الفصل الحادي و الثلاثون : اعتراف و إدراك

Start from the beginning
                                    

" س-سينا "

ثم تحرر من مس الصدمة الذي اعتراه، يخطو باتجاه جيروم بأرجل مرتخية ثم يلقي كيران بسترته في وجه خادمه و يندفع نحو السلالم

صوت خفقان قلبه يدب و يكاد يفجر طبلة أذنه و أنفاسه تتلاحق لاهثا

مع كل خطوة كان يخطوها كيران تصبح الأفكار السوداوية البشعة أكثر

قلقه و رغبته في الوصول إليها بسرعة   

يحاول طرد تلك الأفكار المظلمة عن ذهنه

متجاهلا الألم الذي ينتشر من شدة الضغط على ساقيه يواصل كيران تخطي السلالم بسرعة جنونية

أخيراً ..

يخطو بأرجل مرتعشة و يقف أمام باب المكتبة الموارب و يستمع للصوتين المألوفين القادمين من الداخل

« أنا بخير حقا! »

نبرتها المتذمرة أرست الطمأنينة في نفسه، قاوم كيران ارتخاء ساقيه و القوى الغربية التي تسحبه نحو الأسفل

يمد كيران يده و يفتح الباب فاتجهت الأنظار نحوه

 " أوه! "

يرتفع حاجبا سينا و تتسع عيناها

" كيران؟! "

يلتفت كيران نحو سيفي فيومئ سيفي ايماءة خفيفة بالرأس ثم يخطو صوب الباب و يغلقه خلفه

تطلق سينا تأوها متوجعة و تتلمس أسفل ظهرها

" اعتقدت أنك غادرت "

تدنو و تلتقط الكتب المبعثرة على الأرض ثم تعتدل واقفة و تسأل

" هل نسيت شيئا؟ "

تنظر إلى وجهه الخالي من أي تعبير يمكن قراءته لبرهة ثم تستدير و تتجه نحو رف الكتب

" في حال لديك أشغال هنا .. أنا لن استغرق وقتا طويلا، فقط-

تتسع عيون سينا و هي تشعر باللمسة الزاحفة على فستانها و صدره الصلب ضد ظهرها، تحتبس أنفاسها في حلقها  و يرتعش كتفاها اثر قشعريرة باردة ركضت على طول عمودها الفقري

يأخذ كيران الكتب من بين يديها فيعقد حاجباها، تلتفت سينا نحوه  

" لما- "

تراقبه سينا يضع الكتب على السلم الخشبي بهدوء ثم يميل نحوها، يلف ذراعيه حولها و يرفعها إلى صدره

شمس أوستنWhere stories live. Discover now