي كان بحوزة ليلى لكنهُ الآن بين يديها، لاحظتْ بأن الآخرى قد عادتْ للرسم أحدى القصص المصورة المُفضلة لديها

"لديكَ موهبة رائعة بالرّسم، لماذا لا تُصبحينَّ رسامةً في المُستقبل؟ أو ربما تقومينّ برسمِ قِصص مُصورة خاصةً بكِ، يبدو حماسيًا!" علّقت فاروزان على هذا حتى رأتْ بأن ليلى إستعادتْ الدّفتر منها لتُجيبها:

"لا أعرف، والدايّ لن يَسمحا بأن تصبح إبنتهُما رسامة، ما زالا يُريدانِ مني أن أصبحَ مُمرضة!"

نفختْ فاروزان على خُصلة شعرها الّتي تتحرجتْ أمام عيناها حتى تعيدَها لرأسها قبل أن تتحدث:
"عليكِ إخبارهما بأنكِ تحبين الرّسم وأنهُ مجالكِ، بالحديثِ عن والداكِ، ما رأيكِ أن نتخطى آخر حصتين من اليوم؟ لقد بدأتُ أشعر بالمَلل!"

"ماذا لو أمسكَ بنا حارسَ البوابة مثل المرة السّابقة؟!" سألتها ليلى كون خطتهم في الهرب ستكون فاشلة لدرجةٍ بأنهم قد حاولوا سابقًا ولم تنْجحا

"علينا المحاولة مجددًا! لا أريد أن أبقى حتى نهاية الدّوام المدرسيّ!"

تذمرتْ فاروزان عندما لاحظتْ بأن صديقتها لم تعطي أيّ ردة فعلٍ على ذلك، هي تعلم بأنها ليستْ من هذا النّوع من الفتيات..

لكن، إنها سَنتُهما الآخيرة في الثّانوية، لذا يجب عليهما أن تستمتعا قليلاً قبل التّخرج من المدرسة وبدء حياةٍ آخرى، وقد لا تريا بعضهما البعض مرة آخرى، لذا أرادتْ فاروزان بشدة أن تعلّم ليلى كيف تتمرد قليلاً على المدرسة وقوانينها

حتى وإن لم ترغب بذلك، فلا مانِع من بعض الإستمتاع في نهاية أيامكِ المدرسية الآخيرة رفقة صديقتكِ المقربّة!

••

فَصلِ الهُروب.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن