18 (لما تفعلين ذلك؟)

4.7K 154 3
                                    

’يا إلهي، لما هو هنا؟ لماذا أيضاً بدأ قلبي يؤلمني؟‘
يهمس عقلها لها بينما عيونها توشك على ذرف الدموع.
وقفا ينظران لبعضهما البعض للحظات، فكسر هذا الحاجز واقترب منها وجذبها إليه لتستقر بين ذراعيه، ثم قال وهو يستنشق رائحتها:
”لقد خفت عليكِ كثيراً، لما فعلتِ ذلك!!؟ لم أنم وأنا أبحث عنكِ!!“
امتلأت عيونها بالدموع، ولكنها فجأة أحست بالغثيان من رائحته فدفعته ووضعت يدها على فمها وأسرعت نحو الحمام حيث التقت في طريقها بثيون الذي أفسح لها الطريق ما أن شاهدها تركض ب اندفاع.
"كارو.. هل أنت بخير؟" قال ثيون.
نظر إليها ثم نظر لأخيه الواقف على الباب، وشاهد نظرات الغضب التي يرمقه سيباستيان بها.
"هل هي بخير؟"
قال ثيون ذلك وابتسم يحاول التخفيف من عصبية أخيه، فهو لا يحب الاصطدام معه في أي جدال خصوصاً أنه سيرمي باللوم عليه.
"لا أعلم، أنت أخبرني، هل هي بخير؟"

لم يعلم بماذا يجيبه ف قال مبتسما:
”مرحباً أخي، تعال لتتناول طعام الإفطار معنا!!“
أمسكه سيباستيان من ياقة عنقه وقال بصوت غاضب:
”لم تكلف نفسك حتى عناء رفع هاتفك والاتصال بي لتخبرني أنها هنا في منزلك!!؟“
حاول ثيون نزع يدي سيباستيان من عنقه وهو يقول:
”لقد طلبت مني ألا أخبرك، كيف سأخبرك، هااا!؟ كان يجب أن احترم رغبتها“
نزع يديه من رقبته بعد أن دفعه للخلف:
”هل أنت أخي أنا، أم أخوها هي!!؟“
ثم سار للأمام نحو غرفة الجلوس ينتظرها بينما ثيون يتحسس رقبته وهو يقول:
”لو بقيتما هكذا فلن اعود اخاً لأي منكما، أنا أعلم أنني سأموت في النهاية بسببكما“
رمقه سيباستيان بسخرية وهو يجلس:
”سنرى ماذا ستفعل عندما تتزوج!!“
ضحك ثيون مضيفاً:
”لا، لن أتزوج مطلقاً، لقد أجدتما عملكما في تعقيدي من الزواج!! شكراً للدروس“

دخلت كارولينا بعد أن جمعت شعرها فوق رأسها وغسلت وجهها، كانت تتقيء بالرغم من أنها لم تتناول إفطارها بعد، و تشعر بالتعب الشديد  وأن لا طاقة لها أبداً على الجدال.
افسح لها سيباستيان المجال على الأريكة لتجلس بجواره ولكنها تخطته وجلست على الأريكة المقابلة له.
”سأذهب لأجهز نفسي للعمل!“
قال ثيون ليفسح لهما المجال للنقاش بخصوصية، وعندما لم يجيباه أضاف بمزاح ساخر:
”المنزل منزلكما!! تصرفا براحة كبيرة، أرجوكما“

ظلا في صمت مطبق، كارولينا تتجنب النظر إليه وهو يتأملها، وبعد عدة دقائق سمعا صوت باب الشقة يُقفل مما يدل على أن ثيون قد غادر!
”تبدين شاحبة، هل أنتِ بخير؟“
نظرت له وكانت عيونها تبث له اللوم والعتاب.
ثم  امتلأت عيونها بالدموع وبدأت مقلتيها تحرقانها، إلا أنها تحاول جاهدة ألا تنزل ولو دمعة واحدة من عينها أمامه.
نظرت لساعة هاتفها وقالت:
”لدي اجتماع بعد ساعة مع الموظفين ولا أريد أن أتأخر!!“
مسح بكلتا يديه على وجهه، ثم نظر لها بحيرة ليقول:
"لما تفعلين ذلك؟ أنا لم أنم البارحة من التفكير بك وأنا اتساءل  أين قد تكونين وأين ستنامين وتمكثين؟ ولما فعلت ذلك من الأساس؟"

البليونير الذي يحاول إذلاليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن