الخامس

3K 79 0
                                    

تقلبت حور فوق الفراش تتنهد بسعادة فهى لم تنام بذلك العمق منذ مدة طويلة لتفتح عينها تنظر إلى  سقف الحجرة بتعجب فهذه ليست حجرتها فى منزل أبيها لتنهض بفزع وتنظر حولها لتتذكر أنها ليست فى منزلها بل في منزل زوجها لتمر أحداث ليلة أمس في بالها فتلتف إلى الجهة الأخرى من الفراش لتجدها فارغة فتتنهد براحة فهى لا تريد رؤيتة قبل أن  تستجمع شجاعتها لتستطيع الوقوف أمامة والمحاربة فيكفيها ماحدث أمس.
نهضت من الفراش تتجة إلى الحمام حتى تاخذ حمام تنعش بة جسدها لتستطيع مواحهة يومها، ذهلت من منظر الحمام ومابة فهو رائع توجد بة كل مايجتاجة الشخص ليستطيع بدأ يومة لتقرر أخذ دش سريع ويمكن للمغطس الإنتظار حتى المساء لتنعم بة.
أنهت حمامها ووقفت تجفف جسدها بمنشفة زغبية الملمس لتلعن نفسها فهى لم تحضر أى ملابس معها وفقت بحيرة لا تدرى ماذا تفعل لتقرر لف جسدها بمنشفة والخروج سريعا من الحمام وإرتداء ملابسها قبل حضور أحد، خرجت من باب الحمام ولم تكن تخطر خطوتين حتى إصتدمت برحيم الذى كان يهم لدخول الحمام ليتسمر مكانة من رؤيتها بتلك الصورة فتصدم بصدرة ليحاوطها بذراعية بحركة لا إرادية  منة فترفع أنظارها إلية برهبة وهى ترى عينية تجول فوقها وتشعر بة يضمها أكثر إلية فتتحرك بعدم راحة بين ذراعية ليتنحنح بخشونة ويقول وهو يتراجع للخلف...
= أجهزى بسرعة يلا علشان الكل تحت مستنينا على الفطار.
هزت رأسها بإرتباك تتحرك بإتجاة دولابها ووقفت تنظر بحيرة إلى ملابسها تبحث عما يصلح لإرتدئة فى أول يوم لها فى القصر فلم تنتبة لرحيم وهو يقف ينظر إلى ذراعيها ومابة من كدمات ناتجة عن قبضة سارة فوقة وقد تحولت للون الأزرق لتشعر بلمستة فوق بشرة ذراعيها ويقول بصدمة وإستنكار...
= إية إللى فى دراعك دة؟؟ مين عمل فيكى كدة؟؟ احست حور بالقشعرية تسرى فوق بشرة ذراعيها من لمستة ولكنها لم تظهر ذلك لتقول بلامبالاة حاولت إظهارها فى صوتها...
= مش مهم حصلت إزاى أهى موجودة وخلاص.
لفها رحيم لتواجهة وهو يقول بغضب...
= إزاى مش مهم دى صوابع ومعلمة على إيدك قولى مين عمل كدة؟؟
نظرت حور فى عينية بشجاعة...
= ولو قلتلك تفتكر هتصدقنى؟؟
رحيم بحيرة من ردها...
= تفصدى إية؟؟
حور= مش مهم أقصد إية أنت إمبارح قررت أى جهة هتصدقها فمبقاش لية لازمة الكلام.
بهتت ملامح رحيم ليقول بعدم تصديق...
= تقصدى سارة بكلامك دة وإنها إللى عملت فيكى كدة؟؟
حور بشجاعة رغم نبرة عدم تصديقة التى سمعتها فى صوتة...
= أة هى عاوز تصدق صدق مش عاوز عادى مش هتبقى أول مرة.
ليترك رحيم ذراعها ويمرر يدة فى شعرة بعصبية ليعطيها ظهرة ويقول بنرة لا تظهر أى ردة فعل...
= إلبسى هدومك وحصلينى تحت قدامك عشر دقايق.
لينتفض ويخرج من الغرفة بخطوات سريعة ليصفع الباب بقوة إهتزت لها أركان الغرفة فتهز حور كتفيها تحاول كبت دموعها حتى لا تتساقط لتحدث نفسها...
= وانتى زعلانة لية دلوقتي؟؟ ما أنتي عارفة رد فعلة من قبل ما تقوليلة وعارفة قيمتك عندة يبقى لية الدموع؟؟
نزلت حور الدرج تشعر بالخجل والرهبة ترتدى فستان بسيط من اللون الأزرق ووشاح خفيف تخفى بية خصلات شعرها التى تمردت من أسفلة لتغطى وجنتيها وأخذت تنظر حولها بحيرة لتجد إحدى الخادمات تظهر من جهة المطبخ لتسألها حور بهدؤء  
= فين رحيم بيهة؟؟
ردت الخادمة بهدوء...
= فى أوضة السفرة يا هانم
شكرتها حور بخفوت وهى تتجة إلى الحجرة التى ما إن دخلتها حتى أسرعت السيدة وداد بالترحيب بها بمحبة...
= صباح الخير يابنتى تعالى أقعدى هنا.
تقدمت حور لتجلس بجوارها تحاول ألا تلتفت ناحية رحيم الذى كان يجلس على رأس المائدة بجوارة سارة التى كانت تهمس إلية بخفوت ودلال ورحيم ينظر أمامة بتصلب وهو يتناول طعامة يبدوا علية الضيق.
نظرت حور إلى زوجة حمزة التى كانت تجلس أمامها  تبتسم لها فردت إليها بسمتها وهى تخفض رأسها  بخجل تتناول طعامها فإنتبهت على صوت السيدة وداد تقول...
= عاملة إية ياحبيبتى النهاردة؟؟ شوفى ياحور أنا  عوزاكى تعتبرى الكل هنا أهلك ولو عاوزة أى حاجة متتكسفيش.
ردت حور وهى تنظر بإتجاة رحيم فتراة يتناول طعامة غير مبالى بما يدور من حديث لتخفض رأسها  وتقول...
= شكرا ياخالتى متحرمش منك.
لتدوى ضحكة عالية ساخرة لسارة...
= خالتك!!! إية خالتك دى؟؟ أنتى لسة فاكرة نفسك فى بيتكم وإية إللى أنتى لابسة دة؟؟ دة لبس يليق على مشوار للغيط مش قصر الشرقاوى.
تابعت سارة ضحكتها الساخرة ليدوى صوت رحيم الرجولى بغضب عاصف...
= سارة إلزمى حدودك وأنتى بتتكلمى وأعرفى بتقولى إية.
شحب وجة سارة وهى ترى غصب رحيم فتظاهرت بالأسف وهى تتقول فى محاولة منها لتهدئة غضبة...
= أنا مقصدش يارحيم أنا بس بحاول ألفت إنتباهها إن وضعها هنا غير ما كان فى بيت أهلها.
أحست حور برغبة فى البكاء فرغبت فى النهوض قبل أن تتساقط دموعها فيزداد ذلها أمامهم لتنهض سريعا بخطوات عاصفة ولكن يد رحيم إمتدت إليها  تمسك بيدها عندما مرت من جوارة ليسألها بصوت هادىء...
= رايحة فين؟؟ أقعدى كملى فطارك.
لتهز رأسها وتقول بصوت مختنق بدموعها...
= مش عاوزة خلاص شبعت.
رحيم وهو يضغط كفها برفق...
= حور أسمعى الكلام وروحى كملى أكلك ولا أنتى عارفة هعمل إية.
نظرت إلية حور بدهشة ليبتسم بمرح إليها لترجع إلى  مكانها وأخذت تتلاعب بطعامها دون أن تتناول منة شيىء، بيما شعرت سارة بالنار تستعير فى أحشائها عندما رأت طريقة معاملة رحيم لتلك الفتاة أمامهم  وتأنيب رحيم لها من أجلها فقد ظنت بعد ليلة أمس أنها كسبت تعاطفة معها وأصبحت فى نظرة مجنى عليها من تلك المخادعة ولكنة منذ الصباح وهو متغير عليها يرد على حديثها معة ببرود وردود قصيرة مقتضبة فهل من الممكن أن تكون أخبرتة بما حدث بينهم وماقلتة هى لها من كلمات قبل دخولة إليهم؟؟ لالالا فتلك الفتاة فأرة ضعيفة ولا يمكن أن  تخبرة شيىء إذا ماذا حدث؟؟ صدمت سارة من الفكرة التى جاءت إلى أفكارها فجعلت النار تشتعل فى جسدها فرحيم أتم زواجة أمس من تلك الفتاة فهل من المعقول أنة أهجب بها وبصباها وعقد مقارنة بينهم لتكسبها تلك الدخيلة؟؟ أيكون هذا هو السبب لتغيرة معها اليوم؟؟ إستمرت سارة فى أفكارها  السوداء غير واعية لما حولها لتنتبة على صوت رحيم يقول...
= أمى أعمامى كلمونى النهاردة وهيكونوا هنا بكرة مع أولادهم علشان يباركوا لحور ويتعرفوا عليها فإعملوا حسابكم.
ثم إلتفت إلى سارة يقول ببرود...
= سارة حصلينى على مكتبى حالا.
ثم ترك المكان دون كلمة أخرى إبتلعبت سارة غصة رعب فهى تعلم بغضبة وتدرى فيما يريد أن يحدثها لتلتفت لحور بغل وحقد ثم تترك المائدة للحاق بة.
لحقت سارة برحيم إلى مكتبة لتجدة يقف أمام  النافذة ينظر خارجها بشرود بيدة سيجارة تعلم أنة لا يلجأ إليها إلا وقت غضبة فى محاولة منة لتهدئة أعصابه فعلمت أنها مصدر هذا الغصب فقررت اللجوء لحيالها الأنثوية حتى تستطيع الإفلات فإقتربت بدلال ليلتفت رحيم إليها يراقب تقدمها بنظرات خاوية وجسد متصلب لتقف أمامة تسند جسدها إلى  صدرة تهدية نظراتها الشغوف وهي تقول...
= خير ياحبيبى كنت عاوزنى فى إية؟؟
لتتفاجأ بة يبعدها عنة بإمتداد ذراعة يسألها بجمود...
= إية إللى حصل بينك وبين حور إمبارح بالظبط؟؟
بهتت ملامح سارة بصدمة إذن فعلتها تلك الحقيرة وأخبرتة حسنا لن تكون سارة إما جعلتها تندم وقلبت الأمر عليها لتمد يديها تتلمس وجنتة تقول بدلال...
= مأنت ياحبيبى شوفت وسمعت إللى حصل بنفسك وشفتها إتكلمت معايا إزاى.
أخذ ينظر إليها يحاول معرفة الحقيقة ليسألها بشك...
= يعنى محصلش حاجة تانية بينكم قبل دخولى؟؟
تهربت سارة من عينية لتقول بتوجس...
= يعنى هيكون قلتلها إية أنا ملحقتش أصلا أفتح  بوقى يارحيم ما أنت سمعت كل حاجة بنفسك ولا هى قليلة الأدب دى قالتلك حاجة تانية؟؟
أمسك رحيم يديها لينزلها من فوق وجنتة ويضغطها بغضب ويقول...
= سارة قولتلك حاسبى على كلامك وأعرفى أنتى  بتقولى إية وإللى حصل من شوية دة مش هسمح أنة يتكرر تانى فهمانى ياسارة أنتى عارفة إنى مبحبش أكرر كلامى.
سارة فى محاولة منها لتدارك الموقف فتقترب منة مرة أخرى تتلمس أزرار قميصة وتقول بدلال...
= أسفة ياحبيبى أنت عارف إن دة مش أسلوبى بس غصب عنى مش قادرة أنسى كلامها ليا.
تنهد رحيم بتعب يقول...
= خلاص ياسارة بس مش عاوز مشاكل تانى تحاسبى على كلامك معاها.
سارة وهى ترفرف برموشها بدلال وهى تمرر أصابعها  فوق صدرة...
= من عيونى ياقلبى.
ثم همست بإسمة بحنان...
= رحيييم.
سكتت لثوانى ثم تحدثت بهمس شغوف...
= أنت وحشتنى أووى مش ناوى ترجع تنام فى أوضتنا من تانى؟؟
تنفس رحيم بخشونة يقول...
= مش وقتة ياسارة الأسبوع دة كلة هيكون لحور ومن أول الأسبوع هيكون يوم ويوم ما بينكم.
إنتفضت سارة تقول بإتهام وعصبية...
= يعنى إية ناوى تفضل مع الهانم أسبوع كامل طب وأنا يا رحيم؟؟
رد رحيم وهو ينظر إليها بجمود...
= أنتى ناسية أنها عروسة ودة حقها عليا وإنك  وافقتى إنى أنام فى حضن واحدة تانية غيرك.
إهتزت سارة من كلماتة وهى تتصورة بين ذراعى تلك الفتاة يبثها شغفة وغرامه لتغيم عينيها بغيرة وقسوة وتقول بأنفاس عالية...
= لسة بتعاقبنى يا رحيم؟؟
رحيم وهو يبتعد عنها بإتجاة مكتبة ويجلس علية بلامبالاة...
= خلاص يا سارة مبقاش عقاب بقى أمر واقع ولازم تتعودى عليه.
إلتفتت سارة إلية بحدة...
= ماشى يا رحيم أعمل إللى يريحك.
وأسرعت بالخروج من الغرفة تلاحقها شياطين الدنيا بينما راقب رحيم خروجها العاصف لتنهد بتعب ويغمص عينية وهو يرجع برأسة فوق كرسية يفكر بكل ما حدث.

عشق رحيمDonde viven las historias. Descúbrelo ahora