البارت الأول

17.2K 161 37
                                    

.
.
صحراء نجد..
.
.

قبل أربعـــون سنة ...
عدة فتيات مابين التاسعة والخامسة عشـــر يرعين ماشيتهن ..

همست لرفيقتها والأقرب لعمرهاا :صحيح اللي يقولون خوياتنا!!!
تلك بنظرة غير متأكدة فالبنات لايتوقفن عن الحديث ماهو الصحيح الذي تريد تأكيدة ..فردت وهي ترمي جديلتها الغجرية على ظهرهااا بعد أن أنجزتها وسألت بتوجس :وهن وش ماقالن ..وشهو اللي تعنينه ؟؟
همست تلك بصوت أقرب لتذبذب :عقاب بن نايف رجع وبيخطب على بنت خاله منتسن ....
بن نايف أبن عمهن الذي رباه خاله بعد يتمه ...وأبتعد عنهم طويلاً .. وشهرته ليست بين جماعته بل على قبيلته في أكملها ..فهو قد أكمل دراسته ودخل العسكرية ليصبح ضابط عالي الشأن ..وزوجه خاله لأبنته ... وأنجب منها عدة أطفال ... كان حين يزوهم من عام لآخر يجلب الخيــرات لمن يعرفه ومن لايعرفه ...فالجميع يكتسي حين يزورهم بن نايف وجميع الفتيات يتحلين بالذهب بفضل بن نايف ... والآن عاد الحلم للجيل الجديد بعد أن فقده فتيات عدة أجيال سابقة ...بن نايف سيتزوج مرة أخرى وهذة المرة وقع الأختيار على بنات عمه ...
رفعت حاجبها وبحده :ومن حناااا
تلك بأزدارء من محاولتها لتهرب :أنتن يابنات عمه ياأنتي يابنت محماس ....
وضحى بعلو شأن وهي تمسح على أعلى شعرها البارز من فوق برقعها :ومن هالخبل اللي بيراجح بيني وبين فهدة الغيور ....
عادت تلك لتأكد لها :صيته أخته تعلم عمتها يبيها تخير له منتسن اللي ترفع راسه وتخاوى مع مرته وماتفتن بينهم ....
وضحى بثقة عالية بالنفــــس :وبيختارون بيني وبين فهدة الغيور ... مايحطها معي بنفس الخانة إلا مهبول مافيه عــــــــقل ...
ولكن فعلوها وأختاروها عليهااا وحتى هذه اللحضة تعيش تبعات ذالك التفضيل والأختيــــــار ...كانت بمجلس مليء بالنسوة وسمعت أحداهن تسأل عن فهدة وزوجها بن نايف وعن أشاعة وصلتهم عن تطليقة لأبنة خاله شعـــاع ...لتنكر صيته النايف الأمر وأنا أخيهااا ليس بقليل الأصل حتى يطلق أحد نسائه وهي بهذا العمر ... صرت على أسنانها وغلى الدم بعروقهااا وبين حرف وآخر وسالفة تجر أختهااا وحين سألتها أحداهن عن بناااتهااا هيفاء وجوزاء وعن أحوالهن وهل تزوجت الصغرى منهن وأنها قد كبرت ودعيها تذهب بنصيبها ولو على ضرة ...وجدت نفسهاا تقول :وهو عاد فيه رياجيل مثل أول يجمعون بين الحريم ويعدلون ...مافيه إلا مهبل يطير مع وحدة ويخلي خويتهااا ... والله لو أن اللي بيخطبهااا على مرة بن نايف عشان أزوجة ....
لتسألها أحداهن بمزحة سامجة :تقولينه صادق نوديله العلم أنتس بتجوزينه....
لتبتسم من دواخلهااا وهي ترى صيته تلتفت عليها وعينيها كعيني صقر :والله لو بن نايف يبيها لتجيه بنتي جوزاء عطية مانبي وراها جزية ....
أنخفضت الأصوات بالمجلس المليء بهن للحضات قبل أن تعود أشد صخباً بالخبر الناري وهي تجزم أن غالبية الموجودات يردن فقط الخروج حتى يبدأن بنشر الخبر .... وهذا ماأستلذ له قلبهااا خذيها يافهدة قنبلة أتمنى أن تزعزع أستقرارك وتقلبة رأساً على عقب ....



عشق من قلب الصوارم Where stories live. Discover now