لكم الحائط بقوة باكياً بحرقة،ليحاول تشانيول تهدأته لكنه لم يقابل سوى صراخه الذي دوى بأنحاء المنزل:
-ابتعد!،ابتعد عني!،أنا لا أريد رؤية أحد،لا أريد أتسمع!
-أنا أُقدِّر ما تشعر،لكن لا تؤذي نفسك هكذا أرجوك.
أردف تشانيول بحزن على حالته،ليدفعه جيمين باعداً إياه عن طريقه،ثم خرج من الغرفة وهو لا يستطيع الرؤية أمامه أو حتى استيعاب ما يحدث.
أردفت السيدة هيسو في رثاء:
-لا تتركه تشانيول،أرجوك.
تبعه تشانيول بسرعة محاولاً إيقافه قبل أن يفعل بنفسه شئ.
..
أمسكت نايون بيدها هامسةً في رثاء:
-أخبريني أن هذه..مجرد مزحة سوجين،واستيقظي أرجوكِ....
اضافت بحرقة وهي تضع يدها على بطنها:
-أنتِ لم تري طفلي بعد!
ابتسمت وسط دموعها متمتمةً بترجي:
-أرجوكِ،استيقظي،أنا لم أشبع منكِ بعد.
أدارت جيني رأسها دافنةً وجهها بصدر كوك وهي تبكي بحرقة،ليمسد كوك على شعرها مقبلاً فروة رأسها ودموعه تنهمر على وجنتيه.
...
وقف تشانيول بطريقه قائلاً:
-جيمين،أرجوك...لا تتهور واهدأ.
صرخ جيمين بنبرة باكية:
-بالطبع،كل ما في الأمر أنني لن أرى زوجتي مرة أخرى....
انفجر جيمين بوجهه صارخاً بصوت مرتجف:
-أنت لا تشعر بي!،أنا أحترق...قلبي يحترق ألماً،أتعي ما أقول!!
نظر له تشانيول بحزن ثم عانقه مربتًا عليه،ليبكي جيمين بحرقة متمتمًا:
-لن أراها مجدداً تشان،لن أتمكن من رؤيتها أبداً.
-لقد رحمها الله جيمين،لقد كانت تتعذب.
ابتعد عنه ثم أردف بتهدج:
-دعني الآن،أرجوك.
-أنا لن أتركك هكذا.
صرخ جيمين بنبرة مهزوزة:
-دعني واللعنة!!
أبعده عن طريقه ثم ذهب وخلفه تشانيول.
....
ركب سيارته وأغلق جميع أبوابها تاركاً تشانيول يطرق زجاج السيارة:
-جيمين افتح هذه اللعنة!
انطلق بسيارته إلى حيث لا يعلم،كل ما دار بعقله أنه يريد التخلص من هذا الألم بأي طريقة.
....
توقف بسيارته بمكان خالي من حركة الناس،ليرجع رأسه للخلف ودموعه تنهمر على وجنتيه،وبات شريط ذكرياته معها يُعرض أمامه في لحظات.
...
( ياااا.....،أحب رائحة البحر، آه...أشعر وكأنني تزوجت طبق موتشي بالخطأ،.....سوبين!....،تبدو رائع عزيزي،
أنا خائفة...فلتعانقني،جيمينشي...أحبك...،لا تتركني).
..
أخذ يضرب لوحة القيادة باكياً بهيستيرية وهو يتمتم:
-كلا واللعنة!،أنا بأمس الحاجة إليكِ!!!، لا تفعلي.
شد على شعره باكياً بألم وهو يكرر:
-كلا،كلا!!!!
..
نظر لها والدها متمتمًا بصوت يقطع نياط القلب:
-لقد ذهبتِ إلى والدتك طفلتي.
اقترب منها ثم قبّل جبينها ودموعه تنهمر على وجنتيه،قبل أن يبتعد ويقوم بتغطية وجهها.
اجهشت جيني بالبكاء وقد ارتخت قدميها،ليعانقها كوك متمتمًا بغصة:
-إنها بمكان أفضل الآن صغيرتي.
تخبطت بين ذراعيه متمتمةً:
-لماذا...لماذا!!
نظرت لها نايون بإنكسار وقد بدأ كل شئ يتلاشى حولها،قبل أن تسقط مغشى عليها بين ذراعي تشانيول.
...
-2 hours later-
خرج من الملهى وهو يسير بعدم اتزان،ليدلف إلى سيارته ثم انطلق وهو بالكاد يرى الطريق أمامه.
....
نبست السيدة هيسو وعينيها محتقنتين من البكاء:
-ألم يجيبك بعد؟
نفى كوك بأسف،ليعانقها السيد تشون محاولاً تهدأتها:
-سيعود عزيزتي،سيعود.
.....
ترجل من السيارة ثم سار إلى الداخل وهو بحالة غياب عن الوعي.
...
قابله كوك الذي سارع بالامساك به قبل أن يسقط أرضاً،واستنتج سبب حالته تلك من رائحته،لتسرع نحوه والدته متمتمةً بنبرة يشوبها البكاء:
-خشيت أن يكون قد أصابك مكروه.
أردف كوك:
-إنه تحت تأثير الكحول،سوف آخذه إلى غرفته.
نفى جيمين بخمول:
-أريد...سوجين،أين هي؟!
-حسناً،لكن فلترتاح الآن أولاً.
دفعه جيمين بعيداً عنه وهو يصرخ بحدة:
-أين سوجين!!
اجهشت السيدة هيسو بالبكاء،ليتركهم جيمين ثم توجه إلى حيث تقبع.
...
أبعد الغطاء عن وجهها برفق،لتمتلئ عينيه بالدموع وهو يرى شحوب وجهها.
همس بتهدج:
-لقد اشتقت لكِ...اشتقت لكِ من الآن صغيرتي...أرجوكِ لا تفعلي هذا بي،وافتحي عينيكِ.
أمسك بيدها ثم أردف بابتسامة منكسرة:
-تتذكرين...أول مرة التقيتك بها،لم أكن أظن أنكِ ستملأين حياتي بهجةً،ولم أتخيل أنكِ ستسلبيها مني بهذه السهولة...،لقد قضيت أجمل أيام حياتي برفقتك صغيرتي،لكن حياتي انتهت الآن....
أكمل بنبرة مهزوزة:
-أنا أحتاجك،وسوبين يحتاجك...جميعنا بحاجتك،لذا...أرجوكِ،أجيبيني،وأخبريني أن هذا مجرد مقلب سخيف،وأعدك أنني سأسامحك..لن أعاتبك حتى على تسببك بهذه الحالة التي أنا بها الآن...
أضاف بغصة:
-لكن أرجوكِ،لا تغلقي عينيكِ.
دلف كوك إلى الداخل ثم أردف:
-جيمين،علينا نقلها إلى المشفى لإجراء التقارير الطبية اللازمة...
أضاف:
-لقد رفضت نقلها إلا عندما تعود.
وضع جيمين رأسه على يدها وهو يبكي بألم هامساً:
-إنها بخير،فقط...ربما تحاول إختبار مقدار حبي لها...
اضاف بأمل زائف:
-فلنستدعي الطبيب،وربما تكون مجرد غيبوبة أو ما شابه.
زمّ كوك شفتيه بحزن،ليقترب منه ثم نزل إلى مستواه وربت على ظهره متمتمًا:
-إنها بمكان آمن الآن،بعيداً عن أي ألم أو معاناة.
تمتم جيمين بنبرة يشوبها البكاء:
-لم أستطع إنقاذها.
-لكن الأمر ليس بيدك جيمين،أنت فعلت كل ما بوسعك.
همس جيمين بتهدج وعينيه محتقنتين من البكاء:
-أشعر وكأن...وكأن روحي تحترق.
عانقه كوك مربتًا عليه في حزن،وقلبه مفتور على صديقه الذي لم يعهده بهذه الحالة من قبل.
....
- 10 AM-
وقفوا جميعاً توديعاً لها،يلقون كلمتهم الأخيرة لها،قبل أن يُغلق عليها هذا الصندوق الخشبي،جميعهم بحالة من الحزن يرثى لها،وجيمين الذي لا يستطيع تصديق أنها ذهبت...دون عودة،وقد انتهت حياته منذ أن أغلقت عينيها،وفقد كل شئ جميل معها.
...
-7 hours later-
تقدمت جيني نحوه،لتردف بغصة:
-لقد....لقد أعطتني سوجين هذا الشريط،وأوصتني بإعطاءه لك،إن...إن حدث لها شئ.
نظر إلى الشريط ودموعه تنهمر على وجنتيه،

《Cancer》Where stories live. Discover now