الفصل السابع والخمسون (القسم الثاني)

Start from the beginning
                                    

انحنى عليها يتأملها بتدقيق و يمرر يده عليهت بروية هامسا :
- وحشتيني ...
فأغمضت مريم عيناها مستسلمة اليه ..

__________________
أشرقت شمس يوم جديد حاملا معه المفاجآت ...
تململت في فراشها وهي تفتح عينيها مستقبلة ضوء النهار ، ثم امتدت يدها لهاتفها ترى كم الساعة و تفاجأت عندما رأتها الثانية عشر ظهرا ، هل نامت كل هذا الوقت ؟
تأوهت بخفوت عند شعورها ببعض الألم في جسدها فعادت تتسطح على الفراش وهي تمسح على وجهها مطالعة الغرفة الفارغة ، كالعادة يغادر المنزل تاركا إياها بمفردها بعد أن يأخذ ما يريده لماذا ستتوقع بقاءه اذا.

و لكن حين استرقت السمع للأصوات القادمة من الخارج تبعتها رائحة طعام شهي اختفى عبوسها و حلت مكانه الدهشة ، ألم يذهب عمار و بقي معها هنا ؟
نهضت مريم فورا و اغتسلت ثم ارتدت ملابس بيتية و مشطت شعرها لتتجه الى المطبخ و في طريقها تفاجأت بوجود السفرة في الصالة وهي مليئة بشتى الأطباق  فقادتها قدماها الى المطبخ لتجد عمار منهمكا في الطهو و هاهو يضع اللمسات الأخيرة على آخر طبق.

استندت هي على طرف الباب مراقبة إياه  بإبتسامة فوصلها صوته وهو يتحدث بنبرته الرخيمة دون ان ينظر اليها :
- صح النوم طولتي كتير وانتي نايمة و قلت لنفسي على ما استناكي تصحي وتعملي أكل هكون انا مت من الجوع ... ده لو رضيتي تطبخيلي يعني.

ثم التفت ناحيتها متابعا بجدية وهو يشير لما يُعده :
- علشان كده قررت ادخل انا المطبخ وعملتلك الاكل اللي بتحبيه مستحيل تدوقي زيه.

همهمت بإستنكار بينما تقترب منه لتساعده :
- طيب هنشوف استنى اعمل عصير المانجا انت بتحبه مش كده.

هز عمار رأسه بإيجاب و كاد يخرج لكنه توقف و عاد اليها هامسا بجدية مصطنعة :
- مش هتحطيلي حاجة في العصير صح.

قلبت مريم عيناها بتملل تبتسم ببرود :
- هاها دمك خفيف اوي ... عموما هفكر ممكن احطلك دوا يخليك نايم طول اليوم.

التمعت عيناه بخطورة محدقا بها بنظرة أثارت ريبتها حتى تمتم :
- ما انا نايم عندك من امبارح بس في حاجات غير المنوم هي اللي خلتني اتعب و انام.

اتسعت عيناها من جرأته و توردت وجنتاها بفعل كلماته فاِختفى تنعتها و أخفضت رأسها مهمهمة بإرتباك :
- المانجا في التلاجة و ... لازم اطلعها بسرعة.

اختفت من أمامه فظل عمار يطالع أثرها بينما يتجه للصالة وهو يفكر في أن مريم دائما ما تعود لشخصيتها القديمة حالما يخف التوتر في علاقتهما قليلا سواء من ناحية هدوئها و ابتسامتها اللطيفة أو خجلها المحبب لقلبه في كل الأحوال هي رائعة و يتقبلها كيفما كانت ...

بعد قليل كانا يجلسان الى الطاولة نفسها لا يسمع سوى صوت طرق الملاعق في الصحون وسط الصمت السائد بينهما ، راقبها عمار وهي تتناول طعامها الذي من الواضح أنه نال إعجابها فتنحنح يفتح دفة الحديث بينهما :
- مقولتليش ايه رايك.

نـيـران الـغـجـريـةWhere stories live. Discover now