ضباب الهالكين

21 4 0
                                    

اشار بارين باصبعه نحو اليمين فنظر نحو اليمين و رآى دخان اخضر يغطي الافق لم يصدق صخر ما رأته عيناه إصفّر وجهه و تغير ملامحه وعيناه مفتوحتان لاقصاها ولم ترمش رمشة واحد التفت الى الجيشين وصرخ باعلى صوته قائلا: يا مزن يا شرارة ذاك ضباب الهالكين من اراد منكم الحياة فليركض ولا ينظر نظرة للوراء!!

    ارتعد الجيشان من الخوف وكلٌ ترك سلاحه و عتاده واسرع نحو الغرب يركضون لا يفكرون بشيء سوى النجاة وهم في حالة هستيرا يدوس بعضهم بعضا ولا تسمع الا صرخات الالم و صرخات الخوف ذهب عن عقولهم التفكير لا شيء فيها الا البقاء على قيد الحياة وقلوبهم ترجف لا شيء فيها الا الخوف يصرخون و يبكون و يدهسون بعضهم حتى الموت كانهم قطيع جواميس مر على وادي نمل، اقترب الضباب حتى غطّى نور الشمس.

    ذهب صخر الى بارين مسرعا و امسك بردائه وسحبه اليه ووضع رأسه برأسه و قال: قبل بداية قتالنا لقد نظرت نحو اليمين كنت تعرف انه قادم صحيح؟؟
لم يلقى صخر من بارين الا سكوت مع نظرة بوجه خالي من التعابير، ترك صخر قميص بارين ووضع يديه على وجهه متحسراً وهو يتمتم: لا لا.. هذا.. ليس من المفترض حصول هذا.. تباً تباً تباً اللعنة!!
قال بارين: انا ذاهب لمؤخرة الجيش لآخذ زوجي ان اردت الحياة تعال معي.
سكت صخر قليلا يستجمع شتات نفسه ثم وافق على الذهاب.
قال بارين: حسنا اي احد لم يمت سوف سنأخذه معنا قد يكون مفيدا ويبدو اننا وجدنا واحدا.
صرخ احدهم لهما ويأشر بيده ليأتياه فذهب بارين و صخر اليه الا كان الذي ينادي هو عتيق بن حسن، فلما وصل اليهم ضحك و قال: الاعجمي و مفتول العضلات بما اني معكما انتما الاثنين سأنجو هاهاهااا.
قال صخر له: لمَ تضحك؟ ألا تعلم ما نحن فيه؟
قال له بكل بساطة: نعم اعرف انه ضباب الهالكين.
قال: اذا لمَ انت ضاحكٌ هكذا؟
قال: لانني اول شاعر سينجو من ضباب الهالكين فقط تصور معي يا صاح عندما اخرج من هنا وانشر اشعاري و كيف سيحبها الناس إن قدري لحقاً عظيم فقط فكر في الطرق التي سنكون فيها على بعد شعرة من الموت وانواع الغرائب التي سنراها ان هذا سيعطي لشعري بلاغة و نكهة.
هدأ صخر من كلام عتيق و قال له: انت حقا رجل مجنون لا طائل من الخوف الآن اولويتنا الآن هي النجاة.
ثم ذهب الثلاثة نحو مؤخرة الجيش.

    غطى الضباب الاخضر كل الوادي وكان ضباباً كثيفاً لا يستطيع المرؤ ان يرى شيء بعد عدة امتار امامه وفي مؤخرة الجيش ترك الجميع كل ما يملك كي ينجو بحياته حتى الخيول و الجمال والاغنام هربت وصل بارين لمؤخرة الجيش وكان المكان كأنه مهجور من سنوات ولا يوجد فيه احد الا امرأة واقفة مكانها لم تتحرك ذراعا واحدة وهي سجى بنت فارس فلما رأت بارين قادما اليها ركضت نحوه مسرعة فلما وصلت اليه حصنته بشدة وبدأ الدمع يتساقط من عينيها وهي تقول بصوت خافت: لقد كنت خائفة جدا ظننت اني هالكة.
وضع بارين يده على رأسها و قال: لا تفرحي كثيرا مازال الموت يحدق بنا.
قالت: ما دمت موجودا فلن نموت البتة.
قال عتيق في نفسه بعدما رآى ما حدث: هل هذه حقا نفس الفتاة التي حادثتها قبل عدة ساعات؟ كيف تستطيع ان تفعل ذلك؟ هل هذا انفصام في الشخصية؟ ااههخخ ما اعجب النساء.

قال صخر: حسنا الآن ماذا نفعل؟
قال بارين: نتعمق في الضباب.
قال صخر : بارين قد لا تعرف عن ضباب الهالكين هذا المكان مقبرة لم يُعرف ان احدا لمسه الضباب و وعُرف عنه اي خبر انه ببساطة يختفي حتى بعد ذهاب الضباب لا اثر له حتى ميتاً.
قال: هذا لا يغير شيءً يضل افضل خيار لنا هو التعمق داخل الضباب لدي عدة افكار عما يحصل وكلها تخبرني بالذهاب داخل الضباب.

    توجه الاربعة داخل الضباب وهم لا يعلمون ما ينتظرهم من مخاطر، بدأ الضباب يزداد كثافة حتى لم يستع احدهم رؤية ما امامه فإقتربوا من بعضهم كي لا يختفون واحدا بعد الآخر وتابعوا التقدم وراء بارين وهم لا يرون شيء حتى وصلوا لمنطة فيها ضباب مضيء كثيف من اسفلهم.

مُبْهَمWhere stories live. Discover now