قلعة تاورمينا- 18 -

Start from the beginning
                                    

"انصرف"

"سيد..."

كالنسر لفت رقبته نحوه ماتيو وتصلب فكه بينما تنفس ماتيو بعمق ثم انحنى وخرج وقبل ان يخرج وقعت اعينه على ساكورا التي لم تنخفض اعينها من اول ثانية اقتحم فيها القبو، ما اغضبه اكثر ابتسامتها التي لم تنكسر في وسط غضبه.

اغلق فيكتور الباب، لم يغلق حقا بل لم يكن فولاذ لانكسر من قوة تصفيقه للباب.

بينما كل ما فعلته فيرا هو فتح شعرها وغمر اصابعها في بين خصلاتها، ترخي اعصاب رأسها وهي تعلم ان نقاشا حادا وطويلا من فئة نقاشات لن تعجبها على وشك الحدوث. تنفست بعمق ثم تركت شعرها الطويل ينسدل خلف ظهرها.

"لا احب ان ينظر لي احدا مطولا!" نظرت نحوه وهي تعلم انه يراقبها يهدئ هو الاخر من نفسه "بجانب الجنون نحن دي لوكا معروفون باقتلاع الاعين"

"لست مندهشا" خرجت تلك الكلمات من فيكتور ببرود، في بذلته السوداء كان يعمل بسلام بعد منتصف الليل في مكتبه حين طرق باب القلعة يعلن اضواء صافرات الشرطة ينتظرون خروج الزعيم

"ماذا تريد اذا؟ انا متعبة واود الراحة"

نظر لها مطولا ثم جلس مقابلها على الاريكة "هذه ليست كالابريا فيرا، الامور تختلف هنا"

"لم اكن اعلم حقا! الناس هنا لا تنفك عن تذكيري بذلك"

نبرة السخرية التي اعتلت في صوتها جعل فيكتور يلعن في داخله، لانه بشدة لا يريد توبيخها لانها ليست طفلة ويعلم جيدا ان طبعها من الفولاذ ان شد عليها سيستقيم ولكن سيترك ندوبا وذلك ليس ما يريده.

فيرا ليست من اللواتي تريد التوائها، ليست من التي تعاديها، فيرا مزاجها لا ثبات له، فيرا لا تستطيع فهمها بسهولة.

فتح اول ازرار قميصه باهمال ثم مسح على مؤخرة عنقه "انا لن استطيع حمايتك في كل مرة تصرفتي فيها دون اعلامي"

"فيكتور انا لست طفلة تريد معرفة خطواتها"

البقعة السوداءWhere stories live. Discover now