الفصل العشرون : هادِم الملذات ومُفرِق الجماعات

ابدأ من البداية
                                    

"وتشورك إزاي وهي عارفة مِن صُغرها إنك ميت يا محمود؟ ، مِش ده كان كلامك ليا قبل ما تِنفِد بجِلدك بعد عملِتك المهبِبة؟ .. إني أقولها إن أبوها مات وراح للي خلقُه!".

إنتفض محمود فجأة وهو يصيح بـ نُكران ، غير مُتقبِل حقيقة كلِماتِها.

"وأديني قُدامِك عايش وبصِحتي الحمدلله! .. ولا عايزة تموتيني بالحيا؟ ، قُصر الكلام أنا مِش جاي أتساير معاكي ، بس حبيت أعرفِك إن ليلى مِش هتِتجوز غير أنور إبنِك ، هو أقربلها مِن أي حد تاني وهيصونها ويحافِظ عليها".

تعالت قهقهات عزيزة مُجلجِلةً تملئ المكان بينما قالت ساخِرة.

"قولتِلي بقى إن الموضوع فيه أنور! ، وأنا اللي مِستغربة عرِفت منين إنها هتِتخطب .. أتاري أنور مِتعين مُخبِر عندك وبيوصلك أخبارها!".

صمت هو فـ إستغلت الأمر وأكملت كلامِها بـ نظرة خائِبة ، ومرارة واضِحة في كُل ما يخرُج مِن بين شفتيها.

"كان نِفسي أقولك عندك حق وأطلع أنا اللي غلط ، بس للأسف أنور ده أكتر حد أذى ليلى نفسياً .. شوف مِش هو إبني أهو! ، بس بحِس بقرف لما تيجي سيرتُه قُدامي .. ولو إنطبقِت السما على الأرض مِش هيطول ضوفر بِنتي يا محمود! ، وإنتوا الإتنين إشربوا مِن البحر لو مِش عاجِبكوا".

لم يرغب محمود في الدخول معها في مُشادة كلامية ، فـ إذا فعل ستنتصِر عليه بسهولة لأن الحق معها تمامً ، وإكتفى بـ قول.

"ماشي .. أنا غلِطت يا عزيزة! ، بس ربِنا هداني وتوبت .. ومِش طالِب مِنك غير إني أشوف بِنتي وأرجعها لحُضني تاني؟".

إبتسمت عزيزة بقهر وهي تتذكر ما بذلته مِن مجهود مع ليلى لـ تُربيها تربية صالِحة ، دون أن تُشعِرها بـ غياب والِدتها أو وِحدتها ، تذكرت كام كانت تُعاني حينما تبكي ليلى يومياً شوقً لـ عِناق أُمِها ، أردفت مُتفحِصةً إياه بـ نظرة إستحقار.

"توبت! .. قتلت أُختي بـ اسم العار والشرف وتقولي توبت؟! ، يتِمت ليلى وهي صُغيرة وحرمتها مِن أبسط حقوقها وبتقولي توبت!!! ، ده أنت لو قعدت طول عُمرك تكّفر عن ذنبك مِش هيكفي! ، كُل حاجة مُمكِن تتغفر إلا القتل يا محمود".

تضايق هو مِن سُخريتها المُبطنة .. معها حق أن لا تُصدِقه ، حتى هو لا يُصدِق مُسايستِه لها لـ يصل لمكان إبنتِه ، وهتف بـ حُزنٍ مُصطنع.

"ربِنا بيسامِح يا عزيزة! .. سامحي عشان بِنتي تِسامِح ونِرجع نعيش سوا مِن تاني؟".

كُل هذا يحدُث تحت أنظار سميح الذي لم يكُن يفهم أغلب ما يقُلانِه ، ردت عزيزة عليه بـ شراسة

بارانويا | «جُنون الإرتياب» (قيد الكتابة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن