الفصل الثامن والخمسون : جذور ...

Start from the beginning
                                    

لم يكن كل حديثه كذبا فريماس حقا اتصلت به البارحة ولكن من أجل أن تخبره بأنها ستكون مسافرة لبضعة أيام لذلك ستتأجل جلستهما وهو كان مع مريم فلم يرد عليها إلا بعدما أعاد هو الإتصال.
حدقت فيه مريم بشك و عدم اطمئنان ، و في النهاية اختارت تصديقه لأن ملامحه لا توحي بشيء سيء ألا أن هذا لم يمنعها من طرح السؤال مجددا :
- طيب شغل ايه اللي كانت عاوزاك فيه انا مسمعتش عن اسمها في الشركة من قبل هي زبونة ولا...

قاطعها عمار بصبر نافذ :
- خلاص بقى انتي مالك و مالها هنفضل نتكلم في الموضوع ده كتير خلينا في المهم ... مثلا ...

تغيرت نظراته فجأة و انخفض بصره يحدق فيها بطريقة مريبة فتوجست هي بينما يمرر الآخر اصبعه على طول ذراعها هامسا بنبرة متثاقلة :
- مثلا نتكلم ع القميص الاحمر اللي لبستيهولي ليلة امبارح و اقولك قد ايه بحب اللون ده و بشوفه لايق عليكي.

تسارعت خفقات قلبها البلهاء و تورد وجهها تأثرا بما قاله فحاولت انتشال نفسها من هذا الوضع ريثما تردد بعدم اكتراث مصطنع :
- بس انا ملبستوش علشانك مكنتش اعرف انك هتجي اصلا يعني لما شوفته ف الدولاب عجبني شكله و لبسته بس كده.
- لا والله يعني مثلا مسمعتنيش وانا بتصل بسعاد هانم و بقولها اني مش هجي للقصر الليلة ديه. 
- لا خالص انت فاكر نفسك محور الكون ولا ايه.

رفع إحدى حاجبيه و شد على خصرها يجذبها نحوه محذرا :
- لسانك طول و بدأتي تعصبيني هقصهولك.

اندهشت من قربه منها و لفت رأسها بتلقائية تتأكد من عدم وجود أحد بالجوار ثم نظرت اليه متمتمة :
- انا مقلتش حاجة غلط عشان اخاف تقصهولي وبعدين انت مقرب مني كده ليه مش هزقتني من شويا لاني مكلمتكش برسمية في الشغل رجعت في كلامك ليه.

حينها ابتسم عمار بغرور هامسا بتلك النبرة التي تطيح بصوابها :
- انا شخصيا بعمل اللي عايزه هنا لاني المدير و الكل مجبر ينفذ أوامري حتى انتي لما اقولك قربي لازم تقربي.

لم تستطع مريم كتم ضحكتها التي خرجت منها بخفوت ثم رفعت يدها تمررها على طول عنقه و بداية صدره مرددة بإغراء :
- بس ده اسمه تحرش يا حضرة المدير وانا ممكن اشتكي على حضرتك.

- مادام وصلت للشكوى هنخلي الموضوع يستاهل بقى.
أنهى جملته بمكر و انحنى عليها يقبلها فأغمضت الأخرى عينيها تستقبل اندفاعه برحابة صدر و لفت يديها حول عنقه ليتعمق في قبلته و ينسيا الدنيا من حولهما ، حتى سمعا طرق الباب فاِبتعدت مريم سريعا و دخل بعدها عادل الذي وقف يطالعهما بجمود وقد اتضح من شكلهما ما كانا يفعلانه فتنفس بضيق مغمغما :
- جاي اسألك ع الميتينج اللي عملته مع ماري ووصلتو ل ايه.

تنحنح عمار محاولا ضبط توازنه ثم أجاب :
- قدرنا نتفق شروطها كانت معقولة و هي كمان وافقت على شروطنا و هنوقع العقد اللي بيننا قريبا ... انا هبعتلك التفاصيل ع الايميل.

نـيـران الـغـجـريـةWhere stories live. Discover now