القسم 11 (الجزء 4)

10 2 4
                                    

فنيس  ..
لا اعلم كم  من  الوقت  امضيت ابكي على الطريق
لم ارى الطريق  كانت  دموعي  تجب رؤيتي  تماما وشعرت  بيد سارة  وراما طوال الطريق   لكني لم اكن معهم , لقد  كنت مع سند  روحآ وقلبا  شعرت كما كانت روحي تتمزق ببعده   كما لوكنت  عالقة في المنتصف  عاجزة عن التحرك  وهناك اميال  علي  اللحاق بها 
بعد بكاء اخذ من قلبي  الكثير  اغلقت عيناي  وغططت بالنوم  لكن حتى بالاحلام كانت هناك  دموعي  , لم اعد بين ذراعيه  لم تعد رائحته تغلفني  لم يعد هناك سكينة  تحاوطني  لم يعد سند موجود
يبدو ان علي ان اعتاد على غيابه  . لكني لا اريد 
وهذه المشكلة ما اريد  وماعلي فعله  هما شيئان مختلفان 
اوصلني عمر الى باب منزلي 
انظر الى منزلنا  الاخضر  لون امي المفضل  , لقد بناه ابي  لها 
مكون من طابقين  وكراج للسيارت  وهناك  حديقة امي التي تحب  الجلوس بها  في ايام الربيع  , تحاول جاهدة ان تزرعها لكن جهودها لم تكن ذو نجاحات  , لكنها مرتبة  ومليئة بالالوان 
ارى اضواء داخل المنزل 
بعد المعرض البارحة  ذهب والداي مع  خالتي  بعد انتهاء المعرض  فورا  لم يكن يسمح لاحد بالبقاء 
لذلك لم نتحدث لقد هنأوني 
وصلت الى عقدي  وامسكته بقوة وجاء النسيم حولي  كما لوكان يدفعني  للدخول 
طارق  ... 
انه يعلم ما احتاج  اااه كم اشتقت لك
حاولت تمالك نفسي  ومسح دموعي  لكن نظرة واحدة  على ما اعلم انه احمرار عيناي  وانفي  كفيل باخبارك  عن معركتي الخاسرة 
لم يدم كفاحي طويلآ  , عندما انفتح  الباب  الابيض  وخرجت  خالتي اولآ   ومن نظرة واحدة  علمت  انها تعرف   ,  كان والدي وامي خلفها  معا 
اقتربت خالتي  مني  كما وكانت تتوقع  سقوطي بأي لحظة  وتلك اللحظة  بعيناها  الحزن  والالم  والشفقة  قتلتني 
امسكتني بقوة  وقربتني لها   فانفجرت من البكاء من دون  مقدمات  وامتلأ صون انيني وبكائي  بالسماء 
" لم يأتي يا خالتي لم يأتي   " قلت وانا  احجب صرخاتي داخل صدرها 
" حبيبتي  "  قالت وهي تمسح شعري  "  لا بأس  لابأس  انتم بحاجة وقت "  قالت 
شقطت على الارض  مع خالتي وانا ابكي  وانا امسك بها بقوة 
فقدت الاحساس بالوقت  , شعرت  بوالدي يحملني  الى غرفتي  وانا انام على  قدم والدتي  وهي تمسح على شعري  بحنانها  ,  لم يسألاني شيء  ليس كما لو بأبستطاعتي  الاجابة بهذه الحالة   لكني  متأكدة بعد معرض البارحة  ولوحاتي  اعلم ان خالتي اخبرتهم  شيء ما 
انا  فقط لا افكر بشي  .. انا فقط اريده 
_______ فنيس  ..
هل قلت  من قبل على قدرتي  على العيش بمفردي  ؟!
كيف استطيع  ان اجد السكينة والهدوء  ؟  كيف استطيع  تجاهل كل شيء عندما  امسك الفرشة  وافرغ نفسي على القماشة البيضاء امامي!
حسنا  انا استطيع النجاة
بعد انهياري  بالليلة الاولى من عودتي  , لقد سمحت لنفسي بتلك الليلة  بالبكاء حتى   انتهت دموعي  , لقد  اتخذنا قرارنا وبكائي  لن يغير  تلك الحقيقة ,  سوف نحارب شياطيننا  , علينا ان نشفى  من الماضي لست متأكدة كيف  لكن اظن  , اظن اني افعل ذلك
لم اسمع من سند  من ذلك اليوم , من اليوم الذي وضعت نصف قلبي معه وذهبت  , رغم ان كل لوحاتي  تتحول  الى صورة له  الى نظرة عيناه  الى ابتسامة  مسكرة  منه  الى طريقة سقوط شعره  على وجهه  الا اني اشتاق له  اكثر 
حتى هاتفي الذي اتفقده بالثانية  مئة مرة  حتى اغلقته  تماما 
اذكر نفسي بكل لحظة لا بأس  انا اعلم جيدآ كيف اعيش بمفردي   كيف اعيش مع الم صدري  , كيف ازهر من  الوحدة  وكيف  لا ارى سوى نفسي 
لكني هذه لا يمنع شوق له  واحلامي  كيف المس نفسي بالظلام  حتى اتذكر  اخر مرة اصابعه  لامست جسدي  , كيف  هي  رائحته  وشعوره بداخلي
لا شيء  يمنع جسدي  من  الحاجة له 
لقد سافرت خالتي  اليوم التالي لقدومي , عليها العودة لحياتها  ومطعمها  ونادى الرسم  , كما قالت عليها ان تجهز لقدومي  , هذه جيد  على  ان اجد طريقة  بالرغم  من  كل شيء  حتى العيش مع نفسي بعده
انظر الى  نافذتي المفتوحة  التي تطل على  شارعنا الهادىء  , والشمس الساطعة 
لقد دخلنا شهر نيسان  اليوم  وبدأ الصيف  يذهب علقي  اليه كما يفعل  كل مرة يدخل النسيم  العليل ويداعبني  ,, طارق 
لقد اشتقت لك  , وهذه يذكرني  على ان اذهب لزيارته 
اعدك سأتي 
اعلم ن  الخطوة الاولى لترك الماضي  تبدأ به , ان اتركه يذهب لكني لا اريد  , لا اريد ان اتركه  استطيع ان اتعافى واتمسك به  . اليس كذلك ؟؟
لذا عدت لارتداء خلخالي  وعلي ان اعترف  لقد اشتقت لصوته 
انتهت الموسيقى  كما لو عدت للواقع  الان 
اصوات  الاطفال يلعبون  وتلفاز  والدي الذي لايشاهدانه ابدا   وهناك حديثهم 
اقترب من الباب حتى التقط حديثهم 
"لا , لا اريدها  ان تفعل  ما ليست مرتاحة معه  , لن افقدها مرة اخرى " امي تقول  
" اعلم وانا لا اريد ذلك  " قال ابي  ثم اضاف " اذا لن نقول لها "
خرجت من غرفتي  واتجه للاسفل  ووجدتهم بالمطبخ 
ابي الرجل الافضل  دوما ماكان يساعد والدتي بالمنزل  , احب نظرته لها وهي لا تراه , كيف يبتسم لحديثها  وكيف تحمرخجل عندما تكتشف نظراته  , اقف على الدرج  وانظر لهم وعم الصمت  عندما اكتشفو  وجودي 
" لن تقولي  لي ماذا ؟" سألت 
" لا شيء حبيبتي  "  تقول والدتي  وهي تشغل نفسها بالاطباق
انظر الى والدي الى يبدو يصارع نفسه  , لكنه ابعد نظراته  عني وبدأ بمساعدة امي  , جلست على المنضدة  مقابل لهم 
" ماذا تفعلون  ؟"  سألت 
" تعلمين  كالمعتاد  , اساعد  والدتك  بالمطبخ   فهي لا تستطيع  فعل الكثير من دوني  " قال وهو يغمز لوالدتي التي احمرت خجل 
" تقصد تزعجني "  قالت 
" ازعجك ,,هااا "  قال  " اليس  هناد دراسة  عن مدى جاذبية  الرجل  بالسماعدة  , اتذكر هناك دراسة   قالها طا.... " لطنه صمت  ونظر لي  والقت والدتي وهج غضب باتجاهه  كما لوكان اسمه من  المحرمات
" تستطيع قول  اسمه  ابي  , طارق  " قلت 
" نعم طارق  "  قال 
"  تكشف الابحاث  ان الرجال الذيين يساعدون  النساء  في الاعمال المنزلية  تزداد  سعادتهم في الحياة ويشعرون بالرضا عن  الذات  اكثر من غيرهم  ,كما ترتفع  جاذبيتهم  في نظر النساء وهذه يساعد في  توطيد العلاقة  بصور اكبر  "  قلت  وانا اسكب لنفسي  كأس عصير 
" ليس كما لو اني بحاجة  لجاذبية اكبر  "  قال والدي متذاكي  واكتسب ضربة على كتفه  من  والدتي بعد رؤيتهم يضحكون ويتلامسون  بكل ثانية  تذكرت  الليالي الطويلة  الذي كان سند يعد لي  الطعام  , لم يكن على اخذ مشاهدته يعد الطعام باستخفاف , دفعت ذكرى سند من رأسي  وقلت  "  هل هذه الشيء الذي لا تودون اخباري به  , هو ... "  قلت ونظرو لي  فأكملت  " زواج عثمان وسمر  " 
اظن ان زواجهم  هو الخطوة الاولى من الشفاء 
"  حبيبتي اذا كنتي لا تودين  الذهاب لا بأس بذلك "  قالت والدتي  وهي تصل الى يدي
" علي الذهاب  كما اخطط لزيارة  قبر طارق  " اختنقت بالكلمة لكني اكملت " لم ارزه ابدا " قلت  و  اخذ والداي بتبادل نظرات القلق  
" لا تقلقو انا بخير  , انا دومآ كذلك "  قلت وانا  اعود الى غرفتي 
هناك حفل زفاف على الاستعداد له 
____________ فنيس  ..
لا بأس احيانا ان نتوقف قليلا  , لا بأس ان يفوق ما امامك قدراتك  , لا بأس ان نتعب  ان نحزن  ,  لا بأس ان تفتقد الاشياء او الاشخاص  لا بأس ان نذرف دمعة طال  اختبائها 
لا بأس ان  نتحاضن مع انفسنا لا بأس ان نأخذ لحظة  ونفس طويل  لابأس 
هذه ما اقوله لنفسي  وانا بسيارتي  بعد  ان ارتيدت  فستان اسود  , لون طارق المفضل  , لا اعلم لماذا اردت  ان ارتدي شيء سوف يعجبه  ربما هي طريقتي  لمواجهة الماضي  كل ما اعلمه اني اشعر بالراحة 
يمتد الى الارض  بفتحة  من  الركبة الى اسفل  من المخمل  والشيفون  على الصدر  واذرعي مغطاة تماما  وظهري مزين  بسلسلة فضية  رائعة  وتركت شعري  منسدل  وضعت احمر الشفاه  المفضل وعطري    وها انا اجلس بسيارتي  امام قاعة الزفاف الى الشاطىء   ارى الجميع يدخل امامي 
سأرى اصدقائي  من  الماضي  , حسنا اصدقاءه   لكن اعلم بنظرة  واحدة سأراه  بينهم  وسأفعلها  ليس  لاجله  بل لاجلي هذه االمرة  على ان اشعر  بهذه  لا اريد ان ابقى  بالماضي ارى ان امضى قدمآ 
خرجت من سيارتي  وتوجهت الى  المدخل الخشبي 
توجد طاولات  عليها دعوات  عليها  صورة  عثمان  وسمر يضحكان  يبدو سعداء كعادتهم   , اظنها اللحظة التي عرض عثمان الزواج على سمر لان هناك دموع على وجه سمر  
وهناك مقولة تحت الصورة 
" نحن الكائن  الوحيد الذي يدرك  حتمية  الموت لذا  لا يجوز  ان يؤجل سعادته  الى الابد    يجب ان نكون سعداء الان  "  ميخائيل شيشكين 
ابتسمت  , فقط عثمان  من سيكتب  شيء كهذه على بطاقة  زفافه  وكان هذه سبب اخر لصداقته مع طارق احدهم يحب الدراسات الغريبة  والاخر المقولات  , امسكت حقيبة اليد  الفضة وبطاقة الدعوة   ودخلت  و رأيت اجمل الافراح التي يمكن ان اراها 
طاولات  ملونة وعليها  اضواء  ساحلية رائعة 
ارضية خشبية للرقص  والجميع يضحك  ويشرب ويرقص   ابتعدت  ولحقت باشارات الغرف الداخلية  ووقفت امام غرفة العروس 
لم ارى سمر  منذو ذلك اليوم بالمستشفى  , لذا كتمت انفاسي  بقوة  
واتذكر علي ان احار شياطيني . لاجلي  ,  علي ان اتصالح مع حياتي القديمة علي ان امضى قدمآ
طرقت الباب  ثم دخلت  وصمتت الغرفة  عند خولي  وهناك ست عيون  تنظر لي ارى الدهشة  لكن ركزت عيناي  على عينان بنيتان 
ترتدي  فستانها  وتنظر لي  من  المرأة   ورأيت  بداخلها الدهشة  والارتباك 
وافهم  ذلك 
" تبدين  رائعة " قلت 
نظرت  عينان الفتاتان  بيننا  واعلم  انهم يعرفوني  لكني تجاهلتهم لقد اتيت لاجل سمر فقط 
" هل لي بكلمة مع سمر  بمفردنا  ؟" سألت 
اشارت سمر للفتاتان بالخروج وبقينا بمفردنا  ننظر الى بعضنا بحرج  ما علي قوله ؟؟ اتمنى لكالسعادة  مع الرجل  الذي تحبه  والذي يحمل قلب الرجل الذي احبني   ؟؟ هذه كارثة لم افكر ابدا ماذا سأقول 
شعرت وكأن الغرفة طبقت على صدري  ولم استطع ان اتنفس 
علي الخروج  التفت للخروج  لكن صوتها اوقفني 
" انتظري ارجوكي   " قالت 
التفت لها  وانا احارب الدموع  لا . لا اريد ن ابكي  لايحق لي تدمير يومها  لا ابدا
" انا اسفه لم اتي الى هنا  لتدمير اي شيء فقط اردت ان  اتي واقول  .." لكني سمر قاطعتني  عندما اخذتني بين يداها  وحضنتني بقوة 
لم نكن انا وسمر اصدقاء جدا  كانت اكبر مني  لقد درست مع  عثمان  وطارق بالجامعة  , لكن كنا على وثاق  معا , لقد استمتعنا برفقت بعضنا 
" انا سعيدة لمجئك  لاتعلمين  كم يعني لنا ذلك  , قدومك  "  قالت 
نظرت لها  وعيناها مليئة بالدموع الان " حقآ ؟"  سألت , لاني لو كنت مكانها لم اكن اريد قودمها حقا 
تتساقط دموعها " بتاكيد  انا سعيد  بوجودك  "  قالت  ثم اضافت " لم اكن  متأكدة  من  قدومك  وكان عثمان  متوتر  . اخبرني عن لقائكم  "  قال وصمتت لحظة  ونظرت للاسف كما لوكانت تشعر بالذنب
" انا اعتذر لم اكن اريده ان ياتي ابدا لم اتحدث معه اقسم لك " قلت
" لا ليس كذلك .. انا فقط ..  لقد شجعته  للذهاب  والحديث معك  فنيس  انتي جزء  منا جميعا  واردنا وجودك  ليس بسبب الحادثة  نحنا اردنا وجودك   . ارجوكي لاتفكري  بعكس ذلك  , عثمان يهتم بك كثيرآ  تعلمين ذلك   سوف يهتم بك  دومآ  وليس بسبب ..." صمتت ونظرت لي  ثم اكملت "  نحن نحبك  انتي صديقتنا فنيس  انا سعيدة للقائنا مرة اخرى  واردت فقط ان اقول  ولو كانت متأخرة   " صمتت  ثم امسكت يدي  بقوة واكملت " شكرا   شكرا  فنيس  , اعلم كم كان قرار  صعب اعلم  , شكرا  لانك اعدتي لي الرجل الذي احب  , انك اكثر انسانة شجاعة  صادفتها ربما لوكنت مكانك لما فعلتها  انتي حقا قوية  فنيس  شكرا لك " قالت 
واللعنه الان انا ابكي  , شعرت وكأنها اعادت اجزءا من قلبي معا بكلماتها 
"  لقد فقدت طارق  , لكنه الان مع اكثر  الاشخاص  وفاء  له , اعز اصدقاءه  , كان القرار الصحيح  وهذه يكفيني  وان ينال طارق  الحب الذي كان يتمناه اخير  هذه يجعلني سعيدة للغاية  انكم تستحقون السعادة  سمر   انه يحبك  تأكيد  اتمنى ان  لايكون  هناك شك , عثمان يحبك  انتي لا تعرفين الطريقة التي يتحدث بها عنك  , كيف يضىء وجهه  , انه متيم  بك "  قلت لها  وكنت اعني كل كلمة 
" شكرا لك لقول ذلك  . انه يعني لي الكثير  شكرا " قالت وهي تحتضني مرة اخرى 
" بل شكرا لك  على استقبالي  " قلت لها  
ثم قاطعنا صوت الباب  
" الزفاف على وشك البدء  " تمسح دموعها وتتأكد من زينتها بالمرأة  " لم يفسد شيء اليس كذلك ؟  " سألت 
" كل شيء مثالي سمر   انك الاجمل  "  قلت لها  واساعدها بوضع  طرحتها  البيضاء  واغطى وجهها 
" شكرا فنيس  " قلت وهي تتوجه الى الباب  وقبل ان تخرج   التفت الي  " على كل شيء   لفرصة ثانية  للاجتماع مع من احب  "  ومع ذلك تخرج  من الباب  وكلماتها تعلق برأسي 
الاجتماع مع من  احب  . يا لها  من جملة سهلة  وصعب تحقيقها
مسحت دموعي  وتوجهت الى القاعة  الداخلية  والجميع يجلس  على  الكراسي  , جلست بأخر  مقعد  وارى سمر  بجانبي تمشي مع والدها  الى عثمان  الذي كان وجهه احمر قليلا  من التوتر وهناك  بعض الدموع الهاربة من عيناه 
السعادة التي على وجهه تعني كل شيء الان 
كم تمنيت لو انك موجود طارق لتشهد هذه اللحظة
اغمضت عيناي وداعبني نسيم للحظة وابتسمت   ,طارق  انهم رائعين معا   كنت لتحبهم 
عندما فتحت عيناي وجدت نظرات طارق باتجاهي  كما لوشعر بوجودي ارى الدهشة  ثم الابتسامة الكبيرة  .. السعادة 
اشرت له برأسي  وابتسمت ورفع يده  واخذ يد سمر  ويد الاخرى على قلبه  وللمرة الاولى شعرت  بالسعادة  , انه هنا بطريقة ما  .
انه  احد  اجمل  حفلات الزفاف التي شهدتها  , هناك  تلك الضحكات العفوية  و الرقصات  الغريبة والحوادث التي ادت الى ضحك لا  يتوقف  , مثل  نهوض احد اصدقاء عثمان  والاعتارض على الزواج لانه واقع بحب عثمان , او عندما  قبل عثمان  سمر  بعد  اتمام الزواج  واغمى عليه ( تمثيل طبعا )   او عندما التقط  احد  اصدقاء  عثمان  الورد  ثم القاها عندما شاهد حبيبته 
انه نوع السعادة  التي تجعلك  تريد الانخراط بها  . لكني  لم استطع كنت هنا لاجلي  .  لاجل الخاتمة  وشعرت به  .. 
شعرت بالنهاية 
يذهب عقلي الى سند .  يا الهي كم اشتقت له  .  ماذا لو اتصلت  بالكوخ الان  تحدثت معه ؟  لا  لن افعلها  سوف اعطيه واعطى نفسي الوقت اللازم 
وقف عثمان  امامي  من دون كلمة  اخذني داخل احضانه   وشعرت بنبضاته  تتباطىء  وابتمست 
" شكرا  لقدومك  انه يعني لنا الكثير  "  قال 
"  لم اكن لافوته " قلت له 
ثم نظر لي بغرابة  " ماذا ؟" سألت   " هل هناك شيء على وجهي  ؟"  سألته   .
هز رأسه  "  لا  هناك شيء مختلف  فقط  .  لا  استطيع  تحديده  تماما "  قال 
" لا شيء مختلف  مازلت  انا " قلت له 
مد يده لي  " هل تسمحين لي بهذه الرقصة  " سأل
نظرت له  ثم ذهبت نظراتي  الى سمر التي  كانت تراقبنا  . اعلم غرابة الموضوع لكني على  فعلها  , وضعت يدي على قلبه  وشعرت  بنبضاته تحت يدي  وابتسمت 
" اعتني بنفسك  جيدآ  , اذهب  الى زوجتك  هذه ليس  عدل لها  بعد الان  , احبها  بكل ماتملك  وتمسكو ببعضكم ولا تؤجلو سعادتكم  , نحن  كائنات  تذكر حتمية الموت اليس كذلك ؟"  قلت له  وابتسمت  وطبعت  قبلة سريعة على  خده  وللحظة رأيت  الحزن بنظراته 
" لا تخف  علي انا  دائما بخير  ,اتمنى لك السعادة يا صديقي  "  قلت تركت يدي لثانية على صدره  ثم  ذهبت  وادرت ظهري له ولم التفت  لان هذه مايعني وضع الماضي  خلفي 

هذه يعني بداية جديدة

١٢ لوحة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن