"أهلًا رَمَضَانْ"

95 5 1
                                    

صوت القرآن الكريم الذي ينتشر في كل بقالة وبيت وأصوات السيارات تتصاعد من أجل اللحاق بالفطور وأصوات الجميع تتهاتف لبعضهم من أجل تجهيز مائدة إطعام الصائمين قبل الآذان كل تلك الأصوات تتداخل ببعضهما ومعهم صوت الأطفال الفرحة بالزينة التي تملأ جميع الشوارع تهتف بقدوم الشهر الكريم بروائحه المطمئنة، وفي بيتٍ يتصاعد به الأصوات بالإسراع لتحضير مائدتهم لكي يكسروا صيامهم والجميع يعاون بعضهم بوضع الصحون التي تحمل أطعمة شهية.

وأثناء ذلك صدح صوت الآذان بصوتٍ عذب فجاءت الإبنة الكبرى"مريم" بصحنٍ مليئ بالتمر لتوزعه على أفراد الأسرة وهي تهتف بإبتسامة واسعة:
"يلا يا جماعة إكسروا صيامكم عقبال ما نصلي، رمضان مُبارك"

إبتسموا لها جميعًا وأخذ كل فردٍ التمر ومن ثم وقف أكبرهم والدها"ماجد":
"نصلي المغرب الأول وبعدها نقدر نفطر يلا"

وقف الجميع في صفوفهم الصحيحة وكان هو الإمام لهم فرفع يديه بجانب رأسه مرددًا:
"الـلـه أكـبـر"

رددوا وراءه مع رفع أيديهم مثلما فعل وفي خلفية ذلك صوت الإمام في المسجد يرتل بآيات الله الكريمة بخشوعٍ ومعه غروب الشمس ببطئٍ وجلوس الجميع لتناول الطعام فرحين بتلك الأجواء فهذا الشهر الكريم صاحب الثلاثين يومًا يأتي ليبارك في أيامنا ويجمع شمل كل عائلة بروحانياته وبدون حقدٍ وغلٍ الجميع يجلس بمصحفه يقرأ آيات الله بخشوعٍ والآخر يرتدي سبحته بيده يسبح لله والآخر يطعم الفقراء والمساكين.

نظرت"مريم"عبر شرفة بيتها للشارع التي تسكن به بإبتسامة هادئة فجاء من خلفها والدها يضمها لصدره مبتسمًا:
"إيه يا ست مريم؟ سرحانة ومبتسمة كدا يا رب دايمًا"

نقلت"مريم" بصرها إلى والدها بإبتسامة واسعة:
"مبسوطة يا بابا مبسوطة بالناس وبالأطفال وبكله، حضرتك عارفني بستنى الشهر دا من سنة لسنة وبعدّ الأيام لحد ما ييجي علشان أشوف المنظر دا.. منظر الأطفال فرحانة بالزينة وبأغاني رمضان ومنظر الناس قبل الفطار وكل واحد ماسك مصحفه وسبحته ويقرأوا بكل خشوع ومنظر بنات إتحجبت في رمضان وولاد بطّلوا معاكسة وكتير بطّل أغاني وصوت القرآن في كل حتة، منظر يفرح بجد يا بابا حتى لو شهر واحد بس الناس بتقلل ذنوب بعدها، وكله كوم وصلاة التروايح دي كوم تاني كمية راحة متتوصفش بالإسدال الجديد ونازلة أصلي بكل حماس وحب دا شيء تاني، عرفت ليه سرحانة يا بابا؟"

إتسعت إبتسامته بشدة لمدللته تلك وقرة عينيه فهي فتاته الوحيدة من إخوتها الفتيان الثلاثة، فشدد على ضمها لصدره متحدثًا:
"عمر الكلام معاكِ يتمل منه علشان كدا بسيبك تتكلمي أنتِ كلامك كله راحة وحِكمة ربنا يحفظك ليا ومشوفش فيكِ حاجة وحشة أبدًا"

آمنت وراءه وهي تغمض عينيها تتمتع بدفء حضن أبيها ولكن فتحتهما عندما آتاهما صوت أخيها المشاكس"حمزة":
"يا عيني يا عيني على المشهد الرومانسي دا، ولما أناديلك" نادية" انا دلوقتي يا ماجد متجيش تزعل"

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Mar 24, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

"رمضان جانا"Where stories live. Discover now