البارت التاسع عشر | إقناع

ابدأ من البداية
                                    

" لا أضن أنها عادت كليا... لأنها طلبت من الحارس أن يبقي السيارة عند البوابة،ولا يركنها..."

تغيرت ملامح جلنار السعيدة لأخرى تعيسة،و تردف بهدوء و حزن واضحين...

" صراحة لا ألومها، كيف لها أن تسامحنا على كذبة كهذه... "

نظر آسر نحوها،لينفي برأسه...

" غضبت منا للوهلة الأولى لأنها ظنت أننا ننعرف بكذبته،لكن عندما تعرف أن لا دخل لنا سيكون لها رأي آخر... أعرف ديهية لن تظلم أحدا... "

إستقام هو الآخر،ليغادر مجلسهم و يتجه لغرفته...

بخطى ثابتة و رزينة،كانت تتجه ديهية نحو الغرفة... وصلت أمام الباب لتتقدم يدها تفتحه بهدوء...
و عند أول خطوة وضعتها في الغرفة،رفعت بصرها لتراه يجلس عند طرف السرير مع طليقته المزعومة... لا تعلم الحديث الذي يدور بينهم،لكن رؤيتهم كانت كافية لتعكير صفو الجو...
توجهت أنظارهم نحو الباب عندما إستشعروا دخول أحدهم،ليستقيم أيهم بسرعة عند رؤيته لديهية... بخطى سريعة تقدم منها،لترفع أصبعها تضعه على شفاهها تأمره بأن يصمت... لتتكلم هي...

" أكملوا ما كنتم في صدد فعله،لن أزعجكم... سآخذ بعض أغراضي و أغادر... "

راحت نحو غرفة الملابس تحت نظراتهم... أخذت حقيبة صغيرة و بدأت بوضع بعض قطع الملابس فيها... و عندما أكملت حزمها،جرتها إلى الغرفة ناوية الخروج...

عندها وجدت أيهم يجلس على السرير لوحده،يبدو أن طليقته المزعومة قد غادرت...

هي كذلك كانت تنوي الرحيل،لكنه إستقام بسرعة يزيح يدها عن الحقيبة،يردف بنبرة مترجية...

" ديهية... أرجوك لا ترحلي بهذه الطريقة... لا يزال هنالك وقت كاف للحوار... حاولي أن تفهمي وضعي قليلا... "

أزاحت كفها من يده بهدوء بينما تنظر له...

" أيهم،أيهم ،أيهم... ألا تمل من تكرار حديثك... دعني و شأني... "

أعادت يدها للحقيبة تجرها نحو الباب،كانت ستلف المقود، لكنه فتح من طرف شخص آخر...

كائن صغير ظهر من خلف الباب،يمسك لعبته بيده الأخرى،يلقي بابتسامات بريئة له و لديهية...
رؤيته بتلك الهيئة جعلت ديهية تبتسم هي الأخرى، أما آيدن فلم ينتظر كثيرا ليتقدم منها أكثر يقول...

" هل ستغادرين ؟"

إستفهم آيدن،لتجلس ديهية على ركبتيها تجيبه، رغم تعجبها من سؤاله... كيف عرفها و كيف يسألها هكذا...

الدخيلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن