البارت التاسع عشر | إقناع

484 32 8
                                    

هل كل هذه أنتِ؟
غامضة و واضحة... و حاضرة و غائبة معا...
عيناك ليل حالك... لكنه يضيئ عتمتي...

يداك باردتان و ترتجفان،لكن توقدان الجمر في جسدي...

أما عن صوتك، فهو خامة موسيقية مسروقة من عصور مضت...

أنتِ كثيفة و شفيفة، و عصية و أليفة...






































لم تكن رحمة يوما شخصا متهور و سريع الغضب،بل كانت من الأشخاص المراعية و التي تلتمس الأعذار دائما لمن حولها... لكن حقيقة أيهم التي كشفت اليوم أعمت بصيرتها،كانت تريد إطفاء نار الخذلان الذي أشعلها فيها...
رفع رأسه ينظر لها بضياع،يمرر العديد من الكلمات المبطنة،التي تفهمها رحمة من نظراتها... ليتحرك جسده بعد ثوان مغادرا الغرفة...

عند ديهية التي لم تجد مكانا غير مكتبتها لتذهب إليها،دلفت تشعل الأنوار، تلقي بأغراضها أرضا...
ألقت كعبها جانبا،لتتقدم نحو ركن القهوة بهدوء... إنتهت من تحضير قهوتها،لتأخذ حقيبتها من على الأرض و تجلس على مكتبها...
إرتشفت بعضا منها بينما تقلب في هاتفها كمحاولة منها من عدم التفكير بما حصل...
أخرجت مرآة صغيرة و منديل مبلل ،لتبدأ بمسح بقايا الكحل الذي لطخ أسفل جفنيها...

قررت إشعال هاتفها،لتنصدم من كمية الإتصالات و الرسائل التي وصلتها منهم جميعا... كانت تمسحهم واحدة تاو الأخرى، لكن إحدى الرسائل و التي كانت من آسر لفتت إنتباهها،كان يقول فيها...

" ديهية، أعلم أنك سترين رسالتي... أقسم لك أن لا أحد منا يعلم بأن أيهم أخفى عنك هذا الأمر، نحن كذلك تفاجئنا عندما عرفنا أنك لا تعلمين... لا أحد منا يستحق المعاقبة غير أيهم،لا تغضبي منا،لم نكن نعلم... "

وضعت هاتفها جانبا و توقفت عن الحركة لوهلة... لتستقيم بعدها آخذة حقيبتها،مغلقة المكتبة تتجه بسيارتها إلى القصر...

كان الوضع متوترا بشدة في القصر،لا أحد في مزاجه، لا يزال الجميع يجلسون في غرفة الجلوس،عدا رحمة،و تاليا و إيلانا التي أخذت آيدن لتغير له ملابسه...
في ضل ذلك الصمت السائد ،وصل إلى مسامعهم صوت كعب، لينظر الجميع لبعضهم بتسائل...
إبتعد الصوت عن مسامعهم ولم يتمكنوا من معرفة من التي دخلت أو خرجت... ثوان فقط لتأتي الخادمة تردف...

" جائت السيدة ديهية... "

إستقامت جلنار ،تقول بسعادة...

" عادت؟!... "

نظرت الخادمة نحوها لبرهة،ثم أجابتها...

الدخيلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن