البارت الثالث | قوية

857 39 8
                                    

ولدت لتكون مختلفة...












ثوان و لاتزال أيديهم تعانق بعضها... أحست ديهية بتلك المدة لتسحب كفها بخفة ملتفتة إلى البقية،بينما هو حمحم عندما انتبه للوضع الذي كانوا عليه...

تقدمت كلتا العائلتان نحو غرفة الجلوس و كان آخرهم أيهم و آسر الذي ضرب كتف أخيه بخفة مردفا بنبرة متلاعبة...

" هل من الممكن أن أحضر زفافا بالأيام القادمة..."

أكمل كلامه بابتسامة لعوبة... أما عن أيهم فأنزل يد آسر عن كتفه، واختار أن يلتزم الصمت ،ليتجاوزه و يذهب عند البقية...

لم تكن الأجواء بينهم رسمية بالرغم من مدة الغياب الطويلة، دخلوا في الجو بسرعة و تطرقوا لنقاشات و مواضيع مختلفة... كانت ديهية تشارك في الحوار بين الحين و الآخر، دون أن تغفل عن نظرات أحدهم التي كانت تبدوا منزعجة منها بغير سبب يذكر...

" لقد كبروا بالفعل، الزمن يمضي بسرعة مخيفة... "

تكلمت والدة ديهية مع رحمة عن إخوة أيهم و إبنتا عمه... عندما تركتهم كان أكبرهم يدرس في الثانوية... و بعد هذه المدة سعدت جدا لرؤيتهم لما وصلوا عليه اليوم و لم تخفي سعادتها هذه...

" صحيح... الوقت يمضي و العمر ينقص... فخورة بهم واحدا واحد... "

أردفت رحمة بنبرة فخر كبيرة لتلتفت لديهية وتكمل...

" حتى إبنتك كبرت و أصبحت سيدة جميلة... "

إبتسمت ديهية لكلام رحمة التي كانت تمسح على كفيها برفق بسبب جلوسها بجانبها...

" و أنت جميلة جدا سيدتي... "

أفرجت عن هذه الكلمات لتجعل رحمة تضحك بسرور ... دقائق بعدها أتت الخادمة لتخبرهم أن العشاء جاهز...
إستقام الجميع من مكانه بصدد الذهاب لتناول العشاء...

بينما أخذت حقيبتها و راحت تخرج من الغرفة إصطدمت بها شابة تبدو أنها في نفس عمرها أو أكبر منها بقليل ، طويلة القامة ، تملك شعرا عسلي يميل للأصفر...
و تجزم ديهية أنها إفتعلت هذا عمدا... لم تفهم لماذا ،حتى نظراتها لها قبل قليل أزعجتها و أربكتها...
وقفت في مكانها تنظر للتي ذهبت دون أن تلتفت أو تعتذر حتى بغضب، و قبل أو تمشي خطوة أخرى أحست بيد أحدهم تحط على ظهرها، لتستدير بسرعة...

" دعك منها و لا تكترثي لها، هي هكذا لا تطيق أحدا"

كانت هذه كيان زوجة الأخ الأكبر لأيهم التي تكلمت بهدوء مع ديهية و التي أمسكتها مسطحبة إياها إلى غرفة الطعام...

بدأ الجميع بتناول طعامهم في جو عائلي كبير ،الجميع يحدث بعضه البعض ، يتحاورون ، يضحكون على كلام آسر الذي جعل ماتيا تضحك طيلة مدة جلوسهم، الطفلتان اللتان أضفن جوا طفوليا رائع...
كانت ديهية ممتنة جدا للحظات التي تقضيها الآن...

الدخيلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن