٠٢-بداية مواجهة الماضي والحاضر والمستقبل.

185 23 53
                                    

توقفت أمام البوابة الخاصة بالمنزل أتفحصها بعيون فارغة ، كان يبدو مهجوراً.

رغم عصريته إلا انه كان مهجوراً بالنسبة لي.

ابتلعتُ ريقي أمد يدي دافعة للبوابة وخاطية اول خطواتي الى الداخل.

رغم حلكة المكان إلى أنني أبصرتُ كل شيء.

في تلك الحديقة الواسعة ، حيثُ كنا نجلس جميعنا معاً قد أصبحت الآن مكاناً ملائماً للخفافيش.

رفعت بصري للقصر أمامي وسرعان ما اغمضت عيناي للذكريات التي توالت علي.

لطالما كانت تحب تزيين الشرفة بالنباتات وتقف لساعات هناك تعتني بها.

تابعت مسيري الى المدخل وأمسكت بالمفتاح أدخله في الفتحة المخصصة لألج لهناك.

وفور دخولي شعرت بالبرودة تصفعني تجعلني أحس بالقشعريرة في جميع أنحاء جسدي لأرفع يداي محتضنة نفسي أمشي ببطء أتمعن في كل ركن منه.

كان من المفترض ان يكون منزل تجمعنا ، منزل لحظاتنا السعيدة.

كيف أصبح كابوسي الأبدي؟

كيف أصبح المكان البارد الذي بتُ أخافه؟ أ-لأنهم كانوا يملئونه يوماً؟

فأين هم الآن؟

أريدهم ان يعودوا ، اريد من المنزل أن يمتلئ مثلما كان سابقاً ، أريد من عائلتي ان تعود.

أ-هذا هو جزائي؟ صلوات المظلومين قد أستجابت وها أنا أعاقب بأقصى العذاب.

أنا لم أمت ، أنا لم أتألم جسدياً انني بصحتي وعافيتي الكاملة ولكنني محطمة داخلياً.

نفسيتي في الحضيض ، هناك خراب في داخلي ، في عقلي وقلبي وروحي.

نفسي فارغة تحتاج لما يملأها ، ولن يقوى أحد على ذلك غيرهم.

صعدت السلالم ناحية الأعلى أتفحص الطابق الثاني ، كان القصر معاداً ترميمه ولكنني لا أزال أشعر بوجودهم ، كنت أشعر بارواحهم وكنت اراهم يركضون في الرواق.

كنتُ استمع للصخب الذي كانوا يحدثونه في حياتي ، لم يكن هذا المنزل يسكت ، لم يخلو من الحياة والعفوية يوماً رغم كل ماشاقيناه معاً.

فلما الصمتُ الآن؟

لقد أخبرتهم بأنني سأبقى معهم دائماً بأنني لن أسمح بأحد بأن يمسهم , كانوا رفاقي واخوتي ، كانوا رفقاء دربي إلا أنني وبدل حمايتهم كنتُ السبب في موتهم.

«اذهبي ولومي نفسكِ في غرفة مغلقة.» زفرت بقوة أدفع باب الغرفة التي من المفترض ان تكون غرفتي.

لا أريد الدخول ، اشباحهم لا تزال تطاردني ولا اعلم كيف سأقوى على العيش هنا لوحدي؟ لايزال مقبرة أصدقائي بعد كل شيء.

أركاديا || ARCADIAWhere stories live. Discover now