اكتشاف التنظيم العصابي

267 8 5
                                    

استمر نشاط العصابة في استدراج الضحايا وقتلهن حتى وصلت إلى 17 سيدة (من واقع التحقيقات)، إلى أن تم اكتشاف جرائمهما عن طريق الصدفة، كانت البداية صباح 11 ديسمبر 1920 حينما تلقى اليوزباشي إبراهيم حمدي نائب مأمور قسم اللبان بالإسكندرية إشارة تليفونية من عسكري الدورية بشارع أبي الدرداء بالعثور على جثة امرأة بالطريق العام وتؤكد الإشارة وجود بقايا عظام وشعر رأس طويل بعظام الجمجمة وجميع أعضاء الجسم منفصلة عن بعضها وبجوار الجثة طرحة من الشاش الأسود وفردة شراب سوداء مقلمة بأبيض ولا يمكن معرفة صاحبة الجثة.

ثم يتقدم رجل ضعيف البصر اسمه أحمد مرسي عبدة ببلاغ إلى الكونستابل أنه أثناء قيامه بالحفر داخل حجرته لإدخال المياة والقيام ببعض أعمال السباكة فوجئ بالعثور على عظام آدمية فأكمل الحفر حتى عثر على بقية الجثة التي دفعته للإبلاغ عنها فورا، يتحمس ملازم شاب بقسم اللبان أمام البلاغ فيسرع بنفسه إلى بيت الرجل الذي لم يكن يبعد عن القسم أكثر من 50 مترا يرى الملازم الشاب الجثة بعينيه فيتحمس أكثر للتحقيق والبحث في القضية المثيرة ويكتشف في النهاية أنه أمام مفاجأة جديدة أن البيت كان يستأجرة رجل اسمه محمد أحمد السمني وكان يؤجر حجرات البيت من الباطن لحسابه الخاص ومن بين هؤلاء الذين استأجروا من الباطن في الفترة الماضية سكينة بنت علي وآخرون، وأن سكينة هي التي استأجرت الحجرة التي عثر فيها الرجل على الجثة تحت البلاط وأكدت التحريات أن سكينة تركت الغرفة مرغمة بعد أن طرد صاحب البيت بحكم قضائي المستأجر الأصلي، وحاولت العودة إلى استئجار الغرفة بكل الطرق والإغراءات لكن صاحب البيت رفض ذلك، مما دفع الضابط للشك في سكينة بسبب ذلك.

بعد ظهور الجثتان المجهولتان لاحظ أحد المخبريين السريين المنتشرين في كل أنحاء الإسكندرية بحثا عن أية أخبار تخص اختفاء النساء، لاحظ هذا المخبر واسمه أحمد البرقي انبعاث رائحة بخور مكثفة من غرفه ريا بالدور الأرضي بمنزل خديجة أم حسب بشارع علي بك الكبير وأكد المخبر أن دخان البخور كان ينطلق من نافذة الحجرة بشكل مريب مما أثار شكوكه فقرر أن يدخل الحجرة والتي أصابها ارتباك شديد حينما سألها المخبر عن سر هذا الكم من البخور، سبب ذلك الإرتياب في شك المخبر والذي أسرع إلى اليوزباشي إبراهيم حمدي ليبلغه شكوكه في ريا وغرفتها، على الفور تنتقل قوة من ضباط الشرطة والمخبرين والصولات إلى الغرفة ووجدوا صندرة من الخشب تستخدم للتخزين ويأمر الضابط بإخلاء الحجرة ونزع الصندرة فيكتشف الضابط أن البلاط الموجود فوق أرضية الحجرة وتحت الصندرة حديث التركيب بخلاف باقي بلاط الحجرة، فيأمر بنزع البلاط وعند نزعها تصاعدت رائحة العفن بشكل لا يحتمله إنسان ثم تم نزع أكبر كمية من البلاط فتظهر جثة امرأة، تصاب ريا بالهلع ويزداد ارتباكها، بينما يأمر الضابط باستكمال الحفر والتحفظ على الجثة حتى يحرر محضرا بالواقعة في القسم ويصطحب ريا معه إلى قسم اللبان لكنه لا يكاد يصل إلى بوابة القسم حتى يتم إخطاره بالعثور على الجثة الثانية بل تعثر القوة الموجودة بحجرة ريا على دليل دامغ وحاسم هو ختم حسب الله المربوط في حبل دائري يبدو أن حسب الله كان يعلقه في رقبته وسقط منه وهو يدفن إحدى الجثث، لم تعد ريا قادرة على الإنكار خاصة بعد وصول بلاغ جديد إلى الضابط من رجاله بالعثور على جثة ثالثة.

وتضطر ريا إلى الاعتراف بأنها لم تشترك في القتل ولكن كان هناك رجال يأتون الغرفة مع نساء وأنهم ارتكبوا الجرائم أثناء غيابها وحددت الرجلين بأنهما عرابي وأحمد الجدر، ثم تـأمر النيابة بالقبض على كل من ورد اسمه في البلاغات الأخيرة خاصة بعد أن توصلت أجهزة الأمن لمعرفة أسماء صاحبات الجثث التي تم العثور عليها في منزل ريا، ثم وصلت تحريات من صول يدعى محمد الشحات تؤكد أن ريا كانت تستاجر حجرة أخرى بحارة النجاة من شارع سيدي اسكندر تناقل قوة البوليس بسرعة إلى العنوان الجديد ويتم إخلاء الحجرتين ويتم اكتشاف جثث جديدة.

ينطلق الضباط إلى بيوت جميع المتهمين المقبوض عليهم ويعثر الملازم أحمد عبد الله من قوة المباحث على مصوغات وصور وكمبياله بمائة وعشرين جنيها في بيت المتهم عرابي حسان كما يعثر نفس الضابط على أوراق وإحراز أخرى في بيت أحمد الجدر، ثم تصل معلومة إلى أن ريا كانت تسكن في بيت آخر بكرموز وتركت هذا السكن بحجة أن المنطقة سيئه، وعند الحفر يتم اكتشاف جثة امرأة جديدة.

كان أقوى الأدلة هو العثور على جلباب نبوية في بيت سكينة وأكدت بعض النسوة من صديقات نبوية أن الجلباب يخصها ولقد اعترفت سكينه أانه جلباب نبوية ولكنها قالت أن العرف السائد بين النساء في الحي هو أن يتبادلن الجلاليب وأنها أعطت نبوية جلبابا وأخذت منها هذا الجلباب


مسارح الجريمة


البيوت التي شهدت الجرائم كانت أربعة وجميعها تقع قرب ميدان المنشية، وكانت عناوين البيوت تحديدا هي:[14]

رقم 5 شارع ماكوريس في حي كرموز.

رقم 38 شارع علي بك الكبير.

رقم 6 حارة النجاة.

رقم 8 حارة النجاة.

يتبع...👇👇

ريا وسكينة  عصابة إجراميةDove le storie prendono vita. Scoprilo ora