قُ.مِ.حَ.١

158 11 12
                                    

.
*لا تَحتوي علي أيةِ عِلاقاتٍ مُحرمة بَتاتاً.

.
دَفعتْ لِسائق التاكسِي نقود أُجرتِه ،وعدّلت حَقيبتها علي كَتِفها بِشكلٍ عشوائِي قَبل أن تهُمّ بِالركض عَلي سلالِم المَبني وُصولاً لِشقتِها فِي الدور السَابِع والعشرين التِي تَقطُن بِها مَع أخيها الأَكبر ،هِي حتّي لم تتفَقد المِصعد خوفاً من أن يكُون مُنشغِل فتتأخَر أكثر لإِنتظارِه.

وقفتْ أمام بابِ الشّقةِ تستنِدُ بِجزعِها علي رُكبتيها تُحاول إلتقاط أنفَاسِها التي سُلِبت أثر الركضِ المُتواصل، ثوانٍ وأعتدلَت بِوقفتِها ،أخرَجت هاتِفها سَريعاً مِن جَيب سُترتِها المدرَسية لتتَفقّد الوقت ،سُرعانَ ما شَهقت عِندما أدرَكت أنّها مُتأخِرة لِلغاية.

وبِحركة سَريعة مِنها أدخلت رَمز الدُخولِ الخاصِ بالشّقة بيدٍ ترتَجِف ودخلت سَريعاً وهي تتمنّي بِداخِلها ألاَ يَحدُث مَا بِبالِها ومَا تَهابُه.

•••

'Naleen'

دخلتُ المنزِل بِقلبٍ ينبُض خوفَاً مِما سَيحدُثُ بعد قَليل، تقدمتُ مِن البهوِ بخطواتِ مَلحُوفةٌ بِالتّوتُر وَالخوف ومَا زادنِي رعباً حينَها أنني وجدتُ أخِي جالِساً علي الأرِيكة المُقابِلة لِبابِ الشّقة يُطالِعُني بِنظراتٍ دبّت الرُعب بِداخلي المهزوزةَ أكثر.

كانَ يضعُ قدماً فوق الأُخري ويضُم يداهُ إلي صدرِه وحاجبيهِ مقرونينِ بغضبٍ ظاهٍر وعينَاهُ المُرعِبة تتفحَصُ هيئتِي إنشاً إنشاً إن كُنت أرتدي شيئاً مُخالفاً حَذرنِي بشأنِ ألاَ أفعلهُ مُسبَقاً، مثلاً إن كُنت قَد رفعتُ تنورة المَدرسة أو أنزلتُ جوارِبي قَليلاً أو رَفعتُ شَعري وأشياءَ كهذهِ لا مُنتهية..

إزدَرمتُ ريقِي بِخوفٍ عِندما عدّل جَلستهُ وأصبحتْ قدماهُ مُنفرجتان، يضعُ ذقنهُ علي يداهُ المتشابِكة والتي يَسندُهُما عَلي قدَميهِ وعيناهُ لازالت موضوعةً علي هيئتِي التِي ترتجفُ خوفاً مِما هو قادِم.

- أينَ كُنتِ؟ ولِما تأخرتِ هَكذا؟

خمنتُ أنهُ سيسألني هذا السُؤال ولكِنني حاولت النفي والإنكَار لعلّه يتغاضَي هذِه المرة فحَسب!

- لَم أتأخَر!

نبرتي كانت مُهزُوزة أثرَ الخوفِ الذي أشعُر بِه ولاَ شك أنّهُ شَعر بِها، أنا كَذبتُ لِلتو وهذا أكثرُ ما يُمقِته أخيِ..
أعنِي أينَ كانَ عقلِي عِندما تفوهتُ بِهذَا الهُراء اللامنطِقي، لقَد تأخرتُ وهذا واضِحُ وضُوح الشمس.

- لَم تتأخَري! بِحقِ الجحيمِ أنتِ مُتأخِرة سَاعة وسَبعٌ وثلاثون دَقيقة!

وقفَ بإنفِعال وثار جُملتهُ بِغضب وأقسِم أنّ المَبني بِأكملُه سَمِع صوتَ صراخِه الذي يتكَررُ يَومِياً لِدرجةِ أنّ إحدي جَاراتِنا في المَبني سألتني يَوماً بشأنِ هذا وأضطُررتُ أن أجيبَها بأَن 'أخيِ سريعُ الغضَب' .

قُيودٌ مِن حَرِير.Onde as histórias ganham vida. Descobre agora