chapter 2

231 19 5
                                    

____ناتاليا____

لحظة صمت بدت كساعات، توقف العازفون و توقف الراقصون، سلطت الأضواء علينا. أعينه مفتوحة على مصرعيها بدهشة لكنه ظل ساكنا. ارتبكت فاهتزت حدقة عيني و أفلتت ربطة عنقه و كرد فعل سحبني فريديانو لأستقيم و دون أن تلتقي أعينهم مرة أخرى انسحب مغادرا في جهة و غادرت القاعة من الجهة المعاكسة في اتجاه الرواق المؤدي للحمامات

دخلت للحمام و غسلت يدي مرت بعد أخرى أحاول أن أمحي آثار يده القذرة لدقائق قبل أن أتخبط متذمرة و تحدثت مخاطبة نفسي. لم يكن علي قبول طلبه ثم لماذا سحبت ربطة عنقه، هو لن يتجرأ على أن يسقطني أرضا. لم يكن عليه منذ البداية أن يفاجئني هكذا، لم تكن تلك الحركة جزء من الرقصة لكنه أضاف بهاراته. لماذا على الوضع أن ينتهي هكذا؟

قد تحول المكان بالفعل إلى قدر يغلي و ما زاد الطين بلة كان انسحابنا لنحدث فوضى عارمة ستصبح حديث الشهر أو ربما العام، و ما أكد لي ذلك كان اقتراب امرأتان مرة على ألسنتهم اسمي فدخلت إحدى غرف المرحاض أسترق السمع لحديثهما

"لا يعقل ذلك! إن هذا خارق للطبيعة"
"أرأيت كمية الدراما التي كنت ستفوتيها لو لم أصر على قدومك" قالت الأولى قبل أن تجيبها الأخرى "من هاه الناحية أنا ممتنة لك، لكن هل تظنين أن بينهم شيء؟ رغم أن التوتر و الإنجذاب بينهما واضح"

ما هذا بحق خالق الجحيم، عن أي انجذاب يتحدثون عنه؟ ضلت ملامحها مصدومة بينما يكملان حديثهما

"أراهن على أنهم سيقعون لبعضهم" صمت قصيرقطعه إجابة المرأة الأخرى "مهلا، تخيلي لو أنه تزوجوا، أقوى زعماء تزوجوا! ثم أنهم مع بعض يشكلون ثنائي لا يمكن هزمه، إنهم فقط مثاليون لبعضهم. كمال السلطة، كمال القوة، كمال الجمال و الجاذبية، كمال الأجسام. أتساءل من سيكون المسيطر في العلاقة؟" فأجابت الأولى قائلة "سيشكلون توازنا، و علاقتهم ستكون مثيرة بين الكره و العداوة و الإنجذاب ثم الحب و العشق و الهوس"

مستحيل! و لو في الخيال. اي نوع من المخدرات قد تعاطيتا قبل الحديث؟ أتزوج بكيس القمامة ذاك هذا أمر لا يتقبله عقلي أبدا. ربما سنشكل ثنائيا مدهشا، من ناحية القوة و السلطة فقط، نعم فقط أليس كذلك؟ بلا لذا لا تتأثري بحديثهم أبدا. أدرت الحديث بين نفسي قبل أن يكملوا حديثهم

" بالمناسبة هل لديك أحمر شفاه فقد نسيت خاصتي" أردفت الاولى و أخبرتها الأخرى أنها لم تجلبه معها. تنفست صعدانا قبل أن أزفر نفسي كله، أعدت ملامحي لجموده و كأن شيء لم يحدث قبل أن أفتح الباب المرحاض و خرجت لتقابل المرأتان، حفيدتي عائلة سيريا المنظمة للحفل، ميرينا و جوليانا. ما إن استوعبت سماعي لحديثهما شحبت وجوههما و انحنتا ببطء كجدع شجرة، لكنني لم أكن أنوي قول شيء

خلف الظلالWhere stories live. Discover now