ولدت لتكون مختلفة...
ثوان و لاتزال أيديهم تعانق بعضها... أحست ديهية بتلك المدة لتسحب كفها بخفة ملتفتة إلى البقية،بينما هو حمحم عندما انتبه للوضع الذي كانوا عليه...
تقدمت كلتا العائلتان نحو غرفة الجلوس و كان آخرهم أيهم و آسر الذي ضرب كتف أخيه بخفة مردفا بنبرة متلاعبة...
" هل من الممكن أن أحضر زفافا بالأيام القادمة..."
أكمل كلامه بابتسامة لعوبة... أما عن أيهم فأنزل يد آسر عن كتفه، واختار أن يلتزم الصمت ،ليتجاوزه و يذهب عند البقية...
لم تكن الأجواء بينهم رسمية بالرغم من مدة الغياب الطويلة، دخلوا في الجو بسرعة و تطرقوا لنقاشات و مواضيع مختلفة... كانت ديهية تشارك في الحوار بين الحين و الآخر، دون أن تغفل عن نظرات أحدهم التي كانت تبدوا منزعجة منها بغير سبب يذكر...
" لقد كبروا بالفعل، الزمن يمضي بسرعة مخيفة... "
تكلمت والدة ديهية مع رحمة عن إخوة أيهم و إبنتا عمه... عندما تركتهم كان أكبرهم يدرس في الثانوية... و بعد هذه المدة سعدت جدا لرؤيتهم لما وصلوا عليه اليوم و لم تخفي سعادتها هذه...
" صحيح... الوقت يمضي و العمر ينقص... فخورة بهم واحدا واحد... "
أردفت رحمة بنبرة فخر كبيرة لتلتفت لديهية وتكمل...
" حتى إبنتك كبرت و أصبحت سيدة جميلة... "
إبتسمت ديهية لكلام رحمة التي كانت تمسح على كفيها برفق بسبب جلوسها بجانبها...
" و أنت جميلة جدا سيدتي... "
أفرجت عن هذه الكلمات لتجعل رحمة تضحك بسرور ... دقائق بعدها أتت الخادمة لتخبرهم أن العشاء جاهز...
إستقام الجميع من مكانه بصدد الذهاب لتناول العشاء...بينما أخذت حقيبتها و راحت تخرج من الغرفة إصطدمت بها شابة تبدو أنها في نفس عمرها أو أكبر منها بقليل ، طويلة القامة ، تملك شعرا عسلي يميل للأصفر...
و تجزم ديهية أنها إفتعلت هذا عمدا... لم تفهم لماذا ،حتى نظراتها لها قبل قليل أزعجتها و أربكتها...
وقفت في مكانها تنظر للتي ذهبت دون أن تلتفت أو تعتذر حتى بغضب، و قبل أو تمشي خطوة أخرى أحست بيد أحدهم تحط على ظهرها، لتستدير بسرعة..." دعك منها و لا تكترثي لها، هي هكذا لا تطيق أحدا"
كانت هذه كيان زوجة الأخ الأكبر لأيهم التي تكلمت بهدوء مع ديهية و التي أمسكتها مسطحبة إياها إلى غرفة الطعام...
بدأ الجميع بتناول طعامهم في جو عائلي كبير ،الجميع يحدث بعضه البعض ، يتحاورون ، يضحكون على كلام آسر الذي جعل ماتيا تضحك طيلة مدة جلوسهم، الطفلتان اللتان أضفن جوا طفوليا رائع...
كانت ديهية ممتنة جدا للحظات التي تقضيها الآن...
أنت تقرأ
الدخيلة
Romanceالماء و النار، النور و الضلام، الكره و الحب... كلها نقيضة لبعضها البعض... و لا يمكن لأبجدية الطبيعة أن تجمعهم مهما حاولت، فهم إختاروا أن يكونوا عكس بعضهم منذ الأزل ليخلقوا توازن البشر... " كان خطأك فادحا عندما حاولت إستغفالي و وضعي تحت الأمر الوا...