حينما انتهيتا من الحديثِ ابتسمتْ رين ابتسامة مُطمْئِنة، تُخبرها بأنَّ الفُستان سيكون أجمل مما في خيالها حتى. ثم استأذنتْ بالرحيل لتتمكن من الوصول إلى طوكيو قبل حلول الظلام.

كان الهواء البارد يقرص جسدها من حينٍ لآخر على ذلك الطريق المُعبَّد إثر فتحها التام للنافذة، وعلى أنغام Fujii Kaze حاولتْ مُجاراة تلك الحالة الشعورية. فكَّرتْ بتسجيل ڨيديو لها، ففتحتْ الكاميرا وأسندتْ الهاتف على المقعد بجانبها، بعدما فتحتْ سقف السيارة لإضفاء بعضًا من المِثالية على الأجواء.

لكنَّ تلك المثالية لم تدُم طويلًا، حينما أبطأتْ السيارة بينما تُصدر أصوات احتكاكٍ غريبة، ثم فجأةً توقَّفتْ عن الحركةِ نهائيًا.
كان بعض الدخان الذي يكاد يكون مرئيًا يتصاعد من الأمام، لذا على الأغلب أنه المُحرِّك.
لم تعرف ماذا تفعل، ليس لديها رقم ورشة صيانة، ويبدو من الطريق المُقفِر أمامها أن لا سبيل لوجود واحدة قريبًا.

مع ذلك فقد انتظرتْ لبعض الوقت لعلَّ سيارة تمر وتأخذها في طريقها، إلا أنَّ ساعتين مرتا ولم ترَ أي واحدة.

بدأ الظلام يتسلَّل شيئًا فشيئًا عبر الغيوم، والشمس شارفتْ على الاختفاء، وهي ما تزالُ واقفة على مسافةٍ من السيارة يلسعها الهواء الليليّ.

لم ترغب في البقاء في السيارة رغم ذلك خوفًا منها أن تنفجر أو شيء من هذا القبيل، فالمُحرِّك ما يزالُ يتصاعد منه الدُّخان.

حينما يأستْ يأسًا تامًا ظنتْ أن الاتصال بأحدٍ ليأتي ويُقلّها هو الحل المِناسب، وكان هاروكي في مقدمة سجل الاتصال. تردَّدتْ لثوانٍ قبل أن تضغط على زر اتصال، وهو بدوره لم يتأخر كثيرًا في الرد.

_ مرحبًا!
= هاروكي.. أنا آسفةٌ لكن هل يُمكنك أن تأتي وتُقلّني؟ لقد تعطَّلتْ السيارة فجأةً في مُنتصفِ الطريق.
_ أين أنتِ؟
ألقتْ نظرةً فاحصةً حولها وبحثتْ عبثًا عن لافتةٍ أو أيّ شيءٍ يدل على مكانها.
= لا أعلم حقًا.. الطريقُ فارغ.
_ إذًا أرسلي لي موقعكِ في رسالةٍ، سآتي على الفور.
= حسنًا..

أغلقتْ الهاتف وفعَّلتْ الموقع ثم أرسلتْه إلى هاروكي، كانتْ في منتصف المسافة تقريبًا بين هيدا وطوكيو. مع ذلك لم يستغرق هاروكي الوقت الذي توقعتْه ليصل إليها.

ترجَّل من السيارةِ واتخذ خطوات واسعة نحوها وأردف ببعض القلق: "هل أنتِ بخير؟"
أومأتْ بالإيجاب لكنه تابع: "لا شك أنكِ تشعرين بالبرد، لمَ تقفين في الخارج؟"
= فقط كنتُ خائفة من البقاءِ في السيارة.
_ حسنًا، دعينا نذهب نحن وسنُحضر أحد ليُصلحها.
أومأتْ ثانيةً واتخذا طريقهما نحو سيارته. شعرتْ رين بالدفءِ يُغلِّفها ويحتوي جسدها بالكامل حالما دخلتْ السيارة وأغلقتْ الباب، فاستندتْ على الكُرسيّ وأغلقتْ عينيها باستكانة.

بيـن أزهـار الساكـورا || Between Sakura 🍁حيث تعيش القصص. اكتشف الآن