الفصل الثالث والعشرون : مِشوار العِلاج

Start from the beginning
                                    

وافقت ليلى في سرور فـ هذه ستكون الخطوة الأولى في بداية طريق العِلاج لـ صديقتِها الوحيدة.

عاد رحيم لـ يتغزل بِها حتى يجعلها تخجل وهو يُردِف مازِحً.

"بس تصدقي إسدال الصلاة حلو عليكي!".

تعجيت هي لـ معرفتِه بِما ترتدي وهتفت بـ بلاهة مُستغرِبة.

"إنت عرِفت منين إني لابسة إسدال الصلاة؟ .. ألاّ تكون بتراقِبني وأنا مِش حاسة!".

قهقه هو على حماقتِها قائِلاً .

"ليلى إنتي واقفة في البلاكونة وأنا أكيد شايفك! .. مِش محتاجة نباهة دي يعني؟".

تركت الهاتِف ونظرت نحو شُرفة منزِله ، فـ وجدته يقِف هُناك فعلياً ، وفور أن تقابلت نظراتهُما لوح لها بيده ضاحِكً ، حمحمت هي وقد أدركت مدى غبائِها .. قال هو لها على الهاتِف بـ تعابير هادِئة.

"إدخُلي إندهشي جوا يا ليلى عشان المنطِقة كُلها بتِتفرج علينا".

عدّلت حجابِها ثُم هرولت إلى الداخِل مُغلِقةً الشُرفة خلفِها ، فـ ظل هو يتأمل موضِع وقوفِها بـ ذِهنٍ شارِد.

•••••••••••••••

جلس بدر مع إخوتِه يتناولون الفطور في صمت.

حتى قطع هذا السكون سامي وهو ينظُر إلى بدر موجِهً نحوه أصابِع الإتهام.

"مِتشيك كِدا ورايح على فين يا أبيه؟".

وضع بدر لُقمة الفول داخِل فمِه و رد دون تركيز.

"طنطك ماجدة عزماني على الغدا مع ليلى وأهلها".

صرخت سارة فجأة بينما تقِف فوق المِقعد بقامتِها القصيرة التي لا تُناسب عُمرها.

"يبقى شمسي هتِبقى هناك اللَّه بجد .. أنا عايزة أجي معاك يا أبيه؟".

هز بدر رأسِه في رفض مُكمِلاً تناول الطعام دون مُبالاة بـ الصغيرين ، ضربت سارة الطاوِلة بيديها الصغيرتان ونطقت بـ غضب.

"ماليش دعوة بقى .. أنا عايزة أشوف شمس يا أبيه!؟".

رمقها بدر بـ حاجِبٍ مرفوع فـ عادت تجلِس مكانِها بـ أدب ، وقد علِمت أنها أسائت التصرُف كثيراً ، تنهد بدر بعدما رأها على وشك ذرف الدموع نابِسً بـ صوتٍ لّين .

"متعيطيش خلاص هاخدِك معايا العزومة ، وإنت يا باشا هتيجي معانا ولا لأ؟".

بارانويا | «جُنون الإرتياب» (قيد الكتابة)Where stories live. Discover now