٢٣

2.4K 155 17
                                    

الفصل الثالث والعشرين
من رواية: وكأنها عذراء.

أسما السيد*************_ انت كنت عارف ياعمران، كنت عارف، طب ليه، انا عمري ما اذيتك، من يوم ما حبك دخل قلبي وانا عمري ما فكرت للحظه اني اوجعك، ليه جبتني هنا، ياريتك كنت سبتنى عايشه على امل

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

أسما السيد
*************
_ انت كنت عارف ياعمران، كنت عارف، طب ليه، انا عمري ما اذيتك، من يوم ما حبك دخل قلبي وانا عمري ما فكرت للحظه اني اوجعك، ليه جبتني هنا، ياريتك كنت سبتنى عايشه على امل..
ألقت حديثها المنتحب، وصمتت تستجدي الصبر، تنظر له بتلك النظره المعاتبة التي تجلده، كان يعلم أنها ستجلده بعتابها المرير، هو من الأساس قبل عتابها له يجلد حاله، يعلم أنه الاناني الوحيد بالحكايه، أو ربما جلاد القصة  بأكملها من البدايه أن استطاع وصف نفسه.
نظر لها والألم يتسرب لكل خليه منه، انهيارها يعني انهياره، خانته دموع عيناه، دموع رجل قاسي مالم ينتقل له ما تعانيه كأنها معاناته هو الشخصية،  تظن أنها الوحيدة من تتألم لكن لا..
هي لا تعي كم هو حجم الم رجل يعز عليه كبرياؤه، وكرامته أن يحكم عليه بالعيش بجوار أكثر شخص يمقته، أكثر انسانه كرهها بحياته، ليست انسانه واحده، بل حكم عليه بالعيش مع التوأمين الأكثر شرا من الشيطان ذاته، ألم الفقد التي تعانيه الان، لن يكون أشد من أن يعيش أحدهم عمرا يبحث عن فلذة كبده ليتفاجيء بالنهاية أنه ليس من صلبه،  آه كتمها عمران بين طيات صدره، وهو يحتويها بقوه بين ذراعيه، يتحمل ضربات يداها العشوائية هنا وهنا تلكمه بعنف وقوة نابعة من حرقة قلبها وغيرها المبرر له منه، بكائها الهستيري، وسبها له، حتى ادعائها الكره هذا يقسم أنه يتقبله بصدر رحب..الحب لعنة أبدية يتمناه كل شخص لكن ما أن يصاب به يتمني بصدق لو لم يكن صادفه يوم.
_ سامحيني يا سلوي..عارف ان صعب بس صدقيني كنت راجع وناوي بكل قوتي اصلح اللي بسبب طيشي وعشقي ليكي عملته

صرخت به، اظافرها تنهش صدره بكل جنون، تراه الان جلاد قصتها الوحيد، تتذكر كم مره هربت منه لتعود لابنتها، كم مره استغاثت بالجيران، كيف نقلها من مكان لمكان، من كثره تسببها له بالمشاكل، لم تهدأ الا حينما علمت  أنها حامل بطفلها الاول منه، حينها قررت الاستسلام خصوصا بعدما اقسم لها أنه يرسل لابنتها ما كانت تحتاج إليه ، وعدها ولم يصدق وعده  حتي هيئته هذه، وتلك الفيلا اللعينه، ثيابه ، وطريقة حديثه، أنه رجل آخر غير الذي عرفته، هل غابت كثيرا بغيبوبتها لهذا التحول
_ انت لعنه، لعنه، انا فين، أنا عايزه بنتى، عاوزه بنتي منك لله ياعمران..
_ ماما..
اقترب ابنها الصغير عمار يمسك بكف يدها حينها بكت كما لم تبكي من قبل، وهي تستمع لحديثه الذي استرسله:
_ هي روح راحت عند ربنا يا ماما جد؟
_ لا..روح مماتتش، صدقيني انا متاكد انها عايشه..
انتفض الجميع على صوت الشاب الذي دلف صارخاً بحرقة
اقتربت سلوي منه حتى كادت تسقط ارضا، لولا أنه أحكم امساكها بين يديه:
_ انت مين، وتعرف بنتي منين، هي عايشه صح، طب وديني ليها ارجوك..

وكأنها عذراء(لم يلمسها أحد من قبل) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن