الفصل الواحد والعشرون : أشياء جديدة

Start from the beginning
                                    

كاد أنور أن يعترِض فـ أوقفه رحيم وهو يُكمِل بـ نفس هدوئِه وتعقُله.

"عارِف لو كُنت بتحِبها فِعلاً .. مكُنتِش هتأذيها ولا هتخليها تفكر مليون مرة قبل ما تِتعامِل معاك! ، لكِن إنت عايزها لـ مُجرد إشباع رجولتك بيها ، عايز تحِس إنها المكسورة الضعيفة وإنت الطاغية الحاكِم اللي مِش بيستعصى عليه حد؟".

شئً ما جعل أنور يندهِش وكـ أنه شفاف أمام رحيم حتى يستطيع قرائته بـ سهولة هكذا ، فـ لم يتحمل المزيد مِن الحقائِق وصرخ غاضِبً يُداري على واقِع ما يقوله الأخر.

"كُل كلامك ده مِيهمنيش! .. ومهما حاوِلت تبعِدني عن ليلى هتِبقى ليا أنا في الأخر ، وهتشوف هقدر أعمِل إيه فيها وفيك إنت كمان".

إنتهت حلول رحيم في التفاهُم مع هذا الكائِن ، لـ يقترِب كثيراً مِنه وهو يتحدث بـ ثباتٍ إنفعالي.

"شوف يا كابتِن أبو الأنوار .. أنا طول الوقت ده كُنت ماسِك أعصابي عليك ، وإتعامِلت معاك بمُنتهى الذوق والأدب ، لكِن واضِح إنك بتحِب العُنف! .. وصدقني مِش عشان أنا دُكتور وشكلي مُحترم يبقى هخاف مِنك؟ ، بالعكس أنا خايف عليك مِن شري .. لإني مُتأكِد إن وشي التاني مِش هيعجِبك نهائي ، فـ نصيحة مِني ليك بلاش تهدِد عشان التهديد مبياكُلش معايا! ، ويلا إتفضل مِن غير مطرود بقى عشان بِننام بدري إحنا".

كاد أنور أن يقتُله بعد هذه الكلِمات وثِقته الزائِدة في ذاتِه ، تجعله يبغُضه أكثر ويزداد الحِقد في داخِله ، ولكِنه قرر أن يصبِر وسوف يُندِمه على كُل ما نبُس بِه للتو.

.............

في الخارِج إستغل بدر جلوس كوثر مع هالة وماجدة يتحاورون حول ليلى وإبن خالتِها ذاك ، فـ ذهب نحو شمس التي كانت تمكُث وحدِها في ركُنٍ بعيد وهي تُراقِبهُم بـ نظاراتِها الناعِسة.

"إنتي مِش فرحانة بخطوبِة صحبِتك ولا إيه؟".

فُزعِت مِن وجودِه أمامها وأجابته بـ ملل.

"وهفرح ليه وخطوبِتهُم مِن أوِلها غلط ومبنية على مصلحة؟".

لم يفهم بدر عن أي مصلحةٍ تتحدث هي ، فـ حسب ما لاحظه أن صديقه قام بالتقدُم إلى ليلى بـ سبب إنجذابِه لها! ، فـ لم يكبح فضوله وسألها.

"طب وحتى لو فيه مصلحة إنتي إيه اللي مضايقِك مِش فاهِم؟ ، يعني ليلى ورحيم مبسوطين المفروض تنبِسطي معاهُم!".

إنتصبت واقِفة وهي تهتِف في شراسة كـ أنها تود الإنقضاض عليه وتناوله حياً.

بارانويا | «جُنون الإرتياب» (قيد الكتابة)Where stories live. Discover now