بارت الرابع

743 56 95
                                    


3550 كلمة، البارت لأجل التأخير أصبح أطول.

أكتبوا تعليقات ما بين الفقرة و الأخرى لأني لم أكتب أسئلة بالأسفل ♡︎'.

استمتعوا ❤️✨

.
.

كان الجميع جالسًا بضيق و الصمت كان يُحيط بهم كفجوة زمنية مخيفة .. تلك اللحظة كانت تجلس أشينا أمامه على نفس الأريكة بينما تُضمد له جرح كفه الذي كان مخدوشًا بقسوة، كان ينظر بعيدًا بعبوس، تتقلص ملامحه بألم بين الفينة و الأخرى ثم يشهق كلما ضغطت أكثر على جرحه!

جوارهم كان يسترخي تاناكا على مسند الأريكة مغمض العينين دون أن يُدرك أحد ما كان يُفكر به .. و يوتا لمح هدوئه و تجاوزه البقاء بالواقع، و هذا لم يُعجبه، ثم تذكر ما أراد الحديث عما رآه، و للحظة يُشجع بها نفسِه قبل أن ينطق مُبددًا الصمت:
" أبي، هل رأيتُه؟ "

فتح عينيه حيث قابله السقف المرتفع، يهمس باستفهام:
" من تقصد يوتا؟ "

و مرة أخرى يصمت عابسًا، هل سوف يُصدقه؟ .. لكن عليه ذلك! .. لذا أجاب بهدوء:
" ماكوتو .. لقد كان هناك..."

شهق بألم حين ضغطت أشينا على جرحه فنظر لها بضيق، دون أن يُكمل حديثه، و هي أعطته نظرة صارمة بغضب، جعلته يعبس، و من خلفها اعتدل تاناكا في مجلسه يرمق ابنه بريبة، ناطقًا بجمود مستنكرًا:
" ماكوتو؟! .. يوتا ما الذي تتحدث عنه؟ ."

نظر نحوه بتلك النظرة العابسة و فتح فاهه ينطق الا أن أشينا قاطعته باستياء:
" أنه يظن ماكوتو لازال حي .. لا عِلم لي عما يتحدث عنه لكن ذلك ليس سوى وهم. "

" لست أتوهم! لقد رأيته في الشقة و الشارع و ثم هو من أنقذنا! " صرخ غاضبًا بينما يرمق أشينا بعصبية، لكن ذلك لم يجعلها ترضخ لطلبه، لذلك نهضت ترمقه بغضب هاتفة:
" إن ظللت هكذا يا يوتا، سوف أعيد تلك الجلسات النفسية حتى تتحسن. "

عيناه رُغمًا عنه أدمعت من الغضب و الاستياء الذي يشعر به، بينما هي تركته و غادرت ، أخفض رأسِه حتى تناثرت خصلاته الرمادية تُغطي ملامحه، و عيناه حدقت بكفه المصاب الذي بسطه أمامه، ثم أغمض عينيه يدفع كفه المضمد ليُغطي عيناه، يتذكر كم مرة رآه؟ .. هو ليس يتوهم! ليس يفعل! .. لما لا أحد يُصدق كلماتِه؟

" يوتا؟ .."

فتح عينيه يُحولها نحو عين والده، كان هو مُتعب بطريقة غير مفسرة .. جلس والده قُربه و مد يده نحو جبهته مما جعله يجفل بسبب فرق الحرارة بين جبهته و كف والده ، و هنا ما كان من تاناكا سوى التنهد بآسى رادفًا :
" حرارتك مرتفعة، ما رأيك بأن تذهب لتنام قليلًا؟ و أنا سأجعل أختك تذهب لك بالدواء. "

عقد جبينه يعبس أكثر، تتجمع الدموع بعينيه و ترتعش كفه ، النبض الذي تسارع بألم لأجل عدم تصديقِه، و الألم الذي يجعل أنامله لا تتحرك الا بصعوبة، ثم الذكريات الحادة .. ذلك جعله يلتفت نحو والده يُدفن نفسه في صدره، تاركًا نفسه يبكي بينما يسأله بتوسل:
"ألن تُصدقني يا أبي؟ .. لست أكذب أو أتوهم! .. "

حياة يوتا 2Where stories live. Discover now